رحلة طه الفشني في حديث نجله لـ"الوطن": تلاواته تذاع في لندن حتى الآن

رحلة طه الفشني في حديث نجله لـ"الوطن": تلاواته تذاع في لندن حتى الآن
- الفشني
- طه الفشني
- القرآن الكريم
- التلاوة
- عبد الناصر
- الملك فاروق
- الفشني
- طه الفشني
- القرآن الكريم
- التلاوة
- عبد الناصر
- الملك فاروق
"قارىء الملوك والرؤوساء"، "كروان الإذاعة"، "ملك القصائد والتواشيح الدينية" بعض من الألقاب أطلقت على الشيخ طه الفشني، أحد أبرز القراء والمنشدين في القرن الماضي، تلاوته وتواشيحه حفرت في أذهان الملايين في العالم العربي، خارج الحدود العربية.
49 عامًا على رحيل طه الفشني، وسيرة عطرة توارثتها الأجيال لسنوات، وخلدت ذكراها مواقف إنسانية، وتكريمات كبرى من الملوك والرؤوساء، وحفاوة من العالم لملك القصائد والتواشيح الدينية، يحكي تفاصيلها لـ"الوطن" نجله المستشار زين الفشني.
تبدأ الحكاية في بداية القرن الماضي عام 1900، في مدينة "الفشن" التي كان تتبع وقتها محافظة المنيا، قبل تغيرها حديثًا لتتبع بني سويف، وفي عائلة بسيطة ولِد أحد أعظم عمالقة التلاوة "طه الفشني"، ليتم حفظ القرآن الكريم وهو في عمر 12 عامًا، ويحصل على كفاءة المعلمين من مدرسة المعلمين بالمنيا عام 1919.
كروان الإذاعة بدأ حياته مطرب وحبه للتلاوة والإنشاد الديني غلبه
بداية جديدة كان يرغب بها الشاب المحب للغناء والإنشاد وسط أضواء العاصمة بالقاهرة عام 1919، إلا أن الثورة بدأت لتعطل مسيرته، مما اضطره للعودة إلى مسقط رأسه مرة أخرى "الفشن"، وبدأ يتنقل بين القرى والمدن يتلو على الناس تلاوته العطرة وينشد تواشيحه بالعود الذي كان يحب أن "يدندن" عليه، حتى ذاع صيته في المنيا وبني سويف ومراكزهم "مغاغة، ملوي".
عقب انتهاء أحداث ثورة 1919 عاد الشاب مجددًا إلى قاهرة المعز، ليبدأ مسيرته في في الإنشاد ويخطو نحو سلم الغناء، وبالفعل شركة يونانية انتجت اسطوانتين من الأغاني، لكن الجانب الديني كان يتغلب عليه، فعزم على ترك الغناء متجهًا إلى التواشيح والأناشيد والتلاوات التي كان يفضلها، ويرى صوته فيها، وخاصة بعد صداقته بالشيخ علي محمود الذي يملك فريق تواشيح، وانضم لهم "الفشني".
في عام 1937 التحق الفشني بالأزهر الشريف، ودرس علم القراءات التجويد على يد الشيخ عبد العزيز السحار، وخلال إحدى الحفلات التي كان يحيها في الحسين، كان من بين الحضور سعيد لطفي باشا رئيس الإذاعة المصرية في تلك الفترة، وسحره صوت الفشني، ليطلب منه الحضور في اليوم التالي إلى مقر الإذاعة، وبعد الاختبارات انضم للإذاعة، وحصل على شهادة من الشيخ عبد العزيز السحار في القراءات العشر، لتبدأ مسيرته في الانتشار عالميًا.
كان المفضل للملك فاروق ولعبد الناصر.. وأحب السادات
يتذكر زين، نجل الشيخ طه الفشني، علاقة والده بالملوك والرؤوساء ومواقفه معهم، حيث إنه أحيى فرح الملك فاروق مع أم كلثوم وعبد الوهاب بقصيدة لحنها له موسيقار الأجيال، كما اعتاد الملك على دعوتة سنويًا لتناول الإفطار على المائدة الملكية، وكان القارىء المفضل له.
وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مولعًا بالفشني، فأهداه طبق فضة موقّع منه، أما علاقته بالسادات كانت إنسانية منذ الخمسينيات، فكرمه في أغلب الحفلات والمناسبات التي حضرها له، واعتبره كروان الإذاعة أفضل رئيس مرَّ على مصر.
عدة جوائز وتكريمات محلية وعالمية حصل عليها الفشني من بينها نوط الامتياز من المرتبة الأولى من الرئيس السابق حسني مبارك، ومثله من رئيس وزراء ماليزيا، وملك المغرب، فضلا عن تكريمات السعودية له في أكثر من مناسبة، وسجل لهم الكثير من التلاوات بسعر 3 جنيهات للدقيقة الواحدة، وفي لندن تذاع تلاواته حتى الآن.
تكريمات محلية ودولية لقاريء الملوك والرؤوساء.. ودراسة ماجيستير عن صوته
وبعد وفاته بسنوات طويلة، حصلت إحدى الباحثات في معهد الموسيقي بالمنصورة على درجة الماجيستير في صوت كروان الإذاعة بالقصائد والتواشيح الدينية وتلاوة القرآن، وقال عن صوته الموسيقار الراحل عمار الشريعي إنه يمتاز بمساحة كبيرة تصل لدرجة "الأوكتفين"، بسبب تمكنه في المقامات الصوتية.
ما يقرب من 176 تلاوة للفشني، وعدد كبير من الملحنين شاركه فيها من بينهم الشيخ زكريا أحمد، والموسيقار محمد عبد الوهاب، والشيخ سيد شطا، وعلى الرغم من ذلك العدد الكبير لم يذاع منها سوى حوالي 15 فقط، حسبما قال نجله.
المعزين حملوا نعشه من الحسين إلى العباسية
توفى قاريء الملوك والرؤوسا في 10 ديسمبر، وترك عادة لأبنائه توارثوها منه وهي زيارة أهل بلدتهم مرة شهريًا ومساعدة المحتاجين هناك وتلبية رغباتهم، كما كان يفعل الفشني.
وكانت جنازته ضخمة حضرها نائب رئيس الوزراء، وصلوا عليه في مسجد الحسين، وحمل الحضور النعش من المسجد إلى مدفنه في سيدي الغفير بحي العباسية، رافضين أن يدخلوا النعش في عربة نقل الموتى.
وفي المساء امتدت العزاء حتى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، بحضور مندوب رئيس الجمهورية، وعدد كبير من عمالقة القراء والتولاة من بينهم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ البنا ومحمود خليل الحصري.