شيخ الأزهر: الأصوات التي تحرم تهنئة الأقباط كهنوت غير موجود بالإسلام

كتب: سعيد حجازي

شيخ الأزهر: الأصوات التي تحرم تهنئة الأقباط كهنوت غير موجود بالإسلام

شيخ الأزهر: الأصوات التي تحرم تهنئة الأقباط كهنوت غير موجود بالإسلام

حذر الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف من خطابات تضليل الناس، ومحاولة الإيقاع بين المسلمين وغيرهم، مؤكدا أن هذه الخطابات التي لا يعرفها الإسلام تريد أن تختطف عقول الناس، وتضللهم، وتأمرهم كيف يسيرون في الطرقات؟ ومتى يستيقظون من نومهم؟ ومتي ينزلون من بيوتهم؟ وكيف يذهبون إلى أعمالهم؟

لا كهنوت في الإسلام

وأضاف الإمام الأكبر في تقرير له عرضته مجلة صوت الأزهر الناطقة باسم المشيخة بمناسبة أعياد الميلاد: «تلك الأصوات تحرم عليهم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وغير ذلك مما أسميه كهنوت لا يمت للإسلام بصلة، وللأسف هذا خطاب موجود بيننا الآن، ويريد أصحابه أن يوجهوا أمة هي في حاجة إلى النهوض، وإلى النهضة مما تردت فيه، وكلنا أمل في أن المصريين سيتخلصون من رواسب هذا الفكر الغريب قريبًا، خاصة وأن الجميع تنبه منذ سنوات لتلك الأصابع السوداء العُليا والجبارة والقوية التي تريد أن تعصف بوحدتهم».

مسألة محسومة

الإمام الطيب، أشار إلى أنه من الغريب أن نجد الآن من يسأل عن موقف القرآن والسنة النبوية من مسألة التعامل مع إخوتنا المسيحيين؛ لأن هذه مسألة محسومة، وكل إدعاء يُحرم أصحابه تهنئة المسيحيين في أعيادهم، وينهى عن أكل طعاهم، ومصافحتهم، ومواساتهم، وغير ذلك، هي أقوال متطرفة لا يعرفها الإسلام؛ بل إنني أتعجب كثيرًا حين ترد إلى مسامعي أقوال يدعي أصحابها أن المسلم إذا قتل مسيحيًا أو يهوديًا لا يُقتل، ولهؤلاء أقول إنه جاء في مذهب الإمام أبو حنيفة، وكذلك النخعي أن «المسلم يُقتل بالذمي، وتُقطع يد المسلم إذا سرق الذمي»، وهذه مذاهبنا، وتلك أحكام الفقه الذي درسناه، ونُدرسه لطلابنا في الأزهر.

لا يمت للإسلام بصلة

وعن تحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، والنهي عن أكل طعامهم، ومواساتهم في الشدائد، ومشاركتهم في أوقات الفرحة، تابع الإمام الأكبر: «هذا فكر متشدد لا يمت للإسلام بصلة، وأن من يحرمون تهنئة المسيحيين بأعيادهم، غير مطلعين على فلسفة الإسلام في التعامل مع الآخر بشكل عام، ومع المسيحيين بشكل خاص، والتي بينها لنا الخالق عز وجل في قوله: ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ۚ ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون، وبينها لنا أيضا سبحانه وتعالى في قوله: وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة، وإذا قرأنا كلام المفسرين والمحدثين في هذا الجانب، سنجد أنهم وصفوا المسيحيين بأنهم أهل رأفة ورحمة وشهامة، وأنهم لا يحملون ضغينة، وأن هذه الصفات مستمرة فيهم إلى يوم القيامة، وهذا الكلام موجود في أمهات الكتب التي يدرسها الأزهر لطلابه».


مواضيع متعلقة