أصم يتحدى إعاقته بعربة زلابية: بكسب بعرق جبيني وبفهم من حركة الشفايف

أصم يتحدى إعاقته بعربة زلابية: بكسب بعرق جبيني وبفهم من حركة الشفايف
لا يعيب الشباب الفقر ولا يشينهم ضيق الرزق، ولكن العيب في التكاسل وعدم السعي، كلمات قصيرة ولكنها تعبر عن شاب قرر أن يتحدى الإعاقة ويصنع المستحيل، وأن يتحول من مستهلك إلي منتج وبائع، اتخذ من العمل الشريف شعارًا له، وعلم أن خير سبيل للنجاح هو العمل الجاد.
أبانوب رشدي، 22 سنة أحد أبناء منطقة شبرا، قرر أن يتحدى فقد حاسة السمع «أصم» ويُقدم الحلوى للمارة من خلال عربية الزلابية الخاصة به، بجوار الشاب العشريني يقف عدد كبير من الشباب للشراء منه معتبرين أنه نموذج للكفاح والتفاني في العمل، لأنه لم يقف مكبل الأيدي أمام الإعاقة التي لازمته منذ الصغر، ولكنه قرر أن يكون له دورًا وأن يعتمد على نفسه في كسب قوت يومه «بـ عرق جبينه»، بدلا من الاعتماد على الغير.
عن فكرة المشروع الخاص يقول «أبانوب»، إنه لا يريد أن يكون تابع لمدير، لأنه ربما لا يقبله أحد بسبب إعاقته وصعوبه التعامل معه، لذلك قرر أن يشتري تلك العربة ويبيع عليها بعض المنتجات الخفيفة التي يُقبل عليها الشباب، بدلا من الجلوس في المنزل دول عمل: «تحديت نفسي وظروفي وظروف البلد بسبب كورونا، قدرت أواجه إعاقتي ومشاكلي وقلة الشغل بمشروع صغير وهو عربية أقف بيها في الشارع واسترزق منها بدل قعده البيت، موضحًا أن أهله بيساعدوه في تجهيز العجينة بتاعة الزلابية.
ضعف السمع كان عائقًا أمام العشريني في الحصول على فرصة عمل مناسبة، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه يعتبرها خير ويشكر الله دوما عليها: «في الموقف الصعبة مش بعرف أشتغل أي شغلانة بسبب إعاقتي، بس ربنا عمره ما سبني ودائمًا كان سند ليا وناس كتير تاني شجعوني أكتر، وده مش مرض ده فيها خير ليا في حاجات كتير لأن أنا أحسن من غيري، وفتحت المشروع هو أنا آه مش بسمع بس بفهم عن طريق الشفايف، مختتمًا: اللي يعرف ربنا كويس هيصدق أن مفيش مستحيل على قدرته».