كل الغُنا «رمضان جانا» و«مرحب شهر الصوم».. فين أغانى رمضان؟
«رمضان جانا.. مرحب شهر الصوم.. وحوى يا وحوى»، أغانى تراثية اعتدنا سماعها لسنوات طويلة مع قدوم الشهر الكريم من كل عام، فى ظل ابتعاد المطربين والمؤلفين والملحنين عن عمل أغانٍ معاصرة للاحتفاء بالشهر الكريم، باستثناء بضعة أغنيات لم تحقق نجاحاً جماهيرياً ملحوظاً.
«أغانى المهرجانات» اقتحمت هذا المجال محاولة استغلال هذا الفراغ بأغنيات خالية من جمال الكلمة أو المضمون، عن طريق تحريف كلمات الأغنية التراثية وتأليف أخرى: «وحوى يا وحوى، وكمان وحوى، يا حاحا وحوى، يا ففتى وحوى، يا باسم وحوى.. وحشة على فكرة» هكذا قدم كل من سادات وفيفتى مهرجاناً شعبياً باسم «وحوى يا وحوى» والمأخوذة عن الأغنية الشهيرة للمطرب والملحن أحمد عبدالقادر، التى قام بغنائها فى الإذاعة المصرية. مهرجان «السادات» و«فيفتى» لم يكن الوحيد الذى قام بتحريف الأغانى التراثية للشهر الكريم، فـ«وزة»، أحد مقدمى أغانى المهرجانات، احتفى فى أحد مهرجاناته بالشهر الفضيل ولكن على طريقته: «وهانقعد على القهوة، نلعب العشرة الرايقة، وطلبنا المشاريب وادونى الشاى بحليب»، أما الجنرال حماد، أو شبح المنصورة كما يُلقب، فقد تكفل بتأليف وتوزيع وغناء مهرجان آخر باسم «رمضان»، غنى فيه: «ناكل فول وطعمية، الليلة دى مش عادية، قوم وامسك الكتاب، سيبك بقى يا بنى من اللاب، اصحى وفوق يا عنيا.. هى دى الصحوبية.. ما تلبس الجلابية وعليها الطاقية».
أغانى المهرجانات لم تتوقف عند حدود الإنترنت، فقد انتقلت إلى أيدى الأطفال عبر فوانيس رمضان المستوردة من الصين، وهو ما علق عليه الدكتور زين نصار، المؤرخ الموسيقى والناقد الفنى بـ: «وصول المهرجانات للطفل بالشكل دا تشويه لذوقه الفنى فى وقت مبكر»، مشيراً إلى أن ظهور تلك المهرجانات، ورواجها ما هو إلا نتيجة طبيعية لابتعاد الملحنين المعاصرين والشعراء والمطربين عن تقديم أغانٍ جديدة لرمضان تتماشى مع العصر: «بقالنا 70 سنة بنسمع نفس الأغانى، رمضان جانا أول الشهر الكريم وليلة العيد لأم كلثوم يوم الوقفة.. مش هاينفع نعيش طول عمرنا على الأطلال»، واصفاً تحريف أغانى المهرجانات للتراث بالإفلاس، بالرغم من توافر الإمكانات المادية والفنية والمواهب، فعدم وجود رغبة حقيقية لدى الفنانين لإنتاج عمل فنى مماثل هو المشكلة: «هم قادرين لكن مش عاوزين، مع إن أغانى رمضان مؤثرة وبتساعد فى تعميق الجو الروحانى للشهر، وبتخلد أصحابها طول العمر زى ما حصل ما كل المطربين القدامى اللى غنوا لرمضان».