أسرار في حياة الموسيقار طارق عاكف.. أهدته لطيفة جائزة دبي لأفضل مطربة

كتب: ماهر هنداوي

أسرار في حياة الموسيقار طارق عاكف.. أهدته لطيفة جائزة دبي لأفضل مطربة

أسرار في حياة الموسيقار طارق عاكف.. أهدته لطيفة جائزة دبي لأفضل مطربة

إهداء الفنانة التونسية لطيفة، جائزتها التي حصلت عليها أمس الأول كأفضل مطربة في 2020، في مهرجان دبي «Diafa»، لروح الموسيقار الراحل طارق عاكف، تكريما له على التعاون بينهما في اللحن والتوزيع الموسيقى لمدة تزيد على 30عاما، لفتة جميلة اتجهت إليها أنظار الوسط الفني، و كبار المطربين الذين نعو الراحل بحفاوة بالغة عقب وفاته منذ حوالي أسبوع، على صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المتعددة والمواقع الإلكترونية. 

الوجه الآخر للموسيقار الراحل.. دائم على ختم القرآن ورعاية الأيتام وتجهيز العرائس الفقراء

«الوطن» تنشر الوجه الآخر والعديد من الأسرار وكواليس الزهد والورع التي لا يعرفها الكثيرون في حياة الموسيقار الراحل طارق عاكف، الذي تعاون مع أكثر من 60 من أشهر المطربين المصريين والعرب، لاسيما في السنوات الأخيرة من حياته، وذلك من خلال اتصال هاتفي أجريناه بوالدته الحاجة زينب، والتي قالت إن وفاته جاءت بشكل مفاجئ، بعد ارتفاع السكر لديه إلى 700، وكان دائم التردد عليها في شقتها بمنطقة الهرم، ليطعمها بيديه، ولم ينقطع عنها في زياراته مدى الحياة، إلا قبل وفاته بثلاثة أيام، بسبب مرضه.

والدته: أنفق كل ثروته في سبيل الله.. وكان يقبل بطن قدمي في كل زيارة

وأضافت الحاجة زينب، في حديثها لـ «الوطن»، أن طارق عاكف أكبر أبنائها، ولديها شقيقه الأصغر أمين، وشقيقته نيفين، وكان يعتبر نفسه كبير العائلة، ودائم الزيارات لأفراد العائلة يلبي جميع طلباتهم، على الرغم من انشغالاته وسفرياته الكثيرة في كل دول العالم، مؤكدة أنه كان إنسانا بمعنى الكلمة، وكان رقيق المشاعر، ملتزما دينيا لأبعد الحدود ويحرص على ختم القرآن الكريم كل شهر، ولا يمر عام إلا ويؤدي فريضة الحج أو العمرة على مدار أكثر من 20 عاما.

وأشارت إلى أن الراحل كان يحرص على أداء الصلوات في جماعة، وارتداء الجلابية البيضاء عند النزول للمسجد، وأنه أنفق كل ثروته المالية في الأعمال الخيرية والإنسانية دون أن يخشى الفقر في محيط منطقته السكنية وغيرها، وكان حريصا ألا يعرف أحد هويته أو شخصيته الحقيقية، وكلما حاول أحد من المقربين إليه في العائلة أو في الوسط الفني، أن ينصحه للاقتصاد في الانفاق كان يستشهد بالآيات القرآنية وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يحفظ الكثير منها عن ظهر قلب، بأن الإنفاق في سبيل الله وسبيل إسعاد الفقراء والمحتاجين، لن يفقر الإنسان المنفق أبدا، بل سيزيده غنى وبركة.

عجل وخروف شهريا للفقراء والمحتاجين في منطقته السكنية وخارجها 

وتابعت قائلة: إن إنفاق الموسيقار الراحل، وصل إلى حد أنه كان يذبح كل شهر "عجلا وخروفا" لتوزيعه على الفقراء، وكان يشترط على محل الجزارة الذي يقوم بعملية الذبح، ألا يقل  وزن كل كيس يوزعه، عن 5 كيلو جرامات، مضيفة أنه كان يقول للجزار«خلي الناس المحرومة من اللحمة لما تلاقيها تشبع».

وأضافت الحاجة زينب قائلة وهي تبكي "ابني بإذن الله في الجنة ونعيمها كان يحرص كلما جاء لزيارتي سواء كان مرتديا ثوبا شعبيا "الجلبية" أو الزي الرسمي "بدلة وكرافتة"، أن يركع بركبيته على الأرض ويقبل بطن قدمي الاثنتين مرددا "هنا الجنة هنا الجنة"، ولاينهض إلا بعد أن أترجاه"،  مؤكدة أن الفنانة صابرين، وهي من أقاربنا، شاهدة على كل أعماله الخيرية، حيث كان يقوم برعاية كثير من الأسر الفقيرة التي فقدت عائلها، وتخصيص مرتبات شهرية لها، ورعاية الأيتام والإنفاق عليهم، وتزويج العرائس ذكور وإناث "من الألف للياء"، لدرجة أنه كان اشترى للبعض منه شقق تمليك وللبعض الآخر، دفع مقدمات شقق إيجار قديم كنوع من تحقيق الاستقرار للمتزوجين حديثا. 

وتابعت قائلة: "عيد ميلاده كان من يومين، واتصل ثلاثة من أصدقائه يخبروني أنهم أدوا ثلاث عمرات عنه هدية منهم لروحه في عيد ميلاده".

سدد ديون 80 ألف جنيه لسيدة لا يعرفها.. وأوصى بتشييع جنازته من السيدة نفيسة 

وفي ذات السياق التقت "الوطن"، ببعض المقربين من الموسيقار الراحل طارق عاكف، الذين أكدوا أنه كان يحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان في كل عام، يختم فيها القرآن الكريم مرات كثيرة، فضلا عن أنه كان يخصص ثلاثة أيام من كل شهر للتفرغ فيها للعبادة في مساجد كثيرة في القاهرة والمحافظات، دون أن يعرف أحد أنه الموسيقار المشهور، حتى أنه كان يرتدي الجلباب الأبيض ببساطة شديدة، ويوزع أموالا كثيرة على فقراء كل منطقة يذهب إليها دون أن يعرف أحدا فيها أو يعرفه أحد.

وحكى أحد المقربين من الراحل، أنه كان منذ أكثر من 20 عاما، في زيارة صديق له في مكان بعيد عن محل سكنه، وتصادف مروره على سوبر ماركت، يقف أمامه عدد كبير من السكان وتتعالى أصوات الصخب، وسيدة مسنة تبكي بشدة في شكل لافت للنظر، حيث تبين أن مسئولي أحد البنوك استدعوا الشرطة للحجز على السوبر ماركت، بسبب الديون المتراكمة لصاحبته لدى البنك، والتي وصلت إلى 80 ألف جنيه، وكان مبلغا ليس بسيطا في ذلك الوقت، ولما اقترب من السيدة المسنة، وعرف أن الديون   كان سببها إنفاق أرباح السوبر ماركت على مرض زوجها المصاب بسرطان، طلب من مسئولي البنك إمهاله 24 ساعة، وتحديد موعد حتى يُحضر المبلغ المطلوب، وفي اليوم التالي جاء ومعه "كيس بلاستيك أسود"  كان به المبلغ المطلوب وسدده كاملا، وحصل على جميع المخالصات، دون أن تعرف صاحبة السوبر ماركت حتى اليوم من هذا الشخص الغريب الذي سدد هذا الدين الكبير.

ولفت إلى أن الموسيقار الراحل أوصى أن تشيع جنازته من مسجد السيدة نفيسة، وأن يختم المقربون منه القرآن في أول ليلة له في القبر، ويداوموا على قراءة الفاتحة له.

نعاه وزيرة الثقافة وتركي آل الشيخ.. فقدنا صانع للموسيقى مبدع ومتميز.. وجورج وسوف: شو بدي أحكي عن حزني

جدير بالذكر الموسيقار طارق عاكف، توفي يوم 23 نوفمبر الماضي، ونعاه أشهر نجوم الطرب المصريين والعرب على صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، وكان أول من نعاه ترك آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية قائلا: "فقدنا صانعا للموسيقى مبدعا ومتميزا".

كما نعته الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، وكوكبة من المطربين من بينهم لطيفة وأحلام وراغب علامة وعلى الحجار وجورج وسوف الذي  نعاه قائلا "شو بدي أحكي عن حزني"، ونبيل شعيل وشيرين عبد الوهاب وأنغام والمنتج محسن جابر.


مواضيع متعلقة