"دعاة عصر السادات".. كتاب يرصد كواليس عمل الإخوان في السبعينات

"دعاة عصر السادات".. كتاب يرصد كواليس عمل الإخوان في السبعينات
- دعاة السادات
- الدعاة الجدد
- وائل لطفي
- الإخوان
- السادات
- دعاة السادات
- الدعاة الجدد
- وائل لطفي
- الإخوان
- السادات
قال الكاتب وائل لطفي، إن كتاب "دعاة عصر السادات" والصادر حديثا عن دار العين للنشر، يرتكز محاوره على الإجابة على سؤالين وهما: ماذا كان يمكن أن يكون شكل الحياة في مصر لو لم يتخذ الرئيس السادات قراره بإعادة إحياء جماعة الإخوان المسلمين؟ وما هو تأثير الدعاة الشعبيين المنتمين لأفكار الجماعة في نشر أفكارها لدى المواطن العادي؟.
وأضاف "لطفي"، لـ"الوطن"، "رحلت في الكتاب إلى السبعينات محاولا تفهم ورصد الظروف التي اتخذ فيها الرئيس السادات قراره بإحياء جماعة الإخوان، وتأسيس الجماعات الدينية في جامعات مصر، وتأثير ذلك على المشهد الديني والسياسي في نهاية السبعينات، والتي انتهت بالنهاية المأسوية للرئيس السادات، حين تم اغتياله علي يد منتمين للحركة الإسلامية التي كان هو من أطلق سراحها".
وتابع: "بعد هذا الفصل التأسيسي ينطلق الكتاب ليدرس دعاة السبعينات الذين أعادوا صياغة وعي الشعب المصري تجاه مختلف القضايا، وامتد تأثيرهم حتى اللحظة الراهنة، لقد كان هؤلاء هم الرعيل الأول للدعاة الجماهيريين الذين عرفتهم مصر في الألفية الثانية وعرفوا باسم (الدعاة الجدد) لقد كانت كلمة السر التي حولتهم إلى دعاة مؤثرين هي وسائل الإعلام الحديثة، فلولا التلفزيون لما كان للشيخ محمد متولي الشعراوي كل هذا الذيوع والتأثير، ولولا اختراع الكاسيت لما أمكن لخطب الشيخ الساخر عبد الحميد كشك أن تطوف الوطن العربي كله من المحيط إلى الخليج وأن تبقى حية حتى اليوم".
ويقارن الكتاب بين ظهور الشيخ الشعراوي وبين ظهور الواعظ الأمريكي الشهير بيلي جراهام، ويرصد الدور الذي لعبه الإعلام في مساندة كليهما، كما يرصد دور كلا منهما في محاربة الأفكار الشيوعية في بلده، كما يدرس مواقف الشيخ المختلفة وتقاطعاته مع أفكار الإخوان المسلمين، كما يرصد أيضا الدور الذي لعبه الدعاة المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين مثل محمد الغزالي والسيد سابق في دعم انتشار الإخوان في السبعينات.
كما يرصد كذلك حياة تتسم بالغموض للداعية إبراهيم عزت، الذي خرج من الإخوان المسلمين ليؤسس جماعة التبليغ والدعوة في مصر ويتماس مع تنظيم الجهاد الذي اغتال أعضائه الرئيس السادات، مما يؤدي في النهاية لمنعه من الخطابة ثم وفاته بصورة مفاجئة وغامضة، ويدرس العمل أيضا تأثير شيخ الأزهر عبد الحليم محمود الذي لعب دورا سياسيا مباشرا في إحياء التيار الإسلامي والتصدي للشيوعية وتقاطع مع جماعة الإخوان في الكثير من المواقف.
وأكمل: "لا يفوتني في النهاية أن أتوقف أمام الشيخ المحلاوي، الداعية الذي دخل التاريخ عندما فقد الرئيس السادات أعصابه ووصفه بـ(الكلب) في خطاب رسمي ألقاه قبل اغتياله بشهر واحد"، متسائلا عن القوة التي كان يحظى بها المحلاوي والتي دفعته لتحدي الرئيس السادات والقرارات الرسمية بإيقافه أكثر من مرة، مما دفع الأجهزة الرسمية في النهاية لاتخاذ قرار باعتقاله.
وزاد: "الأهم من تلك التفاصيل المتعلقة بكل داعية من دعاة عصر السادات ذلك التأثير الذي تركوه في وعي المصريين، حيث كانوا بداية عملية متصلة من التديين للمجتمع المصري أدت في النهاية لوصول جماعة الإخوان إلى قمة السلطة في مصر، ثم إزاحتها من خلال ثورة 30 يونيو التي يمكن القول أنها بدأت مرحلة جديدة من السياسات الدينية لم تتضح كامل ملامحها بعد".