روائي سوداني ينعى نبيل فاروق: شكّل لجيلنا حالة الكتابة الخاصة
الدكتور نبيل فاروق حيث
علق الروائي السوداني حمور زيارة، على رحيل الدكتور نبيل فاروق، والذي رحل أمس، مؤكدا على امتداد تأثير كتابات نبيل فاروق إلى خارج مصر.
وأضاف حمور زيارة في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "رغم انتشار تراجم عمر عبد العزيز أمين وغيره لقصص المغامرات العالمية مثل أرسين لوبين وشورلوك هولمز وهيريكل بورارو وروايات عالمية مختصرة مثل الفرسان الثلاثة، ورغم سطوة محمود سالم بمغامرينه الخمسة وشياطينه الـ13 في الكهف السري لكن نبيل فاروق شكّل لجيلنا حالة الكتابة الخاصة".
وتابع: "هذا كاتب يكتب لنا وننتظر أعماله الجديدة متسلسلة، طور جيلي علاقة خاصة مع أدهم صبري وحبه لمنى توفيق، وتنمرنا مع رجل المستحيل على حب قدري للطعام، وأظن بعضنا أضمر إعجابا لسونيا جراهام أكثر شخصيات عوالم فاروق المسطحة تعقيدا وتركيبا".
وتابع: "ولا ننسى موشي حاييم دزرائيلي وسيرجي كوبروف، وطبعا دونا كارولينا، وفي ملف المستقبل تابعنا نور الدين محمود وفريقه وهم يتحولون من حل الألغاز الى فريق كوماندوز عبر المجرات وعبر الزمن، لا أعرف كم من القراء رصد علاقة مشيرة محفوظ الغريبة مع الفريق، حيث بدأت بالإعجاب بنور ثم أحبت رمزي وتزوجته ثم أحبت أكرم وتزوجته،وحده محمود نجا منها، ربما لأن نهر الزمن ابتلعه قبل أن تتزوجه صحفية أنباء الفيديو.
وواصل: "أحببت كوكتيل 2000 جدا، هي سلسلتي المفضلة، خاصة أعدادها الأوائل، ومعها سلسلة زووم، لم يعجبني عماد وعلا، ولم تلمسني سلسلة زهور، لكني قرأتهما بنهم لأن من يكتبهما هو نبيل فاروق".
وأضاف: "بعد سنوات نضجت ذائقة المرء، لم تعد مغامرات رجل المستحيل ممتعة، وبدأت ألحظ مشاكل الصوابية في وضع النساء بملف المستقبل، لكن علاقتي بكتابات فاروق ظلت علاقة ابن جيرانكم القديم الذي تزوره كل حين لتستعيدا ذكريات الطفولة والبراءة، وبتقدم السن أصبحت عورات أسلوب الدكتور نبيل ظاهرة، لكنه ذات الأسلوب الذي خلب لبنا أطفالا، هو لم يتغير لكننا تغيرنا* (*حقيقة علمية)، لكن شيئًا داخل جيلنا يشعر، بلا شك، بالامتنان لنبيل فاروق على تلك الصحبة الممتعة التي استمرت لسنوات منذ 1984".
وأردف: "برحيل نبيل فاروق تنطوي سنوات طفولتنا، ويعلن بذهابه غياب آخر أساطين المؤسسة العربية الحديثة للنشر، فقد رحل مؤسسها حمدي مصطفى، وراسم شخصياتها إسماعيل دياب، ومعلمنا أحمد خالد توفيق".
والآن يغلق رجل المستحيل الباب خلفه لتنتهي صفحات ملف المستقبل، ربما لهذا أورثني خبر موت نبيل فاروق شعور الطفل الذي وجد نفسه فجأة في الزحام دون أحد من الكبار الذين اعتادو الاعتناء به، ارقد في سلام يا رفيق صبانا الأول، ولتنزل على قبرك الرحمات".