"سهام ومصطفى".. زوجان جمعهما العمل بقسم العزل وكورونا بالفيوم

كتب: أسماء أبو السعود

"سهام ومصطفى".. زوجان جمعهما العمل بقسم العزل وكورونا بالفيوم

"سهام ومصطفى".. زوجان جمعهما العمل بقسم العزل وكورونا بالفيوم

اتفق الزوجان "مصطفى" و"سهام" على أن يجتمعا معاً "على الحلوة والمُرة"، حيث يعملان معاً في أحد المستشفيات بمحافظة الفيوم منذ فترة طويلة، ورغم أن كل منهما يعمل في قسم منفصل عن الآخر، إلا أنها قررا أن يجتمعا معاً للعمل في قسم العزل بالمستشفى، قبل أن يجمعهما فيروس "كورونا" معاً، ولكن هذه المرة، على فراش المرض.

قصة الحب التي جمعت بين الزوجين كانت مثاراً للإعجاب بين زملائهما، ورغم أن "مصطفى" يعمل في قسم "الغازات" بالمستشفى، وزوجته "سهام" تعمل في قسم أمراض الدم، إلا أنهما كان يضربان المثل في التفاني والإخلاص في العمل، حتى جاءت أزمة كورونا، التي شكلت شكلت عائقاً أمام جلوسهما معاً، بسبب فترات العمل لساعات طويلة، رغم أنهما عادةً ما يتواجدان في نفس المكان.

شهور طويلة مرت على الزوجين وهما يعملان ليلًا نهاراً في قسم العزل الخاص بمرضى كورونا في مستشفى التأمين الصحي بمدينة الفيوم، لم يكلا أو يملا لحظةً، ولم يخافا على أنفسهما، رغم أنّهما لديهما طفلة صغيرة، لم تتجاوز 8 سنوات، ولكن كان همهم الأول والأخير هو تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمرضى، ومساعدتهم على التعافي من ذلك الفيروس سريعاً.

ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث التقطت الزوجة العدوى بالفيروس المستجد، وخضعت لمسحة وعمل أشعة، وجاءت نتائجها إيجابية، وبعد قليل، تأكدت أيضاً إصابة الزوج بفيروس كورونا، ليجتمعا معاً كعادتهما، ولكن هذه المرة على فراش المرض في قسم العزل بالمستشفى.

وسيطرت حالة من الحزن والأسى على العاملين بمستشفى التأمين الصحي، إثر إصابة زميليهما "مصطفى عطية عامر"، الموظف بقسم الغازات، وزوجته "سهام أبو الحمل"، مشرفة قسم الطوارئ بمستشفى التأمين الصحي سابقًا، ومشرف قسم أمراض الدم حالياً.

وقالت "آمال كمال الدين عامر"، ممرضة، وإحدى أصدقاء الزوجين، أنّهما معروفان بحبهما وإخلاصهما الشديد للعمل، خصوصاً "سهام"، التي كانت تعمل ليلاً نهاراً في قسم العزل، لدرجة أنها كانت تطعم المرضى المصابين بحالة نفسية سيئة، وكانت تمازحهم، وتؤكد لهم أنّهم سيشفون ولن يحدث لهم شيء، كي ترتفع معنوياتهم وتتحسن حالتهم النفسية، فيتمكنون من مواجهة الفيروس.

وأشارت "آمال"، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أنّ "سهام" كانت تسابق الممرضات لاستقبال المصابين القادمين للخضوع للعزل بالمستشفى، وكانت تقوم بمساعدتهم في ارتداء الكمامات والبدل الواقية لحين دخولهم قسم العزل، وحتى لا تنتشر العدوى، غير آبهةً بما قد يحدث لها وانتقال الفيروس لها.

وكشفت أنّه الزوجين لديهما طفلة وحيدة تدعى "سندس"، عمرها 8 أعوام، وتعيش برفقة جدتها لحين شفاء والديها، كما يهتم زملائهم بالاطمئنان عليها دائماً، وينقلون أحوالها لوالديها في العزل حتى لا يشعران بالقلق عليها.

وأكدت "مس آمال" أنّ جميع العاملين بالمستشفى يدعون دائماً بالشفاء العاجل للزوجين، خصوصاً أنّهما كانا يبعثان البهجة في المستشفى، بمزاحهما ومغازلتهما لبعضهما طوال الوقت، وكانا يهونان على الجميع التعب والمجهود والضغوط النفسية التي يمرون بها، بسبب ضغط العمل.


مواضيع متعلقة