صناعة الأثاث تقضي على البطالة في الفيوم: نصدر للسودان والسعودية

كتب: أسماء أبو السعود

صناعة الأثاث تقضي على البطالة في الفيوم: نصدر للسودان والسعودية

صناعة الأثاث تقضي على البطالة في الفيوم: نصدر للسودان والسعودية

قرية صغيرة تُحيط بها أشجار المانجو والبرتقال جعلتها من الخارج لوحة فنية رائعة تجذب أنظار المارة، إلا أنّ منازلها كانت قديمة متهالكة فقيرة حتى 10 أعوام مضت، حينما قرر رجالها احتراف صناعة "الأثاث" وبدأوا ينافسون محافظة دمياط في صناعة الأثاث وأصبحوا يصدرون أثاثهم للخارج، فتحوّل الفقر إلى ثراء والبطالة إلى عمالة، والتراجع إلى تقدم ورُقي.

وبدلًا من المنازل القديمة المتهالكة، انتشرت الفلل والقصور، وانتشرت معارض الأثاث بالقرية، ويستقل شبابها أغلى السيارات وأكثرها رفاهية، وما أنّ تدب رجلك بقرية "أبو كساه" تجذب أنظارك ورش ومعارض الأثاث المنتشرة في الشوارع، وتجد أهلها يعملون كخلية نخل الكبير والصغير حتى أنّ الأطفال يعملون برفقة أقاربهم وأسرهم.

فهنا من يقطع ألواح الأخشاب، وهناك من يحفر ويرسم على الأخشاب، ويجاوره من يصنع الغرف، وآخر يدهن الأثاث، وأخيرًا من يقوم بالتنجيد.

وبينما يقوم بالرسم على الخشب وتقطيعه، يقول محمد معبد أحد أشهر صُنّاع الأثاث بـ"أبو كساه" في تصريحات خاصة لـ"الوطن" أنّ أهالي القرية بالكامل كانوا يعملون مزارعين ويعتمدون على زراعة أشجار المانجو والبرتقال المُحيطة بالقرية، ولكن أحد الأشخاص يأس من العمل في "الفلاحة" وقرر السفر لأي محافظة أخرى للبحث عن فرصة عمل يدر عليه ربحًا جيدًا فقصد محافظة دمياط وبدأ العمل في ورش صناعة الأثاث حتى احترف صناعته.

وتابع "معبد" أنّه عاد إلى القرية بعدما أرهقته الغُربة وافتتح ورشة بما جمعه من أموال خلال فترة عمله بدمياط وبدأ يُعلم شباب القرية طرق صناعة الأثاث حتى انتشرت الصنعة كما أنهم تفوقوا على الدمايطة في الحفر والنحت على الأخشاب، مؤكدًا أنهم لا ينافسون الأثاث الدمياطي فقط لكنهم أيضًا ينافسون بشراسة الأثاث التركي ويتفوقون عليه في جودة الأخشاب.

وكشف "معبد" أنّهم أصبحوا يبيعون الأثاث للمعارض المختلفة بمحافظة دمياط نظرًا لكونهم يمتلكون ميناء بحري يستطيعون من خلالها تصدير الأثاث للخارج، بالإضافة إلى أنّهم يستوردون الأخشاب من الخارج بأسعار قليلة، أمّا هم فيضطرون لشراء الأخشاب من المغالق بأسعار عالية خصوصًا أنهم يعتمدون في صناعاتهم على أخشاب الزان والكونتر والأبلاكاش والموسكي.

وأوضح أنّهم يعتمدون بشكل كبير على صناعة الخشب "العمولة" حيث يأتي إليهم الشخص ويطلب منهم تنفيذ تصميمات معينة يختارها من الكتالوج الخاص بهم أو من خلال صور منورة على "الانترنت" حيث يقومون بتنفيذه وتسليمه للعميل في المود المُتفق عليه خصوصًا أنهم يبرمون عقدًا مع الزبون يتضمن موعد التسليم وشرط جزائي في حالة التأخير، بخلاف الأثاث الذي يصنعونه لعرضه بداخل معارضهم المختلفة، وللتصدير.

وتابع "معبد" أنّ الأثاث ينقسم إلى غرف سهلة وهي النوم والسفرة والأطفال نظرًا لكونها لا تستغرق وقتًا طويلًا ولا جهدًا في صناعتها، بينما الصالون والأنتريه أصعب في صناعتهما بسبب قيامهم بحفر الرسومات والأشكال المختلفة حسب طلب "الزبون"، بالإضافة إلى أنها تستغرق وقتًا في التنجيد.

وبيّن أنّ أسعار الغرف تتراوح بين 5 آلاف وحتى 40 ألف أرخصها غرف "الأنتريه" لأنها تحتوي على قماش أكثر من الخشب، وأغلاها غرف السفرة لأنها تأخذ خشب كثير ويكون من نوع "الزان" وهو من أغلى أنواع الخشب.

وأردف "معبد" قائلًا إنّ كورونا أثرت عليهم بشكل كبير حيث كانوا يصدرون الأثاث للسودان والسعودية ولكن التصدير توقف بسبب الإجراءات الاحترازية، كما أنّ أسعار المواد الخام أصبح أغلى بسبب قلة الاستيراد حيث تضاعف سعر المواد الخام 3 مرات الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع أسعار الأثاث ولذلك تراجعت نسبة المبيعات خصوصًا أنّ الحالة المادية للجميع تأثرت بسبب "كورونا".

 


مواضيع متعلقة