ماتت الأم ورضيعها وتركت طفليها.. مأساة أسرة فقدت ابنتها بسبب كورونا

كتب: سمر عبد الرحمن

ماتت الأم ورضيعها وتركت طفليها.. مأساة أسرة فقدت ابنتها بسبب كورونا

ماتت الأم ورضيعها وتركت طفليها.. مأساة أسرة فقدت ابنتها بسبب كورونا

تركت طفليها وذهب لمستشفى العزل بعد إصابتها بفيروس كورونا، انتظرها الصغيران لكنها لم تعد كما وعدتهما، عادت محمولة في «نعش» هي ورضيعها الذي وضعته داخل المستشفى، لتترك حزنا كبيرا بين أسرتها، تلك كانت المشاهد الأخيرة في حياة السيدة «غادة.ش.ع» البالغة من العمر 30 عاما، والمقيمة بقرية الناصرية التابعة لمركز الرياض في محافظة كفر الشيخ.

قبل أيام كانت «غادة» تلهو وتلعب مع طفليها «يوسف ومحمد» البالغان من العمر 7 و6 أعوام، تعدهما بأنها ستقف وراءهما حتى آخر العمر ليكونا صالحين في المجتمع، حافظين لكتاب الله، لكنها لم تعلم أن النهاية قريبة، ظلت تُحدق في أعين طفليها، وتوصيهما خيرا باستذكار دروسها، في لحظات شعورها بالتعب والإرهاق، لتُنقل إلى استقبال مستشفى كفر الشيخ العام، قبل أن يكتشف أهلها إصابتها بفيروس كورونا.

وبينما كانت تلهو الأم مع طفليها، كان الصغيران ينظران إلى بطنها قائلين، «هتجيبلنا نونو صغير يا ماما، أنا هحبه وهلعب معاه كتير، وهشيله»، فالطفلين كانا فرحين حينما علما بحمل والدتهما في شهرها السادس، وفق سامي شعبان لـ«الوطن»، شقيق غادة، «كانت حامل في الشهر السادس، وفجأة حست بأعراض كنا فاكرينها دور برد وسخونية عادية، روحنا استقبال مستشفى كفر الشيخ العام، ليتم حجزها وبعدها أبلغونا أنها مُصابة بكورونا وستُنقل إلى مستشفى عزل بلطيم».

شقيق غادة: لا نعرف كيف أصيبت

لا تعرف الأسرة كيف أُصيبت ابنتهم بفيروس كورونا، فالسيدة لا تعمل ولا تخرج من منزلها، وزوجها مزارع يذهب من بيته إلى أرضه الزراعية فقط، «منعرفش اتصابت إزاي، زوجها مزارع وهي مش بتشتغل، قاعدة في البيت، لكن عادات الفلاحين إنهم دايماً بيوِدوا بعض، يمكن تكون إتصابت من حد كان بيزورها أو بياخد منها حاجة»، يقولها شقيق المتوفاة بحسرة وآلم.

«حولوها لمستشفى عزل بلطيم، وهناك اضطر الأطباء لتوليدها قبل اكتمال نمو الطفل، ولدت في نهاية السادس، وفوجئنا أن حالتها تدهورت»، يروي سامي شعبان «الوطن»، شقيق المتوفاة، آخر لحظاتها في مستشفى عزل بلطيم، بدموع لم تنقطع، ليؤكد أنها رحلت وتركت طفليها يبكيان، «يوسف ومحمد مبطلوش عياط، ولما شافوا نعش أمهم فضلوا يرددوا ماما راحت خلاص، مين هيذاكرلنا ومين هيحفظنا القرآن؟».

لم يستوعب زوجها حتى الآن ما حدث، يحتضن طفليه ويبكي تارة، ويهذو بكلمات غير مفهومة تارة أخرى، غير مصدق لما حدث وفق شقيق السيدة المتوفاه، «جوزها مش قادر يستوعب، حاضن ولاده وبيقول كلام أوقات مش مفهوم، إحنا كلنا في صدمة، يعني أختي ورضيعها اللي توفى على طول بعد ساعات من الولادة، الموضوع مش سهل لكن عزاءنا أنها شهيدة عند ربنا».

وشييع المئات من أهالي قرية إصلاح شالما التابعة لمركز سيدي سالم، جثمان المتوفاة بكورونا، حيث صمم ذووها على دفنها بجوارهم وليس بقرية زوجها، وسط حزن الجميع على رحيلها.


مواضيع متعلقة