مزارع الفيوم السمكية.. باب رزق المعيلات والكادحين

كتب: أسماء أبو السعود

مزارع الفيوم السمكية.. باب رزق المعيلات والكادحين

مزارع الفيوم السمكية.. باب رزق المعيلات والكادحين

مع فجر كل يوم يستيقظ العشرات من العاملين بالمزارع السمكية بمنطقة فانوس التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم، للذهاب إلى عملهم في المزارع السمكية، غير آبهين ببرودة الطقس، وينتشر الصيادون في أحواض المياه مُمسكين بشباك بين أيديهم لاصطياد الأسماك من الحوض تمهيدًا لبيعها.

هناك من يغوص في المياه ويستخرج الأسماك، وهناك من ينقلها من الحوض إلى منطقة التجميع، وآخر يغسلها بالمياه، بينما يقوم أحدهم بوزنها وتقسيمها في الصناديق حسب كمية كل تاجر، بينما تجلس السيدات لتشتري كمية محدودة تبيعها في الأسواق من أجل توفير حفنة جنيهات تقضي بها حاجة أسرتها، وفي النهاية تعددت الأعمال والرزق واحد.

يقول محمود قطب "صاحب مزرعة سمكية" أنّه أنشأ تلك المزرعة منذ 5 أعوام، ويستيقظ فجر كل يوم ليستقبل الصيادين الذين يتنافسون فيما بينهم للحصول على أفضل وأكبر كمية من السمك ليبيعوها في الأسواق أو لتوزيعها على بعض المطاعم ومحال بيع الأسماك.

وأوضح "قطب" أنّ المزرعة سببًا في رزق الكثيرين، فيعمل بها عمال لإطعام السمك وتغيير المياه، بالإضافة إلى صيادين لاستخراج الأسماك من المياه في وقت بيعها، وعمال تنقل الأسماك من منطقة الأحواض إلى منطقة البيع، بالإضافة إلى التجار الذين يشترون الأسماك منه وبينهم عدد كبير من السيدات.

وكشف قطب أنّ المزارع السمكية تعمل بنظام الدورات، حيث يتم إلقاء الذريعة في حوض المياه وإطعامها من 6 إلى ثمانية أشهر حتى يصبح وزنها مُناسبًا للبيع، مؤكدًا أنّ مزرعته تضم السمك البوري والبلطي والثعابين والشبار.

وأشار إلى أنّه يبدأ في بيع السمك حينما يتراوح حجم السمكة بين نصف إلى كيلو في السمك البلطي، وبين كيلو إلى كيلو ونصف في السمك البوري، أمّا الثعابين فتتراوح أوزانها عند البيع من كيلو ونصف إلى ثلاثة  كيلو.

وبيّن قطب أنّ السمك يتم صيده من الأحواض ثم يتم وضعه على "مصفاه كبيرة ليتم غسله من الطين، ثم وزنه ووضعه في الصناديق وتحميله في السيارات تمهيدًا لبيعه في الأسواق، موضحًا أنّ أسعار البطلي الجامبو يتراوح بين 30 إلى 35 جنيهًا، فيما يتم بيع البلطي الوسط بـ 25 جنيهًا للكيلو، أمّا الصغير ويسمى "شبار" يتم بيعه ب 20 جنيهًا أو أقل حسب الإقبال عليه، بينما يبلغ سعر كيلو البوري 50 جنيهًا للجامبو، و45 جنيهًا للوسط، و40 جنيهًا للصغير، لافتًا إلى أنّ الأسعار تتغير بشكل يومي وليست ثابتة.

وعلى جانب آخر تجلس "أم محمد" التي رفضت التصوير رغم أنّها تُخفي وجهها بحجاب، وقالت إنّ تجارة الأسماك مهنة شاقة ولكنها اضطرت للعمل فيها بعد وفاة زوجها لعدم وجود مصدر رزق لهم، فاضطرت إلى الخروج من قريتها "شكشوك" التي تبتعد مسافة كبيرة عن "فانوس" وتأتي فجر كل يوم لشراء كمية من الأسماك وبيعها في الأسواق، قائلة "كله بياكل عيش من المزارع السمكية خصوصًا بعد خلو بحيرة قارون من الأسماك نتيجة الدودة السامة".

وبحلول العاشرة صباحًا ينتهي توزيع السمك وتغادر عربات التجار محملة بالأسماك، كما يغادر الباعة البسطاء والبائعات حاملين الأسماك في أواني كبيرة في أحد "التروسيكلات" فيما يغتسل عمال المزرعة ويرتدون ملابسهم ويذهبون إلى منازلهم بعدما حصلوا على أجرهم "اليومية" بالإضافة إلى الحصول على "أكلة سمك" سواء منحهم التاجر إياها أو صاحب المزرعة.

 


مواضيع متعلقة