السودانيون يحيون عيد الاستقلال الـ65 «رمزيا» بإجراءات احترازية مشددة

السودانيون يحيون عيد الاستقلال الـ65 «رمزيا» بإجراءات احترازية مشددة
- عيد الاستقلال في السودان
- السودان
- إخوان السودان
- الاحتلال البريطاني
- البرهان
- عيد الاستقلال في السودان
- السودان
- إخوان السودان
- الاحتلال البريطاني
- البرهان
مع استقبال السودان العام الجديد، في عهد جديد من تاريخ يكتب لهذا البلد، يحيي السودانيون في الأول من شهر يناير ذكرى الاستقلال، وجلاء المستعمر البريطاني عن أرضهم، حيث يتذكرون معاناتهم من الاستعمار ونضالهم ضده، وصولا لنجاحهم في الحصول على الاستقلال، حيث يزينون الشوارع وشرفات المنازل بالأعلام الوطنية، ويطلقون الألعاب النارية، لكن هذا العام يأتي مختلفا بسبب قرارات الحكومة السودانية وحكام الولايات بالإغلاق أو حظر التجول.
ومن المتوقع أن يحدث انحسارا للاحتفالات بعيد الاستقلال السوداني، هذا العام، بسبب الاجراءات الإحترازية التي فرضتها الدولة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، والتي كان آخرها، إعلان لجنة الطوارئ الصحية بولاية الجزيرة برئاسة الدكتورعبد الله إدريس الكنين والي ولاية الجزيرة قفل الأسواق العمومية بالمحليات إعتباراً من يوم السبت 2 يناير القادم وتأجيل فتح المدارس إلى 17 يناير القادم عوضاً عن 3 يناير.
واستثنى القرار تجار الجملة والمصارف والطواحين والمخابز والجزارات ومساطب الخضار ومحلات الأسمدة والبذور، ووجه القرار بحظر الباعة الجائلين وفتح الأسواق و إلزام الباصات السفرية بحمل 50% من الركاب والتباعد وإرتداء الكمامات كما تقرر إلزام موظفي الدولة بإرتداء الكمامات ومنع دخول غير الملتزمين بذلك، وقررت اللجنة لعب المباريات دون جمهور وحظر كافة أشكال التجمعات الرسمية والشعبية ومنع الصالات وتوجيه الأئمة بتقصير الصلوات وتنظيم صفوف الخبز.
فيما أعلنت ولاية الخرطوم مجددا منع التجمعات والاحتفالات والحفلات الجماهيرية بمناسبة رأس السنة، وأجاز اجتماع اللجنة العليا لاحتفالات الولاية بالذكرى الـ65 للاستقلال المجيد الذي انعقد أمس برئاسة مدير عام وزارة البنى التحتية والمواصلات مهندس حاتم أبو قرون أجاز خطة الاستقلال وتأمين ولاية الخرطوم.
ووجه بالالتزام الصارم بالاشتراطات الصحية لمواجهة كورونا ومنع التجمعات والاحتفالات والحفلات الجماهيرية في كل المواقع والتركيز على الاحتفاء بالاستقلال إعلاميا وتوظيف برامج القنوات الفضائية لذلك الغرض فيما أكدت وحدات الولاية على التزامها برفع علم السودان وتزيين المواقع والكباري وتكثيف اعمال النظافة وصيانة الطرق.
وبحثت محلية أم درمان الاجراءات والتدابير الأمنية والصحية اللازمة لتأمين واستقبال احتفالات الذكرى 65 للاستقلال ورأس السنة الميلادية، وتناول الاجتماع الخطط الأمنية والبرامج التي تهدف إلى انفاذ موجهات الولاية الرامية ليكون شكل الاحتفالات رمزية مع الالتزام بالضوابط الصحية للحد من انتشار جائحة كورونا مع وضع عدد من الحلول والضوابط لحسم المهددات الأمنية.
عيد الاستقلال يأتي بعد يومان من تفعيل الحصانة السيادية للسودان
ويأتي الاحتفال بعيد الاستقلال السوداني هذا العام، بعد يومين من إعلان وزارة الخارجية الأمريكية ، تفعيل الحصانة السيادية للسودان رسمياً من قبل الخارجية الأمريكية والإفراج عن أموال التعويضات التى تقدر بنحو 335 مليون دولار لضحايا التفجيرات في سفارتي امريكا في كينيا وتنزانيا والمدمرة كول.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان، إن رفع الحصانة يتيح الفرصة أمام زيادة فرص التجارة والاستثمار في السودان ،علماً بان هذه الخطوة التاريخية تحققت بفضل التصرفات الشجاعة للشعب السوداني الذى وضع بلاده على مسار الديمقراطية والازدهار الاقتصادي.
وأشار البيان إلى أن سن هذا التشريع يمثل تغييرا جوهريا في علاقة السودان ليس فقط مع الولايات المتحدة ولكن أيضا مع المجتمع الدولي بأسره فهو يزيل عائقا رئيسيا امام اعادة اندماج السودان الكامل في الاقتصاد العالمي.
وأشاد البيان بالشعب السوداني لاصراره المستمرعلى الحرية والسلام والعدالة وهنأ رئيس الوزراء عبدالله حمدوك والحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون على شجاعتهم في النهوض بتطلعات الشعب السوداني الذي يخدمونه وقضية السلام الإقليمي.
ويعد يوم الاستقلال في السودان، للعام الثاني بدون حكم جماعة الإخوان بعد اسقاط نظام الرئيس السابق عمر البشير، وللمرة الأولى بعد إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب دخل حيز التنفيذ، بعد انقضاء فترة إخطار الكونجرس الأمريكي.
أول عيد استقلال بعد إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب
ووجه رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، مساء أمس الخميس خطاباً مهماً للأمة السودانية، إحياء للذكرى الخامسة والستين للاستقلال.
من جانبه حيا دكتور عبدالله إدريس الكنين والي ولاية الجزيرة الرعيل الأول من صناع الاستقلال .وقال في كلمة لمواطني الولاية بمناسبة ذكرى الاستقلال إن تزامن احتفالات الاستقلال وذكرى ثورة ديسمبر وأعياد الميلاد يتطلب منا التعاضد والتكاتف لتحقيق أهداف الثورة السودانية.
وأكد إدريس أن الاستقلال والثورة مرتبطان برباط التضحية والنضال من أجل سودان جديد ينعم به الجميع في ظل العدل والمساواة والحرية، وتوجه والي ولاية الجزيرة بصادق الدعوات للذين قدموا أرواحهم فداءا للوطن.
ومن المظاهر الهامة في عيد الاستقلال السوداني لهذا العام، أنه يأتي بعد توقيع الحكومة السودانية اتفاق سلام مع عدة جماعات سودانية متمردة، في أكتوبر الماضي بهدف إنهاء سنوات من الصراعات المسلحة في إقليم دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق.
وجرت مراسم التوقيع في جوبا، عاصمة جنوب السودان، بشكل نهائي على اتفاق مبدئي تم التوصل إليه في أغسطس، بعد شهور من المحادثات، مع ثلاث مجموعات متمردة رئيسية من إقليم دارفور.
ووقع على الاتفاق من جانب المعارضة المسلحة الجبهة الثورية السودانية، التي تضم خمس حركات مسلحة وأربع حركات سياسية. في حين لم ينضم فصيلان رئيسيان، وهما جيش تحرير السودان والحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو إلى مفاوضت السلام.
وحضر مراسم التوقيع وزراء وقادة حكومات دول مجاورة، بالإضافة إلى مصر وقطر والسعودية، فضلا عن رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، الذي توسطت بلاده بين الفرقاء السودانيين.
وكان البريطانيون استغلوا اندلاع الحرب العالمية الأولى لإعلان الحماية على مصر والسودان في عام 1914، لكن السودانيين رفضوا الاحتلال البريطاني لبلدهم، وقاموا بعدة عمليات ضدهم أبرزها اغتيال الحاكم العام البريطاني للسودان السير لي ستاك في عام 1924، فقامت ثورة مصرية سودانية بقيادة علي عبد اللطيف ضد بريطانيا في عام 1924، لكن بريطانيا قمعتها.
ونقل السودانيون نشاطهم ضد المحتل البريطاني إلى السياسة خلال الحرب العالمية الثانية التي اندلعت بين عامي 1939 - 1945، فطالبوا بإشراكهم في الحكومة والبرلمان لكن بريطانيا رفضت، وبعد الحرب العالمية الثانية قررت بريطانيا الانسحاب من المستعمرات، لكنها كانت تخشى الوحدة بين مصر والسودان فسعت لدعم التيار الاستقلالي في السودان ضد التيار الذي يدعو للوحدة مع مصر، في هذه الأثناء قامت ثورة يوليو في مصر بزعامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في عام 1952 معلنةً تحويل مصر من مملكة إلى جمهورية، كما طالبت الثورة بجلاء القوات البريطانية عن مصر والسودان.
فكانت اتفاقية إنهاء الاحتلال البريطاني للبلدين في عام 1954، على أن يجري استفتاء لتقرير المصير في السودان يحدد المواطنون وأعلن الاستقلال عام 1955، وطالب بريطانيا الاعتراف به، وهو ما تم فعلاُ، حيث انسحبت القوات البريطانية من السودان في الأول من يناير عام 1956 الذي أصبح عيداً وطنياً لكل السودانيين.
وسعى السودان كغيره من البلدان لامتلاك نشيداً وطنياً خاصاً به، حيث كتب كلماته الشاعر سيد أحمد محمد صالح، كما لحّنه أحمد مرجان، واعتمده السودان بعد الاستقلال في عام 1956، جاء فيه "نحن جند الله جند الوطن إن دعا داعي الفداء لم نخن، نتحدى الموت عند المحن نشترى المجد بأغلى ثمن".
وكان العلم السوداني مثل النشيد الوطني، جديدا، حيث تكون العلم الذي اعتمد بعد الاستقلال في الأول من شهر يناير عام 1956، من ثلاثة أشرطة أفقية متساوية العرض بألوان الأحمر والأبيض والأسود، إضافةً لمثلث متساوي الساقين أخضر اللون، حيث تستند ألوان العلم السوداني على علم الثورة العربية الكبرى ضد الاحتلال العثماني أثناء الحرب العالمية الأولى.
وتحمل ألوان العلم السوداني رموزا ودلالات، حيث يرمز اللون الأحمر لدماء الشهداء الذين ناضلوا من أجل الحرية والاستقلال، كما يرمز اللون الأبيض للسلام، في حين يرمز اللون الأسود لأهالي السودان ذوي البشرة السمراء، أخيراً يرمز اللون الأخضر لدين الإسلام الذي يعتنقه غالبية السودانيين، كما يرمز هذا اللون للزراعة.