بعد كشف سقارة.. أسعار التوابيت عند الفراعنة وصلت لـ"40 دبن" والملونة أغلى

كتب: رضوى هاشم

بعد كشف سقارة.. أسعار التوابيت عند الفراعنة وصلت لـ"40 دبن" والملونة أغلى

بعد كشف سقارة.. أسعار التوابيت عند الفراعنة وصلت لـ"40 دبن" والملونة أغلى

160 تابوت مختلفة الألوان والأحجام تم الكشف عنها في منطقة سقارة خلال الشهرين الماضيين في كشف هو الأكبر خلال السنوات الماضية والذي أعتبرته مجلة الآثار الأمريكية أحد أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2020، وصنفته ضمن الاكتشافات الأكثر جذبا للأنظار هذا العام، وعقب اكتشاف التوابيت تزايدت الأسئلة للخبراء والمتخصصين عن سبب الاختلاف الواضح بين أحجام وأشكال وألوان التوابيت؟ وما الطريقة التي اعتمدها المصري القديم في اختياره للتوابيت؟ وهل كانت تباع تبعا للمستوع الاجتماعي والوظيفي؟

قال نبيل روفايل الباحث في علم المصر المصريات "نقلت لنا 168 قطعة فخارية أثرية كانت تستخدم لكتابة المعاملات اليومية من بيع وشراء ويطلق عليها "أوستراكا" عثر عليها بمنطقة دير المدينة الأثرية غربي الأقصر أسعار الأثاث الجنائزي وكان سعرها يقيم بالدبن النحاسي ويتراوح مابين 20 دبن للتابوت ذو النقوش العادية ويصل لـ40 دبن للتابوت ذو الألوان الصفراء والخضراء التي كانت تعتبر الأكثر قيمة لندرتها ومابين ذلك تتراوح أسعار الأغراض الجنائزية من 5 دبن إلى 25 من أخشاب ومنصات للتوابيت وخلافه.

 

وتبعا للنصوص التي وصلتنا كان التابوت هو الأغلى ثمنا في كل المقتنيات الجنائزية باعتباره أهم قطعة يهتم بها الميت لضمان سلامة جسده، علاوة على التعاويذ التي تكتب عليه وتمنحه سلامة الوصول إلى مقر الأبدية. 

وأضاف أن قدماء المصريين صنعوا مقتنيات الدفن الخاصة بهم في وقت مبكر في حياتهم حتى يتسنى لهم تحمل تكلفة الدفن ولم يكن هذا السلوك مروعا أو غريبا، ولكن ببساطة شديدة هي عملية دينية واقتصادية بحتة، إذ كان يتطلب الاستعداد للوفاة استثمارات اقتصادية في سلع مادية مصنوعة.

وتخبرنا أوستراكا من عصر الأسرة التاسعة عشرة عن أب يحث ابنه من أجل شراء المواد اللازمة لتابوت والدته وأن لا يتوانى في ذلك حيث جاء في النص: "من الرسام "باي" إلى ابنه الرسام "بر – إم – محب"، من فضلك دبر الأمر لأجل العثور على قلبين من القيشاني التي أخبرتك أنني سأدفع ثمنهما لمالكهما، أي شيء سيطلبه بسعرها وأسعى في البحث عن هذا البخور النقي الذي أخبرتك عنه من أجل طلاء تابوت والدتك الذي دفعت ثمنه لمالكه، لا تتجاهل كل ما قلته لك، وأسعى لأجل ذلك بنفسك".

وتابع أنه كان عدم الاستعداد بشراء اللوازم الجنائزية له سعر باهظ عندما يباغت الموت غير المستعدين لذلك، وهو ما كشفة نص من دير المدينة له الطابع القانوني يتعلق بالإجراءات حول شراء مقتنيات جنائزية. عن امرأة اسمها "إي" تمثل أمام المحكمة المحلية في هذا النص، يتم تقديم المرأة إلى المحكمة لأنها لم تدفن زوجها بالطريقة اللائقة، أو لأنها لم تدفع ثمن تابوته الذي سيدفن فيه لذلك دفعت ثمنا باهظا على هيئة مسكن أو بيت صغير، كان ملكًا لزوجها الميت هنا نجد أن شراء تابوت على هيئة بشرية غير مزخرف سعره لا يزيد عن 20- 40 دبن قد يكلف الكثير إذا لم يكن المرء جاهزا بتابوته أو مقتنياته الجنائزية الخاصة، بل قد يصل الأمر للتقديم للمحاكمة لأجل ذلك.


مواضيع متعلقة