«الوطن» ترصد تفاصيل «مجزرة رفح الثالثة»
«الوطن» ترصد تفاصيل «مجزرة رفح الثالثة»
شنت قوات الجيش حملة تمشيط موسعة، طيلة ليلة أمس ، طالت 20 منطقة فى رفح والشيخ زويد، لمطاردة مرتكبى مذبحة رفح الثالثة، التى أسفرت عن استشهاد 4 من جنود الأمن المركزى بمنطقة سيدوت، فى أولى ليالى شهر رمضان الكريم.
وقال مصدر أمنى إن قوات الجيش رفعت حالة الطوارئ على الطريق الدولى برفح، عقب الحادث، ونشرت الأكمنة الأمنية على الطريق، فيما خرجت قوة من الجيش لتمشيط المنطقة الصحراوية التى هرب إليها الإرهابيون، بعد فرض حصار مشدد عليها.[FirstQuote]
وقال مصدر أمنى مسئول إن الأجهزة الأمنية وضعت خطة فورية لضبط قتلة الجنود، بدأت بفرض حصار مُحكم على منطقة الجورة والتومة والليفتيات ومنطقة شرق الزوارعة ومطار الجورة، بالاستعانة بالطائرات المروحية والطائرة «الزنانة» بلا طيار، لرصد تحركات المجموعة الإرهابية وضبطها خلال الساعات المقبلة. وأضاف المصدر أن التحريات الأولية رجحت وقوف عناصر تنظيم «الأنصار والمهاجرين»، الذى يتزعمه عادل حبارة، وراء العملية، التى جاءت فى نفس مكان مذبحة رفح الثانية، وبالتزامن مع محاكمة «حبارة» فى قضية «مذبحة رفح الثانية».
وبالتزامن مع حصار وتمشيط منطقة الحادث، عززت قوات الجيش والشرطة استنفارها فى محيط المؤسسات الشرطية والعسكرية، وشددت إجراءاتها الأمنية بالكمائن والارتكازات الأمنية، حتى ساعات الصباح، كما شنت القوات الخاصة عمليات مداهمات موسعة على مناطق جنوب الشيخ زويد وغرب رفح ومناطق شرق العريش.
وقال شهود عيان إن مدرعات وآليات الجيش جابت الطرق الداخلية لمدينة الشيخ زويد بشكل غير مسبوق، وتحركت دوريات بشكل مكثف على طريق المستشفى - الحسينات من ناحية طريق رفح الغربى. وفى رفح، قال الأهالى إن قوات الأمن حاصرت مناطق «بلعة» وياميت وسادوت وطريق الهوروكلى ومناطق مؤدية إلى مدينة رفح من الناحية الشرقية والقريبة من مكان مقتل الجنود الأربعة.
وحمَّل أهالى رفح ووجهاء القبائل الأجهزة الأمنية المسئولية عن اغتيال الجنود، وقالوا إن القوات تمنع سير السيارات بالطرق العامة ابتداء من الخامسة عصراً وحتى السادسة صباحاً، ما يجبر السائقين على سلك الطرق الالتفافية التى يستغلها المسلحون فى اصطياد الجنود.
وحول تفاصيل المجزرة، قالت مصادر أمنية إن مجموعة من العناصر الإرهابية نصبت كميناً وهمياً عند منطقة باب سيدوت، وأوقفت سيارتين ماركة «فيرنا»، وسيارة دفع رباعى فى وسط الطريق، لإجبار السيارات على التوقف، مضيفة أن الإرهابيين اطلعوا على البطاقات الشخصية للمواطنين، وتعرفوا على المجندين الأربعة الذين كانوا قادمين من معسكر الأمن المركزى، بالأحراش، فى طريقهم لقضاء إجازتهم، فقاموا بإنزالهم، وأوقفوهم صفاً واحداً، على طريقة مذبحة رفح الثانية التى استشهد خلالها 25 من جنود الأمن المركزى، وأطلقوا النار عليهم من الأمام حتى سقطوا جميعاً شهداء، ولاذت العناصر الإرهابية بعد ذلك بالفرار. وأوضحت المصادر أن الجنود الذين استشهدوا هم: محمد نصر إسماعيل «21 عاماً»، ويوسف أحمد أبوالفوا «21 عاماً»، ومحمد جمال راتب «21 عاماً»، وكريم على محمد محمود «21 عاماً»، مشيرة إلى أن التقرير الأولى للطب الشرعى كشف عن إصابتهم من الأمام برصاصات تحمل ذات العيار.
من جهة أخرى، واصل أهالى شمال سيناء مساندتهم للأجهزة الأمنية فى تحدٍّ واضح للتهديدات الإرهابية بتصفية من يتعاون مع الجيش، وقال مصدر أمنى إن الأهالى أبلغوا الأجهزة الأمنية بقيام إرهابيين بزرع عبوة ناسفة بأحد الشوارع بحى النور فى رفح، وانتقل على الفور خبراء المفرقعات لمكان البلاغ، وأبطلوا مفعول العبوة.
من جانبها، شنت قوات الشرطة حملة مداهمات موسعة، فجر أمس، وقبضت على 39 محكوماً عليه، إضافة إلى مواطنَين هما «سعيد أ.غ»، 42 عاماً، و«حسين ح. أ»، 39 عاماً، لاتهامهما بالتحريض ضد قوات الجيش والشرطة، وتنظيم تظاهرات فى العريش، بالمخالفة لقانون التظاهر.