"الفرنسي للدراسات" يحلل نتائج قمة السيسي وماكرون: مكاسب عديدة للبلدين

كتب: خالد عبد الرسول

"الفرنسي للدراسات" يحلل نتائج قمة السيسي وماكرون: مكاسب عديدة للبلدين

"الفرنسي للدراسات" يحلل نتائج قمة السيسي وماكرون: مكاسب عديدة للبلدين

أكدت الدكتورة عقيلة الدبيشي، مدير المركز الفرنسي للدراسات، أن كل من الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، والفرنسي مانويل ماكرون، كان يحتاج لعقد القمة التي عقداها في باريس، والتي انتهت، أمس، مشيرة إلى أن كلا الرئيسين حقق مكاسب عديدة من هذه الزيارة.

وقالت عقيلة في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "إن كلا الرئيسين ماكرون والسيسي كان يحتاجان لعقد هذه القمة بينهما، وذلك في ظل العديد من الملفات المهمة والثقيلة على كليهما، حيث إنهما يحتاجان للتعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في ظل مجموعة من المتغيرات الإقليمية والدولية، حيث الموقف المشترك من تركيا وزيادة وتيرة العداء بين تركيا وفرنسا من جهة، وحدة الصراع بين مصر وتركيا خاصة في ملفي ليبيا وشرق المتوسط حيث الغاز والمصالح البحرية لكلا البلدين".

قضية الرسوم المسيئة

وتأتي الزيارة أيضا، وفقا لمديرة "الفرنسي للدراسات"، "في ظل الخلاف بين الدول الاسلامية وفرنسا في قضية الرسوم المسيئة للرسول محمد، وفي ظل التحديات التي تواجهها فرنسا في ظل ما تسمية إعادة هيكلة الاسلام في فرنسا، كما تتشارك الدولتان تحديات ما بعد الانتخابات الأمريكية وفوز الرئيس بايدن".

وأضافت عقيلة: "تواجه الدولتان تحديات عديدة أيضا في ملف إقليم شرق المتوسط، حيث تسعى فرنسا للدخول في المنظمة الإقليمية لغاز شرق المتوسط بصفة مراقب مثلها مثل أمريكا، حيث شاركت فرنسا في التدريبات العسكرية البحرية بإقليم شرق المتوسط خلال الأيام الأخيرة، وشملت هذه المناورات أطرافا مثل اليونان وقبرص، وعرفت بمناورة ميدوزا 10 العسكرية المشتركة في شرق المتوسط شاركت فيها كلا من فرنسا ومصر واليونان وقبرص قبالة سواحل الإسكندرية، مما يعزز موقف فرنسا واهتمامها بملفات مثل ليبيا وغاز إقليم شرق المتوسط، حيث تسعى للعب دور فاعل يعزز أيضا موقفها في قيادة الاتحاد الأوروبي ويعزز موقفها المتشدد من تركيا والداعي لفرض عقوبات عليها".

و"بالنسبة لمصر فهي أيضا معنية بتنويع مصادر السلاح باعتباره أمرا حيويا لمصر، لمواجهة أطماع تركيا ومجابهة التحديات في أفريقيا والإقليم".

قيادة مصر للعالم الإسلامي

واعتبرت "عقيلة" أن مصر تسعى من خلال هذه الزيارة إلى تثبيت قيادتها للعالم الإسلامي بصفتها حاضنة الأزهر رمز الاعتدال الإسلامي، وعدم ترك الساحة للتفرد التركي في هذه القيادة وعليه تسعى للعب دور فاعل في التوسط بين فرنسا والعالم الإسلامي في قضايا الرسومات المسيئة، حيث كان هذا الموضوع محط خلاف بين الرئيسين حيث طالب السيسي أن تسمو القيم الدينية على القيم الإنسانية، وخالفه ماكرون الذي اعتبر أن القيم الإنسانية هي الأساس، حيث أن الزيارة تأتي في ظل توتر مشوب بحذر في العلاقات العربية الإسلامية مع فرنسا، والموقف المصري واضحا في محاول تقريب وجهات النظر مع الجانب الفرنسي.

وأضافت: "في الإجمال استطاع كلا الرئيسين تحقيق مكاسب من الزيارة، حيث إن ماكرون بحاجة لنجاحات على المستوى الخارجي لمجابهة التحديات والمظاهرات الداخلية، وتعزيز دوره في قيادة الاتحاد الأوروبي ومواجهة الخطر التركي، وتثبيت دور لفرنسا في حوض المتوسط، ويحتاج السيسي لنجاحات اقتصادية وعسكرية وتقوية موقفه أمام التحديات في المتوسط وليبيا وملف سد النهضة، وأيضا يحتاج للدفاع عن وتسحين سمعة النظام السياسي في قضايا الحريات، استعدادا لمواجهة محتملة مع الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي الجديد"، حسب قولها.


مواضيع متعلقة