المفتي: الساحة الآن مهيَّأة لإصدار وثيقة دولية لتجريم الانضمام لـ"الإخوان".. وهناك جرائم ليس لها نصوص صريحة في القرآن

المفتي: الساحة الآن مهيَّأة لإصدار وثيقة دولية لتجريم الانضمام لـ"الإخوان".. وهناك جرائم ليس لها نصوص صريحة في القرآن
أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم، أنه تم الاقتراب من إصدار وثيقة دولية لتجريم الانضمام لـ«الإخوان» من خلال التعاون مع العديد من الدول التى تضررت من الجرائم الإرهابية.
وقال «علام»، خلال حلوله ضيفاً على جريدة «الوطن»، فى ندوة ترأسها الكاتب الصحفى محمود مسلم، رئيس التحرير، عضو مجلس الشيوخ، والكاتب الصحفى أحمد الخطيب، مدير التحرير، وقيادات المؤسسة ومستشار مفتى الجمهورية، الدكتور إبراهيم نجم، إن الإخوان لديهم خلل فى العقيدة وفهم النصوص وواقع السيرة النبوية، والمجموعات الإرهابية مارست التشويش على عقول العوام والشباب.
وأضاف: «أقول لجنود القوات المسلحة: أنتم تدافعون عن العرض والشرف والدين والوطن فى معركة نبيلة وشريفة»، متابعاً أن الالتزام بالكمامات والإجراءات الاحترازية فى الأماكن العامة واجب وإلزام شرعى، وتم جمع النتاج العلمى الخاص بفتاوى كورونا فى كتاب حجمه 800 صفحة. ورحَّب الكاتب الصحفى محمود مسلم بمفتى الجمهورية، مشيداً بجهوده الدعوية فى التصدى للفكر المتطرف، وجهود دار الإفتاء فى ضبط الفتوى على مستوى الجمهورية.. وإلى تفاصيل الندوة.
الالتزام بالإجراءات الاحترازية واجب وشرعي وجمعنا النتاج العلمي الخاص بفتاوى كورونا في كتاب 800 صفحة
كيف تعاملت دار الإفتاء مع وباء كورونا من الناحية الشرعية؟
«المفتى»: دار الإفتاء تعاملت مع فيروس كورونا المستجد بمرونة كاملة، فما يمر به العالم بسبب الوباء جعلنا بحاجة لاجتهادات تنطلق من الشريعة وتعطى إجابات على إشكاليات عديدة نتجت عن وجود الفيروس، وعملت «الإفتاء» على أن تكون موجودة مع انطلاق الموجة الأولى بجملة من المحاور، أولها استخدام التكنولوجيا المعاصرة والفضاء الإلكترونى للوجود الإفتائى، واستخدمنا الفضاء الإلكترونى استخداماً طيباً يفيد الفتوى، ولم نتأثر كثيراً بالوباء فى إصدار الفتاوى، وعمَّقنا الفتوى الإلكترونية والهاتفية.
وماذا عن طلبات الفتوى التى وصلت للدار؟
«المفتى»: زدنا فى عدد البث المباشر لصفحة دار الإفتاء عبر «فيس بوك»، ويتم الخروج ببث إفتائى ساعة يومياً، ونحن الآن فى مساعٍ لضخ ساعة أسرية أخرى يوم الثلاثاء أو الأربعاء، فضلاً عن بث فتاوى فى الفترة المسائية، ودارت استفسارات المصريين وطلبات الإفتاء حول كيفية التعامل مع أداء العبادات، والتدابير الاحترازية وما تمثله للمسلم.
البعض يهمل فى ارتداء الكمامة وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية.. كيف تتابعون ذلك؟
«المفتى»: ارتداء الكمامة واجب وإلزام، فالشرع هدفه الحفاظ على الإنسان، وعلى الإنسان أن يتخذ إجراءات للحفاظ على نفسه وغيره، حتى لو كان يظن أنّه سليم معافى، وأنصح عند ارتداء الكمامة بأن تكون النية الحفاظ على نفسه أولاً، ومن يحيطون به، وبالمناسبة دار الإفتاء عملت على جمع النتاج العلمى الخاص بفيروس كورونا وفتاواه فى كتاب كبير حجمه 800 صفحة، وبه أسئلة كثيرة ومتنوعة، موضحاً أن الفتوى كانت بالضوابط التى ورثناها من كبار العلماء السابقين.
كانت أزمة كورونا مثالاً واضحاً لتعاون الشرع مع العلم.. حدِّثنا عن ذلك.
د. إبراهيم نجم: مفتى الجمهورية التقى عدداً من أساتذة كليات الطب للوقوف على حقيقة الفيروس وتداعياته وآثاره، فإدراك الواقع جزء من منظومة الفتوى ويتم إرجاع الأمر لأهل اختصاصه.
«المفتى»: قبل شهر رمضان الماضى أثير الكثير من التساؤلات حول هل يصوم المسلم هذا العام فى ظل كورونا أم لا؟ ولجأت الدار إلى أهل الاختصاص، وكان هذا الأمر فوق العلم الشرعى، واستعنا بأهل الاختصاص، من أهل الطب، فاجتمعنا مع أساتذة الطب من تخصصات كثيرة، كالمناعة والفيروسات والصدر والقلب، واجتمع بهم علماء الدار لنحو ساعتين، لاستشارتهم فى الأمر، ووجدنا أنّ كورونا لا يؤثر على الصائم فى حالته الطبيعية، لكنه يقوى المناعة بشهادة الأطباء، وخرجنا فى النهاية بالقول بأنّه لا أثر لكورونا على حكم الصيام الأصلى، وهو الوجوب، ويجب أن يصوم الفرد، إلا لو كانت لديه ظروف تؤدى إلى نقص المناعة، فهنا تكون بما يتناسب مع «الحالة الفردية» عند الشخص، ويكون عدم الصوم برأى طبيب متخصص.
الرئيس دائماً يتحدث عن قضية تجديد الخطاب الدينى.. إلى أين وصلنا فى هذه القضية؟
«المفتى»: التجديد قضية حتمية، ولا يمكن أن يكون هناك فهم دقيق لمقاصد هذا الدين إلا من خلال نظرة تجديدية متطورة ليس على مستوى السنوات بل على مستوى اليوم، فلا بد أن يكون العقل مواكباً لكل التطورات الحاصلة، وأريد أن تؤخذ المصطلحات لمساحات أخرى للوصول إلى أغراض سياسية، والأمر لا علاقة له بالثوابت، لكن بما ورد بغير سياقه فالبعض يأخذ الأغراض الدينية إلى السياسة، ونحن انطلقنا من التكليف الرئاسى الذى صدر من قِبَل الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة تجديد الخطاب الدينى وعرض هذا الخطاب بما يليق مع العقلية التى تستقبله وبضرورة إزالة هذا التراب المتراكم، ووجدنا هذا التكليف صدر صريحاً فى احتفالية المولد النبوى الشريف، عندما أوكل الرئيس السيسى تجديد الخطاب الدينى إلى جملة من المؤسسات الرسمية شملت الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء واعتبرنا أن هذا التكليف هو تأكيد للدور الذى تقوم به دار الإفتاء.
كيف تتم معالجة الخلل الفكرى الذى تسببت فيه جماعات الإسلام السياسى؟
«المفتى»: أدركنا خطورة الجماعات الإرهابية التى تأخذ من التراث الفقهى الرصين الذى صدر لزمنه، وتأخذه لسياق زمن آخر وتحوره وتستخدم المصطلحات الفقهية استخداماً سلبياً، فعلى سبيل المثال هناك خلل فى كثير من المواطن فى فهم الجماعات للقرآن الكريم وسُنة النبى وفهم المقاصد وكيفية التعامل مع التراث الفقهى، وخلل فى التعامل مع الأصول والقواعد الفقهية، ومثال على ذلك مصطلح الجهاد، فهو مصطلح شريف ورصين، والإسلام يحرص على أن يعمل الإنسان فى كل ليلة وكل يوم فى إطار الجهاد ويقصد بذلك الجهاد بالبنيان والعمران ولا يعنى القتال، فالقتال حالة استثنائية مقصود بها الدفاع عن الأوطان والإنسان، ومع ذلك وجدنا المجموعات الإرهابية اختذلت قضية الجهاد فى مفهوم القتال فقط، وجعلت هذا القتال استباحة ومنطقة مباحة لها، مع أن التراث الذى يقرأونه جعل القتال فى الدولة وولى الأمر بحيث أنه لا يسوغ لأى مجموعة أياً كانت وتحت أى مسمى من المسميات أن تستقل وتبيح القتال بالمزاج.
وماذا عن حجم الإنجاز فى قضية تجديد الخطاب الدينى؟
«المفتى»: الفكر الإرهابى يحتاج إلى بذل جهود لتنقية الواقع مما علق فيه ومما تسبب فيه من إحداث بلبلة بين الشباب، فالمجموعات الإرهابية تركت مساحة من التشويش على عقول العوام والشباب، لذلك نحتاج إلى بذل الجهود، والدار أنجزت العديد من الخطوات المهمة فى ملف التجديد، وما زال هناك جهود تتم فى هذا الملف، مضيفاً: دشَّنت الدار مرصداً لمكافحة الفتاوى المتشددة والتطرف، يقوم برصد الفتاوى التكفيرية على مدار الـ24 ساعة ويتم تحليلها وكتابة تقارير لمواجهة الفكر المتطرف، فمنذ 2014 تمت كتابة أكثر من 500 تقرير عن الفتاوى التكفيرية، وتمت ترجمتها للغات عديدة.
وتمت ترجمة 1000 فتوى إلى اللغات الألمانية والفرنسية والإنجليزية، وبعضها كان محل اهتمام وزير الداخلية الفرنسى خلال لقائنا معه فى باريس، وترجمنا الألف فتوى فى 5 مجلدات، وتم تصديرها للدول الأوروبية.
رغم هذه الجهود فإن هناك أزمة لدى الغرب فى فهم الإسلام حتى الآن.. لماذا؟
«المفتى»: دار الإفتاء منذ 2016 تدرس سبب وجود أزمة فى فهم الإسلام بالغرب، بناء على تقرير أمريكى يقول إن نسبة كبيرة من شباب أوروبا كانت ضمن مقاتلى داعش، وهناك 50% من مقاتلى «داعش» هم ينتمون إلى الجيلين الثانى والثالث من شباب أوروبا، وتساءلنا لماذا يذهب هؤلاء الشباب إلى الموت؟ وتساءلنا عن الثقافة التى أدت إلى ذلك، وبالفعل كان هناك خلل كبير لدى بعض قيادات المراكز الإسلامية بالخارج، وقمنا بعقد مؤتمر فى مصر، تحت عنوان «التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد للأقليات المسلمة بالخارج»، وتمت دعوته العديد من القيادات الدعوية حول العالم وخرجنا بتوصيات، على رأسها ضرورة تأهيل قيادات المراكز الإسلامية بالخارج.
ونقوم بتحديد لغة الخطاب الموجه للغرب أولاً، والموضوعات التى نخاطب فيها، ونحتاج لإعادة تأهيل ووضع خريطة لتعاملنا مع المراكز الإسلامية بالخارج، وأرى أن مصر بدورها الريادى على مستوى التاريخ، قادرة بعلمائها ومؤسساتها الدينية على أن تخوض مثل هذا الأمر.
حدِّثنا عن خريطة تجديد الخطاب الدينى فى دار الإفتاء المصرية.
د. إبراهيم نجم: ابتكرنا العديد من الوسائل التى تُسهم فى تجديد الخطاب الدينى، وآخر هذه الوسائل تطبيق دار الإفتاء باللغة العربية وسيتم تعميمه فى اللغات الأخرى، حتى يتيح الفتوى الصحيحة بجميع السبل والوسائل، فاليوم لست بحاجة إلى التوجه إلى فرع الدار الرئيسى فى الدراسة بل يمكن أن تطلب الفتوى عن طريق التطبيق الخاص بالدار عبر الهاتف المحمول وتحصل على إجابة الفتوى من خلال البرنامج، ففى هذه السوق المفتوحة، نقوم بتحديث الوسائل الإفتائية حتى نتيح الفتوى الصحيحة المنضبطة بجميع السبل والوسائل.
وهناك العديد من الوسائل للحصول على الفتوى، منها الفتاوى الهاتفية والخط الساخن وعن طريق الإيميل والفاكس والحضور الشخصى وعن طريق التطبيق وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعى، فتعدد الوسائل كان إحدى الركائز المهمة لهذه الخريطة، وندرك أننا نعيش فى عالم مفتوح وما تقوله دار الإفتاء المصرية يصل للعالم كله، ويتم التعامل بـ12 لغة فى الدار.
دشَّنا مرصداً لمكافحة الفتاوى المتشددة والتطرف.. وتمت كتابة أكثر من 500 تقرير عن الفتاوى التكفيرية
حدِّثنا عن دور الدار فى ضبط الخطاب الإفتائى بالخارج.
د. إبراهيم نجم: تجديد الخطاب الدينى بالخارج بُعد نتحمله بحكم الريادة المصرية وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومفتى الجمهورية، ونضع هذه الأمور على أولويات المرحلة، وستكون هناك مبادرات مهمة فى هذا الشأن، وتشمل استراتيجية الدار ضبط الخطاب الإفتائى فى العالم، ودار الإفتاء -بمبادرة من المفتى- أنشأت كياناً هو الفريد من نوعه فى العام، يطلق عليه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، وهى أكبر تكتل إفتائى فى العالم ومعنا الآن 60 دولة، ومفتى الجمهورية المصرية هو رئيس هذا التكتل، وتتم إدارته باحترافية شديدة.
الإخوان لديهم خلل في العقيدة وفهم النصوص وواقع السيرة النبوية والجماعات الإرهابية مارست التشويش على عقول العوام والشباب
كيف تابعتم فتوى الأزهر بتحريم الانضمام لتنظيم الإخوان الإرهابى؟
«المفتى»: دار الإفتاء المصرية ترى حرمة الانضمام لتنظيم الإخوان الإرهابى، وهذه الفتوى مؤسسة على جملة من الأدلة المهمة، فهناك خلل فى جانب العقيدة وفهم النصوص وواقع السيرة النبوية، فهم لا يريدون ترك مساحة من المساحات إلا ويحدثون فيها خللاً يؤدى إلى تشويش الشاب المسلم، فادَّعوا أنهم هم جماعة دينية فى فترة من الفترات ثم انقلبوا على هذا الوصف، وقالوا إنهم ليسوا جماعة دينية فقط، بل هم جماعة سياسية، وأصبحت هناك توصيفات عديدة ووجود كيانات أخرى تعمل من خلالها، فـ«الإخوان» تريد أن توجد دولة داخل الدولة، تعطى لنفسها من الحقوق السلطانية التى هى من اختصاص ولى الأمر ومن اختصاص الدولة المركزية، وتريد استباحة هذه الأمور، ومنها قضية القتال.
لماذا يحرم الإسلام الانضمام للإخوان؟
«المفتى»: بالوثائق التاريخية السلمية سلمية مزعومة وجذور العنف متأصلة داخلهم، وهناك وثائق تشير لذلك، ما أدى إلى ضرورة صدور فتوى وحكم شرعى بحرمة الانتماء لهذه الجماعة من قِبل دار الإفتاء المصرية، ووجوب الاجتناب والخروج عن المجموعات الإرهابية، التى نعتبرها جميعاً فى سلة واحدة فلا يمكن فصل الإخوان عن التنظيمات الإرهابية، سواء القاعدة أو داعش أو غيرها، فهم من معين واحد ويصنفون على أنهم مجموعة إرهابية واحدة، ونحذر العالم كله وليس مصر فقط من المجموعات التى تترأسها جماعة الإخوان الإرهابية.
كيف أثرت هذه الفتوى فى كيان الإخوان؟
«المفتى»: فتوى دار الإفتاء أثرت بشكل كبير فى تنظيم الإخوان، وقمت بالعديد من الحلقات فى منطقة إزالة الصورة المصدرة لنا من قِبل الإخوان عن مصر، فهم يزعمون أن الشريعة ليست موجودة وينادون بتطبيقها وأن الإسلام هو الحل، وهذا الكلام غير صحيح، فالشرع الشريف ليس غائباً عن المجتمع المصرى، والصورة التى يضعها الإخوان تسهل القول بأن المجتمع غير مسلم، وبالتالى تتم استباحة الدماء والأعراض والأموال، لذلك واجهنا هذا الخطاب بخطاب آخر يؤكد أن الشريعة موجودة ومطبقة على المستوى العبادى والقانونى، وأثرنا فى الفترة الأخيرة حينما تكلمنا بوضوح كبير بأن المجتمع المصرى يلفظ الإخوان من البداية.
التعامل مع التطرف يحتاج للبندقية بجانب القلم.. ونتحمل تجديد الخطاب الديني بحكم الريادة المصرية
فى تقديرك.. كيف تتم مواجهة هذه الجماعات؟
«المفتى»: الكفاح ضد الجماعات الإرهابية ينبغى أن يتخذ مسارين، المسار الفكرى فى تصحيح المفاهيم وإعادة الصواب إلى الشباب مرة أخرى، والمسار الآخر هو المسار الأمنى، وأرى فى ذلك مسار سيدنا عبدالله بن عباس، حينما حاور الخوارج بأمر من سيدنا على بن أبى طالب، وكان يحدد هذين المسارين، فالدولة التى يمثلها أمير المؤمنين على بن أبى طالب، والفكر الذى يمثله هذا المجمع العلمى المتنقل سيدنا الإمام عبدالله بن عباس، فكلا المسارين سارا معاً، فلا نجاح لمواجهة هذه الجماعات إلا بتحقيق هذين المسارين معاً البندقية بجانب القلم، والرجل الأمنى بجانب العالِم، وإذا لم يستطع الفكر أن يواجه فينبغى فى هذه الحال دفع هذا الاعتداء الحاصل علينا.
أقول لـ"جنود القوات المسلحة": أنتم تدافعون عن العرض والشرف والدين والوطن في معركة نبيلة
وبتلك المناسبة أتوجه برسالة لجنود القوات المسلحة المصرية، هؤلاء الجنود يدافعون عن العرض والشرف والدين والوطن فى سيناء، ويقتلون فى سبيل ذلك، إنكم فى معركة نبيلة وشريفة وأنتم تدافعون عن بلدكم ودينكم ووطنكم، ولذلك أنتم فى مقام الشرف والنبل.
هل «الإخوان» ضمن الفرق الضالة التى تحدَّث عنها النبى فى حديثه «ستفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة كلها فى النار إلا واحدة»؟
«المفتى»: الإخوان باعتبار المنهجية التى يسيرون عليها، يمكن أن يصنفوا طائفة من الطوائف التى تحدث عنها رسول الله فى حديثه الشريف، ويجب أن نحذر من الطائفية التى يتبناها الفكر الإخوانى، فنحن نراها بالفعل ليس فى مصر فقط، بل تمددت وأحدثت قلقاً بسبب العقيدة التى عندهم، ولذلك يجب تفكيك تلك الأفكار وتوضيح الصورة الصحيحة للناس بصورة مقنعة تخاطب الشباب قبل أن تخاطب الكبار.
هل تؤيد صدور وثيقة دينية دولية للاعتراف بإرهاب الإخوان؟
«المفتى»: نحن بحاجة إلى مثل هذا التوجه واتخاذ العديد من الإجراءات التى نتعاون من خلالها، ونتواصل مع بقية دور الإفتاء فى العالم، ونعمل على هذا الأساس ونحدث تواصلاً فى العديد من القضايا التى تهم الأمة، ويوجد تواصل بالفعل، ويكفى أن هناك اتجاهاً على المستوى الإقليمى وعلى المستوى العالمى للتصدى لتنظيم الإخوان، فالساحة الآن مهيأة لإصدار مثل هذا الرأى الجماعى، باعتبار أن هناك دولتين كبريين وجدت تناغماً معهما، فمصر منذ قديم الزمان وهى تحذر من هذه الجماعات، وتحذر من الإخوان بصفة خاصة، على المستوى الشعبى والعلمى، فلم يعد هناك مساحة التقاء وظهر ذلك بشكل كبير بعد ثورة 30 يونيو، وكشفت الحقائق على وجهها الحقيقى، كذلك بيان هيئة كبار العلماء السعودية بتحريم الانضمام للإخوان، ينضم ويؤكد الموقف العربى الرافض، كذلك المجلس الإفتائى الإماراتى حينما أصدر فتوى هو الآخر بهذا الخصوص، ونحن نسير مع بعض الدول الأوروبية فى سبيل كشف الحقيقة الإخوانية، والساحة تقترب من إيجاد وثيقة.
نتلقى 4800 قضية طلاق للتحقيق فيها شهرياً.. وعلى الأزواج التريث وتجنب الطلاق الشفهي للحفاظ على الأسر
قضية الطلاق الشفهى أزمة لا تنتهى.. كيف تراها دار الإفتاء؟
«المفتى»: العلاقات الزوجية تنقصها الثقافة الحقيقية لإعطاء الدور الحقيقى للطلاق، الذى يوضع حينما لا يكون هناك حل ويكون بمثابة علاج، وألا ينطق الزوج بهذه الكلمة أبداً إلا إذا لم يكن هناك علاج للمشكلة بين الزوجين نهائياً.
وهناك رعونة من الأزواج فى إيقاع الطلاق لأسباب تافهة، وأغلب قضايا الطلاق تندرج تحت أسباب عدم وعى الأزواج، وعدم فهم حقوق الأزواج وخلل فى الثقافة الزوجية، ودار الإفتاء تتلقى بين 4000 و4800 كمتوسط شهرى لقضايا الطلاق للتحقيق بها، ويحقق أمين الفتوى بها، وإن لم يتوصل لحل يحيلها للجنة العليا للطلاق، وإن لم تتوصل لحل تحيلها لمستوى المفتى، وإن حل أمين الفتوى المشكلة وتوصل لعدم وقوع الطلاق ينتهى الأمر ولا يتم تصعيده.
د. شوقي علام في ندوة " الوطن ": أحكام الإعدام التى تقرها "الإفتاء" على العناصر الإرهابية تتم بعد دراسة متأنية وواسعة
قضايا الإعدام
قضايا الإعدام تسير فى مسار قضائى، فيحيل القاضى الأوراق إلى المفتى، لكن قبل الإحالة هناك مسار قانونى، أوجد من النصوص القانونية التى آلت للحكم بالإعدام، فقبل الحكم بالإعدام تحال القضية للمفتى لإبداء رأيه الشرعى فى القضية، إذ إنّ المحكوم عليه بالإعدام فى قضية قتل عمد، تكون عقوبته الإعدام والقصاص، وقتل الحرابة عقوبتها الإعدام بمصر، وهناك جرائم ليس لها نصوص صريحة فى القرآن، مثل قضايا الخيانة والجاسوسية، ويكون هدفها الردع بالنسبة للدولة، وهى من تتحكم بها لضبط الأمور.. المفتى لديه أوراق صمّاء، لكن القاضى ناقش ورأى المتهم وظهرت له الحقائق، وقد لا نرى فى بعض القضايا التى تُحال للإفتاء أنّ المسار يكون للإعدام، وفى هذه الحالات يكون للمحكمة القرار، فهى من لديها المعطيات، والرأى الشرعى يكون استشارياً فى هذه الحالة، بينما يكون للمحكمة القرار النهائى، وهى من تقرر الحكم النهائى بالإعدام من عدمه.