مفتي الجمهورية: النبي لم يقتل إنسانا ترك دينه

كتب: شريف سليمان

مفتي الجمهورية: النبي لم يقتل إنسانا ترك دينه

مفتي الجمهورية: النبي لم يقتل إنسانا ترك دينه

رد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، على تفسير التكفيريين لقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز «فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»، والزعم بأن هذه الآية الكريمة نسخت كل 100 بالقرآن الكريم تدل على الرحمة والتسامح والعيش المشترك والتحضر، مشددًا على أن هؤلاء الإرهابيين لم يقرأوا هذه الآية في سورة متكاملة مع بقية النصوص الأخرى، ولم يقرأوها في ضوء النموذج النبوي وهو المبين الحقيقي لمرامي ومقاصد القرآن الكريم ولمعاني الألفاظ.

وأضاف علام، خلال حواره مع الإعلامي حمدي رزق مقدم برنامج «نظرة» الذي يعرض عبر شاشة صدى البلد، أن الإرهابيين لم يقرأوا الآية الكريمة في سياق الآية التي جاءت بعدها، إذ قال الله عز وجل «وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ»، ولم يقرأوها في ضوء قواعد اللغة العربية، ولذلك يجب أن يحيط الإنسان بكل التفصيلات وقواعد اللغة العربية ليستطيع أن يفسر نصا.

المقاصد الخمسة نفس فكرة النظام العام

وتابع مفتي الجمهورية، أن فكرة النظام العام في الدولة قانونية ومطبقة في الغرب والشرق وتعني بأن هناك مساحة لا بد من الحفاظ عليها وبدونها يكون المجتمع في خلل، مشيرًا إلى أنها نفس فكرة المقاصد الضرورية التي يحمى المجتمع من خلالها.

وأردف: «لو قرأنا هذه النصوص متكاملة سنفهم أحاديث النبي مع الآيات الكريمة، فالنص القرآني يقول (وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)، كما قال النبي من بدل دينه فاقتلوه، وهناك حديث شريف آخر كان نصه أنه لا يحل دم امرئ مسلم إلا بثلاث كان من بينهم التارك لدينه المفارق للجماعة».

وأشار إلى أنه من خلال هذه الأدلة الشرعية يتبين أن عقوبة القرآن الكريم أخروية وليست دنيوية، إلا إحباط الأعمال، وهي ليست من اختصاص أي إنسان، ومرتبطة بالتوفيق الإلهي فقط، أما من بدل دينه فإن قتله يستلزم أن يكون مفارقا للجماعة، وبالتالي لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، قتل إنسانا ترك دينه، أما حرب الردة فإن أبو بكر الصديق لم يحارب المرتدين لأنهم تركوا الدين، ولكن لأنهم خرجوا عن الجماعة.


مواضيع متعلقة