إميل جرجس: خلية متطرفة أحرقت قصر ثقافة أسوان لمحاربة الفن بالسبعينات

إميل جرجس: خلية متطرفة أحرقت قصر ثقافة أسوان لمحاربة الفن بالسبعينات
قدم الفنان إميل جرجس رائد مسرح الأقاليم، شهادة ضمن محور «150 سنة مسرح» بالمهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثالثة عشر برئاسة الفنان القدير يوسف إسماعيل.
بدأت الشهادات بالمخرج إميل جرجس الذي يمثل جيل الستينات وحاوره أحمد طه من مخرجي جيل التسعينات، وناقش خلالها تجربته الرائدة بداية بالديكور والفن التشكيلي ثم الإخراج منذ ستينات القرن الماضي وخاصة بدايات النشاط المسرحي بالمحافظات.
وقال جرجس: «تتضمن رحلتي مع المسرح عملي كرسام وكاتب ومصمم ديكور وسينوغرافيا، بالإضافة لعملي كمخرج في أقاليم مصر ومنها الى جمهورية مالطا واليمن، وأذكر أن شغفي بالمسرح بدأ في مرحلة ما قبل إنشاء الثقافة الجماهيرية والتي انتشرت خلالها ما يعرف بالجامعة الشعبية، إذ كان يقيمها عمالقة هذا الزمن كطه حسين، وعي عبارة عن ورش تعليمية وفنية لتعليم الموسيقى والتمثيل والخياطة بالإضافة لمحو الأمية، كل هذا بالمدارس بعد انتهاء العام الدراسي بالقرى، وكان والدي آنذاك مدير مدارس بالقناطر الخيرية مرة وفي قليوب مرة أخرى، وأحببت الانضمام لهذا النشاط بعد إنشائهم فرقة مسرحية، قمت خلالها بدور مسرحي صغير كان اول علاقتي بالمسرح».
وأضاف أنه في رحلة الدراسة كنت أحب الرسم والفن التشكيلي، فخضت امتحان القبول لكلية الفنون الجميلة بالزمالك، وذات يوم وأنا خارج من الكلية سيرا، وجدت زحام أمام معهد الفنون المسرحية، فدخلت لاستكشاف الأمر وعلمت ان هناك قسم للديكور فتقدمت لاختبارات القبول وكان متقدما معي 350 فرد، وكانت أول دفعة لهذا القسم، الذي تخرج منه 9 أشخاص من أصل 13 نجحوا بالاختبارات، كانت لهؤلاء الـ9 السبق في إقامة اول معرض للديكور المسرحي السينوغرافيا.
جرجس: حولت مسرحية عطيل بالعامية إلى اللهجة الصعيدي وفازت بجوائز عديدة
أما عن رحلة الفرق الإقليمية قال: «بدأت بفرقة أسوان، عقب إقامة مسرح الأقاليم، فكانت مسؤولية كبيرة أن أكلف بإقامة فرقة وحجزوا لي مكان هناك وكنت أعتقد أن هناك فرق وكانت مغامرة، وعشت معاناة مشكلة تهجير النوبيين وبناء السد العالي ونفل معبد أبو سنبل، إذ تكونت الفرقة في قصر الثقافة وكان من أعضاؤها أبوالوفا القاضي وإبراهيم حمدي وحجاج البايض، وكان أول عرض لي في الفرقة (وابور الطحين) وكانت أول فرقة نوبية منذ 1967 حققت نجاح كبير وطافت مصر كلها واستمرت حتى اليوم مع فرقة محمد رضا، كما عرضنا في موقع ابو سنبل خلال نقله، أخرجت لتلك الفرقة 4 عروض خلال عام ونصف، حتى ظهرت خلايا متطرفة قاموا بحرق قصر الثقافة لمحاربة هذا الزخف الفني في اسوان، وكان مدكور أبو العز محافظ أسوان أصر على إعادة بناء المسرح خلال 15 يوما».
وتابع:«من أسوان إلى قنا حيث تجربتي الثانية التي بدأتها عندما أخرجت (عطيل بالعامية) لنعمان عاشور، وفي البنك الصناعي مقرنا توجهت لسعد الدين وهبه المدير الاقليمي وقلت له لابد من تحويل هذا للهجة الصعيدي واتصلت بمؤلف (سمارة) للإذاعة وكانت بالصعيدي وقام بتعديلها، وطاف هذا العرض بالصعيد وفاز بعدة جوائز خلال باكورة مهرجانات المسرح، كما جمعت فرقة شعبية هناك خصيصا للعرض».