الشر ينتصر و«إبليس» يسجد لـ«آدم» فى عرض مسرحى: «قالك يوتوبيا»
ثلاثة شياطين بحثوا طويلاً عن بشر يعملون خيراً، لدفعهم إلى ارتكاب المعصية فلم يجدوا، فالشر قد تفشَّى بين أبناء الأرض، لم ييأس «حلزون» و«شيطون» و«فتنة»، وقرروا الذهاب إلى مدينة «يوتوبيا» أو المدينة الفاضلة، وهناك وجدوا الشر أيضاً متفشياً بين بنى الإنس، فكروا طويلاً فى طريقة تجعل «إبليس» يرضى عنهم، فابتكروا خطة جهنمية وهى الظهور فى صورة إنسان ونصح الناس وإرشادهم إلى الخير، وبعد أن يعم الخير يعودون إلى صورتهم الحقيقية ويدفعون الناس إلى الشر مرة أخرى. هذا هو مضمون العرض المسرحى «قالك يوتوبيا»، الذى يسخر من تدهور المستوى الأخلاقى فى المجتمع المصرى، والصراع بين الخير والشر وتنتهى المسرحية نهاية غير معتادة وهى انتصار الشر على الخير.
«حاولنا تقديم رسالة بسيطة وهى أنه ليس بالضرورة أن ينتصر الخير على الشر، ففى حالات كثيرة ينتصر الشر، وهذا هو ما نعتبره مخالفاً لطبيعة البشر، لكنه يحدث بالفعل فى مجتمعنا»، كلمات محمود عماد، المخرج المنفذ للعرض الذى يقدم حالياً على مسرح ساقية الصاوى، موضحاً أن العرض ينتمى إلى نوعية «الكوميديا السوداء».
المفارقة التى تظهر فى المسرحية أن الشياطين الثلاثة عندما يتحولون إلى ثلاثة «بنى آدميين» لانتزاع الشر من الناس يفشلون فشلاً ذريعاً، وينجح أهل الحارة التى تدور فيها الأحداث فى دفع الثلاثة شياطين إلى الشر وتنتهى المسرحية بقيام «إبليس» الأب الأكبر للثلاثة شياطين بالسجود لـ«آدم» معترفاً فى مونولوج أخير: «لقد أصبحت أفضل منى فى الشر والخير».
ينفى المخرج المنفذ أى نقد وُجه للمسرحية بسبب فكرتها الجريئة فى تناول المعتقدات الدينية أو تخيل أن «إبليس» سجد لـ«آدم»: «المفارقة مطلوبة وبتظهر حقيقة نعيشها وهى أن الشر جوّا البنى آدميين بقى مالوش علاقة بالشياطين إحنا اللى نفوسنا عايزة تتغير».