«القواد» فى دراما الشهر الفضيل: المهم توظيف الشخصية فى العمل
![«القواد» فى دراما الشهر الفضيل: المهم توظيف الشخصية فى العمل](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/249878_Large_20140709104635_11.jpg)
ظهرت شخصية «القواد» فى أكثر من عمل درامى فى رمضان الحالى، حيث جسدتها انتصار فى «الإكسلانس»، وقدمها الراحل حسين الإمام فى «كلام على ورق»، وحنان يوسف فى «سجن النسا»، وأيمن قنديل فى «اتهام»، وألفت إمام ومحمد شاهين فى «السبع وصايا» وغيرهم. والسؤال هنا: هل من الطبيعى ظهور «القواد» بشكل مكثف فى معظم مسلسلات رمضان وأن تنتقل الشخصية من السينما إلى التليفزيون فى الشهر الفضيل.
أيمن سلامة، مؤلف «الإكسلانس» قال إنه «لا يوجد كاتب يقدم الشخصيات من خياله، فى أى عمل فنى يقدمه، بل يرصد ما يحدث فى الواقع، وإذا كان هناك أكثر من عمل تناول شخصية «القواد» فهذا يدل على أن هذه الشخصية أصبحت موجودة فى المجتمع أكثر فى الفترة الأخيرة، ويجب أن يتم مناقشتها بطريقة صحيحة من خلال الأعمال الفنية، لأن الهدف الأساسى للدراما هو طرح المشكلة، وتركها لعلماء الاجتماع والسياسيين للقضاء عليها».
أما كاملة أبوذكرى، مخرجة «سجن النسا» فقالت إن شخصية «القواد» موجودة فى المجتمع منذ قديم الأزل، بدليل ذكرها فى القرآن الكريم، أى أنها ليست ظاهرة جديدة على المجتمع، وتقديمها فى أى عمل فنى شىء طبيعى، وخاصة فى «سجن النسا» الذى يعرض شخصيات مختلفة داخل العالم الذى أتحدث عنه، فهناك القوادة، وتاجرة المخدرات، والقاتلة، والعاهرة، واللصة، وهكذا، وكان يجب أن أعرض لكل هذه الشخصيات الموجودة فى السجن وفى الواقع أيضاً.
الناقد طارق الشناوى يفسر هذه الظاهرة قائلاً: «شخصية القواد من المؤكد أنها جاذبة جداً على المستوى الدرامى، وفى نفس الوقت من الممكن أن تقدم بشكل تجارى يحمل مشاهد ساخنة وعرياً وخلافه لجذب المشاهد، أى أنها أعمال مضمونة تجارياً، ولها منطقة أخرى تقدم فيها، فمثلاً فى مسلسل «سجن النسا» نجد فى عنبر «الدعارة» أن هناك قوادة، وهذا شىء منطقى فى الأحداث التى تتناول ما يحدث داخل السجن، أى أنها شخصية موظفة داخل العمل، ولها تأثير كبير فى الأحداث، ولكنى فى نفس الوقت أرى أن طرح مثل تلك الشخصيات خطر على أى عمل فنى، ونذكر جميعاً ما حدث فى الثمانينات، حين تمت مصادرة فيلم «درب الهوى» لوجود شخصية القواد التى تسهل الدعارة، رغم أن أحداثه كلها كانت تدور فى شوارع البغاء، وهذا ما حدث أيضاً فى فيلم «خمسة باب» الذى منع عرضه حينها لنفس السبب، أى أن كل عمل كان يطرح تلك الشخصيات كان يتعرض للمخاطرة والمنع، ولكنى أرى أن «القواد» شخصية مضمونة الجاذبية، وكونها شخصية موجودة فى حياتنا، ولا نستطيع أن نتجاهل وجودها أو تأثيرها، فمن الطبيعى أن تطرح فى الأعمال الفنية، ولكن غالباً الناس فى رمضان عندها حساسية عالية تجاه هذه الشخصيات، ولكنى فى الحقيقة ضد تقديم فن «معقم» لا يقدم أى سلبيات أو شخصيات مختلفة لأن الفن دائماً هو مرآة المجتمع».