إخوان السودان: «الترابى» قائد انهيار الدولة إلى التراب

كتب: سعيد حجازى

إخوان السودان: «الترابى» قائد انهيار الدولة إلى التراب

إخوان السودان: «الترابى» قائد انهيار الدولة إلى التراب

كان للإخوان الدور الأبرز فى عملية تقسيم السودان. ويعد حسن الترابى، أبرز قيادات الجماعة، هو عرّاب الانقسام ومهندس ثورة جنوب السودان للمطالبة بالانفصال عن الشمال؛ حيث حرض «الترابى»، رئيس السودان عمر البشير على انفصال الجنوب عن الشمال لكونه عبئاً عليهم فى تطبيق الشريعة الإسلامية بالدولة لأن الجنوب يسكنه النصارى، وبذلك يصبح المناخ مهيأ لتطبيق الشريعة الإسلامية فى دولة الشمال دون عراقيل أو حجج كان يطلقها أهل الجنوب.

وافترق الترابى والبشير عام 1999 ليتحولا إلى خصمين لدودين. وعقب الخلاف بينهما أسس الترابى حزب المؤتمر الشعبى المعارض وصار أكثر المعارضين السودانيين شراسة فى مواجهة حكومة البشير، وطالب بإسقاط «البشير» محملاً إياه مسئولية تقسيم السودان.

{long_qoute_1}

وذكرت صحيفة «سودان تريبيون»، عن الترابى أنه يعترف بمسئوليته الشخصية عن كل الأزمات التى تشهدها أطراف البلاد، وطلب من الله المغفرة. وأبدى «الترابى» أسفه وحزنه الشديد على ما آلت إليه الأوضاع فى جنوب السودان، بسبب القتال الدائر بين قوات الجيش الشعبى التابعة للرئيس سلفاكير، وتلك الموالية لنائبه السابق رياك مشار منذ ديسمبر الماضى.

وخلال السبعينات فى ظل نظام الرئيس الأسبق جعفر النميرى كان للإخوان دور فى إثارة الفوضى، حيث شغل «الترابى» فى 1979 منصب النائب العام، وأيّد قرار النميرى بإقرار الشريعة الإسلامية فى 1983 ليكون الشرارة التى أطلقت الحرب الأهلية فى الجنوب الذى يدين سكانه بالمسيحية أو يمارسون طقوساً تقليدية.

وقال خالد الزعفرانى، القيادى الإخوانى المنشق، لـ«الوطن»: قيادات الإخوان وعلى رأسهم حسن الترابى كانوا السبب فى تقسيم السودان، فهو صاحب أزمة منطقة دارفور، كذلك حرض السلطة على إقصاء الجنوب، وذلك فى عهد عمر البشير، وعندما أقصاه البشير عن الحكم سارع إلى الجنوب ووقف معهم وتسبب فى عمليات قتل واغتيالات كثيرة فكان يتم توريد السلاح لهم من قبل معمر القذافى من ليبيا. وتابع: أفكار حسن الترابى كانت كلها مخالفة للأمة الإسلامية، فعندما تحالف مع الجنوب المسيحى أصدر فتوى بإباحة زواج المسلمة من أهل الكتاب بالمخالفة لآراء الأئمة الأربعة التى تحرم ذلك بل وصل به الحال للسعى لهدم كل الآراء الفقهية بالسودان القديمة والحديثة وتشكيل فقه جديد يحمل رؤيته للدين، فسعى إلى أن يطوع الدين للسياسة لتحقيق أهداف جماعته بل إنه أباح بخطبة الجمعة للمرأة وأن تصلى بهم وأن تتداخل صفوف الصلاة بين النساء والرجال.

وقال سامح عيد، الباحث فى الشأن الإسلامى: السودان دولة متدينة من الأساس وواجهت الطوائف الأخرى بالتشديد، وفى عصر جعفر النميرى كانت الدولة علمانية وفى نهاية حكمه تحولت الدولة لتطبيق الشريعة الإسلامية، مما أدى لثورة وخلال تلك الفترات كان هناك أزمات عديدة داخل السودان، خاصة بين الترابى وعمر البشير.

وتابع: الانقسام بين الشمال والجنوب كان سببه رفع الترابى شعار الشريعة الإسلامية والاتجاه الطائفى وهو أول من رحب بالانقسام حتى يستطيع تطبيق الشريعة الإسلامية، وبعد الخلافات بين الترابى والبشير، ساند الترابى الجنوب مما أدى لحدوث حروب مسلحة وسقط عديد من القتلى وحاول يوسف القرضاوى ومحمد سليم العوا الوساطة لكنها فشلت وبدأ المجتمع الدولى يتحدث عن السودان والتطهير العرقى الذى يقوم به «البشير»، حتى تم الانفصال بين شمال السودان وجنوبه.


مواضيع متعلقة