حصاد 2020.. «سقارة» أيقونة الاكتشافات الأثرية: ترميم وتحنيط وتوابيت

كتب: محمد عزالدين

حصاد 2020.. «سقارة» أيقونة الاكتشافات الأثرية: ترميم وتحنيط وتوابيت

حصاد 2020.. «سقارة» أيقونة الاكتشافات الأثرية: ترميم وتحنيط وتوابيت

مازالت منطقة سقارة بالجيزة تزخر بالعديد من كنوز الأجداد، لاسيما أنَّها تحتوي على هرم زوسر أو الهرم المدرج الأعجوبة، الذي يعد أول بناء حجري بالتاريخ، كما أنَّها تحتوي على أكبر الجبانات الأثرية في مصر، وقد شهد عام 2020 العديد من الاكتشافات الأثرية في سقارة ما جعلها قبلة لمحبي علم المصريات والتاريخ، وسلطت القنوات التلفزيونية العالمية لهذه النقطة المضيئة في مصر، وساهمت للترويج السياحي العالمي رغم توقف النشاط وحركة المسافرين بسبب جائحة فيروس كورونا.

ترميم هرم «زوسر»

بعد طول انتظار استمر نحو 14 عامًا، افتتح الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وعدد من المسؤولين، في 5 مارس 2020 مشروع ترميم هرم زوسر المدرج، وهو أول هرم وأول بناء حجري في العالم.

وفتح الهرم أبوابه أمام الزائرين وتراوحت سعر تذكرة دخول المنطقة للأجنبي بسعر 180جنيهًا للتذكرة، ويوجد تذكرة مجمعة بـ440 جنيه وتضم هرم أوناس وسيتي والمقابر، كما يمكن إضافة سعر تذكرة هرم زوسر عليها، حيث تمّ تحديد سعر دخوله بـ100 جنيه للأجنبي، و50 جنيهًا للطالب الأجنبي، و20 جنيهًا للمصري.

ويقع هرم زوسر ضمن قوائم اليونسكو، في منطقة آثار سقارة، أو كما يطلق عليه العديد من الناس الهرم المدرج، هو أحد المعالم الأثرية المهمة بجبانة سقارة، غرب مدينة «ممفيس القديمة» في مصر، بناه أمحتب خلال القرن الـ27 قبل الميلاد، ليدفن بداخله «زوسر».

مشروع الترميم بدأ عام 2006، وتوقفت الأعمال عام 2011 واستأنف في نهاية عام 2013، ليجرى الانتهاء منه مؤخرًا، قبل افتتاحه في 2020، حيث شمل مشروع الترميم، أعمال درء الخطورة، والترميم الخارجي والداخلي للهرم، شمل تطوير مسارات الزيارة المؤدية للهرم، والممرات الداخلية المؤدية لبئر الدفن، وأعمال ترميم التابوت الحجري، إضافة إلى أعمال الترميم الدقيق للحوائط.

جبانة الحيوانات

أعلنت وزارة السياحة والآثار، أبريل الماضي في ذكرى يوم التراث العالمي عن كشف أثري جديد، ويقع الكشف في موقع جبانة الحيوانات والطيور المقدسة في منطقة سقارة الأثرية، والتي تمّ الاعلان فيها خلال العامين الماضيين عن اكتشافات أثرية عديدة تمت بأيادي أبناء المجلس الأعلى للآثار.

وضم الكشف الأثري الجديد وقتها، مجموعة من التوابيت الملونة و«لقى أثرية» عبارة عن أقنعة وتمائم وتماثيل ملونة مختلفة، إضافة لمومياوات حيوانات غير معتاد تحنيطها في مصر القديمة من بينها نمر أو أسد ونمس ومجموعة من القطط وطيور أبو منجل.

وترجع أهمية الكشف الأثري الضخم، في رأي الدكتور حازم الكريتي خبير الآثار، في حديثه لـ«الوطن» إلى كونه أكبر خبيئة حيوانات مقدسة يتم العثور عليها، بجوار مقبرة أخرى للأفراد، حيث كان يتمّ العثور على مقابر لحيوانات منفردة مسبقًا، خاصة أن بعضها عُثر عليه لأول مرة بالجبانة.

وتابع أنَّ من أبرز الاكتشافات بالجبانة، هي العثور على أول مومياء كاملة وسليمة للأسد، ما يعني وجوده لدى المصري القديم، وتقديسه للحيوانات في حياتهم، وتحنيطه لهم بعد وفاتهم ووضعهم في مقابر خاصة لهم.

وجرى العثور على 365 «تمثال أوشابتي» من «الفيانس» بعضها عليه كتابات هيروغليفية، ومسلة صغيرة من الخشب ارتفاعها نحو 40 سم مزينه بمناظر وألوان من جميع الجهات للآلهة إيزيس ونفتيس وحورس -تماثيل خشبية للإله بتاح سوكر أوزير- وثلاث أواني «كانوبية» من الفخار لحفظ الأحشاء، إضافة إلى العديد من القطع الأثرية الأخرى.

ورشة التحنيط

كشفت بعثة جامعة «توبنجن» الألمانية، في 3 مايو الماضي، برئاسة الدكتور رمضان بدري حسين في أثناء استئناف أعمال الحفائر الخاصة بها خلال ورشة التحنيط والآبار الملحقة بها من الأسرة السادسة والعشرين، بمنطقة آثار سقارة عن حجرة دفن جديدة، كما استطاعت كشف النقاب عن النتائج الأولية للدراسات والتحاليل الكيميائية لزيوت ومواد التحنيط المكتشفة بالورشة.

وفي شهر يوليو عام 2018، أعلن الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، في مؤتمر صحفي عالمي، عن كشف ورشة التحنيط والآبار الملحقة بها وما احتوته من 54 مومياء وخمسة توابيت حجرية وعدة توابيت خشبية وأواني «كانوبية» من «الألبستر» وأواني فخارية والمئات من تماثيل «الأوشابتي» الصغيرة والقناع الفضي المذهب.

التوابيت الخشبية

كشفت البعثة الأثرية المصرية، في 3 أكتوبر الماضي، عن ثلاثة آبار للدفن على أعماق مختلفة تتراوح ما بين 10 و12 مترًا بداخلهم 59 تابوتًا خشبيًا ملونًا مغلقًا مرصوصة بعضها فوق البعض، وتمّ الكشف عن 3 آبار بها 13 تابوتًا، ثم جرى الكشف عن 14 تابوتًا أخرى بها، ليصل إجمالي عدد التوابيت المكتشفة حتى اليوم 59 تابوتًا.

جدير بالذكر أنَّ المنطقة التي تمّ العثور بها على هذا الكشف هي منطقة «جبانة كبار رجال الدولة» بسقارة والتي عُثر بها علي جبانة للقطط والحيوانات والطيور المقدسة وكذلك الكشف الكبير لمقبرة «واح تي» أحد كهنة الأسرة الخامسة الجميلة والتي أشاد بها العالم أجمع.


مواضيع متعلقة