"محمد" كعب داير بين الشوارع بلا عمل أو مأوى: "عاوز أبيع كليتي"

كتب: أنس سعد

"محمد" كعب داير بين الشوارع بلا عمل أو مأوى: "عاوز أبيع كليتي"

"محمد" كعب داير بين الشوارع بلا عمل أو مأوى: "عاوز أبيع كليتي"

من كوبري إلى محطة قطار ثم مقهى أو مخزن، تلك هي الأماكن التي ينام فيها قاطنو الشارع، فلا ملجأ لهم سوى "كباري القاهرة"، التي تحتضن كل من ليس لديه منزلا يعيش فيه.

وضمن هؤلاء محمد حسين، 29 عاما، الذي يعيش بدون عمل أو منزل، بعد أن خسر مهنته وفقد بيته، مما جعله يفكر في بيع كليته، ليشتري بيتا ويفتح مشروعا يمكنه من العيش بطريقة أفضل.

وفاة والده غيرت حياته

يروي "محمد" أنه كان يعيش رفقة والده في شقة إيجار قديم بمنطقة عابدين التابعة للقاهرة، استأجرتها جدته منذ سنوات طويلة مقابل 50 جنيها كل عام، ولكن بعد وفاتها، ثم والده من بعدها، غير صاحب الشقة العقد المبرم بينهما، وكتب عقدا جديدا مقابل 300 جنيه شهريا، وهو نفس المبلغ الذي كان يحصل عليه "محمد" من عمله في معرض "الموبيليا" منذ 5 سنوات، فتجمعت عليه الديون وترك مسكنه الذي يعيش فيه، لينام في المعرض، لتتحول حياته إلى عمل ونوم فقط.

"ماتعلمتش ومش معايا شغلانة، وأبويا كان بيبيع مصاحف وكتب على الرصيف، واتجوزت وكنت عايش معاه في نفس الشقة، وحياتنا كانت ماشية، لحد ما تعب واتوفى، بعدها مراتي ماتحملتش عيشتي الصعبة وسابتني بعد سنة جواز، ولما سبت الشقة كنت بنام على الأرض في المعرض، بس الشغل فيه مكنش جايب همه، فسيبته ودلوقتي مش لاقي مكان أنام فيه" يقول محمد.

محمد: "ماعنديش أهل ولا قرايب"

ويشير "محمد" إلى أنه حاليا يعيش حياته متنقلا بين الشوارع يبحث عن عمل، أحيانا ينام على إحدى المقاهي التي يضيع وقته عليها، أو محطات القطار أو أسفل الكباري، إلى أن وصل به الحال للتفكير في بيع إحدى كليتيه، ليشتري شقة جديدة، ويفتتح مشروعا يمكنه من بدء حياة أخرى.

يعلم محمد أن بيع كليته حلا ليس سهلا، فربما سبب له ذلك عجزا أو مرضا، لكنه يؤكد استعداده لبيعها، "محتاج أبيع كليتي أو فص كبدي بمقابل مادي، لأن عاوز أعيش زي الناس، نفسي أسكن في بيت زي الناس، أنا بلا أهل ومليش قرايب ومفيش شغل لأن مش معايا شهادة أو صانعة أشتغل بيها".


مواضيع متعلقة