القصة الكاملة لتجريد كاهن من الكهنوت سعي لتأسيس كنيسة جديدة بشكل سري

القصة الكاملة لتجريد كاهن من الكهنوت سعي لتأسيس كنيسة جديدة بشكل سري
أثار القرار البابوي الذي حمل رقم 13 لسنة 2020م الصادر عن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بانهاء خدمة الكاهن السابق بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية القس بيشوي أندراوس، والذي كان يخدم بكنيسة مارمرقس القبطية في ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وعودته إلى اسمه العلماني جوزيف جورج أندراوس، الجدل القبطي على مواقع التواصل الاجتماعي، لما لهذا الكاهن من شهرة واسعة بين أقباط المهجر في الولايات المتحدة الأمريكية.
الكاهن المجرد سبق وتقدم باستقالته للبابا عام 2016
والكاهن الذي انهيت خدمته تعود قصته إلى 8 يناير 2016م، حيث تقدّم وقتها باستقالته من الكهنوت، في رسالة أرسلها إلى البابا، والأنبا كاراس، النائب البابوي بأمريكا الشمالية وقتها، مرجعا أسباب استقالته إلى معاناته من مرض الروماتيزم، الأمر الذي دفع البابا لدعوة الكاهن وزوجته إلى زيارة مصر ولقائهم بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وشكّل لجنة كنسية للوقوف على أسباب الاستقالة، والتي كشفت وقتها عن انشقاق في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بواشنطن، ووجود انحراف في تعاليمها، واتهامات للكاهن بالانضمام إلى فكر الشماس السابق الدكتور عاطف عزيز، المعزول من الكنيسة عام 2002م بقرار من المجمع المقدس، واتباع عدد من الأقباط بواشنطن لهذا الفكر في مجموعات، والدعوة إلى كنيسة جديدة بشكل سري، وإقامة مؤتمرات لها في الخارج، بعد فشل المخطط في الداخل.
وبرر "القمص بيشوي أندراوس" وقتها في خطاب تناقله الأقباط على مواقع التواصل الاجتماعي، أسباب استقالته، بإن هناك أموراً كثيرة تحدث خلف الستار، لا يعلمها إلا عدد قليل ممن يعنيهم الأمر، منها خلاف خلال السنوات الأخيرة بين الإكليروس بالكنيسة، حيث كانوا يظهرون للخارج بأنهم على توافق، بينما هم غير متحدين في الحقيقة ولكل منهم رؤية مختلفة، الأمر الذى كان معطلاً لنمو الكنيسة على المستويين الروحي والمادي.
وأوضح كاهن مارمرقس، أنه اضطر إلى أن يأخذ إجازة 6 شهور بسبب المرض، وبعد تلك الفترة التقى أعضاء الإكليروس ومجلس الشمامسة، وأخبرهم برغبته في التنحي عن قيادة الكنيسة، وأنه يخدم بصفته كاهناً فقط، وأعلن استعداده للخضوع تحت قيادة من سيجري اختياره أياً كان، مشيراً إلى أنه فعل ذلك من أجل التركيز على "التلمذة" بدلاً من "الإدارة"، ولكن الأمور لم تتحسن بل أصبحت أكثر سوءاً، حيث تلقى في بداية صوم الميلاد نهاية 2015م شكوى من المكتب البابوي عن مجموعات التلمذة، وعن المكرسين (شادي وأمير)، وشكوى عن أنه دعا الدكتور عاطف عزيز لخلوة في الكنيسة، وهو ما لم يحدث.
أسر قبطية تشتكي الكاهن المجرد للبابا بسبب تعاليم "عاطف عزيز"
وأشار الكاهن إلى أنه رد على الشكوى لكنه لم يتلق رداً بالمرة، ما جعله يستمر في خدمته مع علمه بأن النهاية أصبحت وشيكة، ما دعاه لإلغاء مجموعة التلمذة الجديدة التي بدأها حتى تهدأ الأمور، فيما قدم المكرسان (شادي وأمير)، المتهمان بأنهما من أتباع عاطف عزيز، استقالتهما من الخدمة حتى يبدآ في مكان آخر.
وكشف الكاهن عن أن الأمور لم تتحسن بل زادت سوءاً حيث تلقت زوجته في 5 يناير 2016م اتصالاً من الأنبا كاراس، النائب البابوي بأمريكا الشمالية، طلب منها وقف كل مجموعات التلمذة التي كانت تقوم بها، ومساء هذا اليوم التقى بعدد من الكهنة الذين أخطروه بأن المكتب البابوي وبعض الأساقفة الموجودين في الولايات المتحدة كانوا على اتصال بهم لمعرفة حال كنيسة مارمرقس، ومدى تدخل "عاطف عزيز" وانتشار تعاليمه، وقالوا له إن تعاليمه تشبه تعاليم "عزيز"، وربطوا فترة إجازته بـ"عزيز"، وهو ما دفعه لتقديم الاستقالة.
وذلك قبل أن تنتهي اللجنة البابوية المشكلة للتحقيق في الاستقالة وترفع تقرير إلى البابا، أشارت خلاله إلى أنها لم تجد خطأً في تعاليم القمص بيشوي، إلا إنها انتقدت خطأه في تقريب بعض تلاميذ الشماس المعزول عاطف عزيز، وضمهم للخدمة في الكنيسة.
وكان "عاطف عزيز" نجح في يناير 2016م، من ترسيمه بكنيسة في أمريكا اسمها "الكنيسة اليونانية الأمريكية" تحت اسم "الأب سارافيم"، لتتحول أنشطته لتكوين "كنيسة العهد الجديد" من السرية إلى العلن، إذ أنشأ موقعا إلكترونيا يبث فيه أفكاره وتعاليمه المخالفة للإيمان الأرثوذكسي وفق معتقد الكنيسة القبطية، كما عقد عدة مؤتمرات في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
والتقى البابا في بداية فبراير 2016م، مع الكاهن وزوجته في المقر البابوي بالعباسية، واعترف الكاهن بخطئة وقدم اعتذار خطي للبابا عن تقديمه للاستقالة بلا مشورة، والاستعانة بشابين في الخدمة لهما علاقة بشخص منحرف إيمانيًا، وتعهد بالتوقف عن أي أساليب غير أرثوذكسية في الخدمة، فيما سجلت زوجة الكاهن اعتذار عما صدر عنها من أخطاء وتعهدت بعدم تكرارها.
وقرر البابا نقل الكاهن من كنيسة مارمرقس إلى كنيسة أخرى، وانتداب القمص تادرس يعقوب ملطي للخدمة بكنيسة مارمرقس لفترة محدودة لطمأنة الأقباط، مع استمرار لجنة التحقيق والمتابعة من بعض الكهنة لمساعدة الأنبا كاراس، النائب البابوي وقتها، لتهدئة الأحوال العامة، على أن يظل الأمر تحت الملاحظة، وبحث ما يستجد من أمور.
وقدم أقباط في الولايات المتحدة، مذكرة للبابا، وأعضاء المجمع المقدس، وصفوا أنفسهم بأنهم أضيروا من أعمال "القمص بيشوي" وزوجته "إيريني"، والموظفين السابقين بنفس الكنيسة (أمير وشادي)، وباقى المرشدين الروحيين من أتباع "عزيز".
وقالت الأسر القبطية في المذكرة، إنهم يعانون من محاولات هذه الجماعة لتضليل الشباب بعيدا عن الكنيسة القبطية، وجذبهم لممارسات متطرفة وطقوس سرية، وطلبت الأسر من البابا وأعضاء المجمع المقدس اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة ما وصفوه بـ"السرطان الخبيث النشط".
وكشفت المذكرة أن منظمة "عاطف عزيز" لها أعضاء تنظيميون من الأقباط في 3 ولايات بأمريكا هي (أريزونا، كاليفورنيا، ونيويورك)، بالإضافة إلى الكوريين، مشيرين إلى أنه في 22 مارس 2016م رقي "عاطف عزيز"، باسم "مكاريوس" بواسطة الأسقف بنجامين، رئيس أساقفة غرب أمريكا، ومعه تم رسامة 5 من أتباعه كإخوة، منهم (أمير وشادي) العاملين السابقين بكنيسة مارمرقس مع (مارك وأيمن)، وقضى هؤلاء الإخوة فترة تدريب في أحد الأديرة بأمريكا، وحاليا يقيمون في بيت تكريس في "أريزونا".
وفى نفس يوم ترقية "عزيز" تم ضم 7 من الأخوات اتباع "عاطف" ورسمت منهن "الأخت سلوانا" والتي خصص لها بيت في دير حمل اسم "مكاريوس المصري" مع باقي الأخوات وهو الدير الذي يبعد 15 دقيقة من مقر إيبارشية لوس انجلوس وتوابعها التابعة للأنبا سيرابيون.
ولفتت المذكرة أنه في أكتوبر 2015م بدأت محاولة لتجنيد مجموعة جديدة من الشباب القبطي بكنيسة مارمرقس بواشنطن، واشترك في تلك المحاولات القمص بيشوي وزوجته والمكرس "أمير"، حيث قاموا باتصالات ومقابلات وأصدروا تعليمات فردية لبعض الشباب، قبل أن ينظموا مؤتمرا للشباب الجدد في ديسمبر 2015م برئاسة "الأخ أمير" في ولاية فيرجينيا.
وناشدت الأسر القبطية، في مذكرتهم للبابا وأعضاء المجمع المقدس، كشف كل الحقائق عن مخطط "عزيز"، والتوقف عن سياسة التغطية على المشاكل.
وأصدر البابا قرارا بابويا في أول مارس 2016م بتشكيل لجنة مكونة من: "الأنبا سرابيون مطران لوس انجلوس وهاواي، الأنبا يوسف أسقف جنوبي الولايات المتحدة، الأنبا دافيد اسقف نيويورك، والأنبا كاراس النائب البابوي"، للتحقيق الشامل فيما نسب للقمص بيشوي، ولهم الاستعانة بمن يرون ممن له علاقة بالأمر لاستكمال التحقيقات.
وفي مايو 2016م، حذر أساقفة أمريكا الشمالية في رسالة رعوية موجهة إلى الأقباط، من الانسياق وراء "عاطف عزيز"، معترفين بأن تعاليمه بدأت تتغلغل في بعض الكنائس، وإنه من واقع مسؤوليتهم، فسيمنع أي شخص يحضر مؤتمرات أو اجتماعات عاطف عزيز أو يروج أفكاره من الأسرار المقدسة، وذلك تنفيذًا لقرار المجمع المقدس في مصر.
وأعادت الكنيسة نشر قرار المجمع المقدس بشأن مجموعة "عاطف عزيز"، الصادر في 22 يونيو 2002م، كما أصدر البابا قرارا باختيار مجلس مؤقت لمدة عامين لإدارة كنيسة "مارمرقس"، وبعد ذلك تم أنشاء موقع إكتروني على شبكة الانترنت باللغتين العربية والإنجليزية يدحض آراء وأفكار وتعاليم "عاطف عزيز".