"مروان" عارض أزياء يتحدى "متلازمة داون": عند سنتين وبيحلم بالاحتراف

"مروان" عارض أزياء يتحدى "متلازمة داون": عند سنتين وبيحلم بالاحتراف
لن ترى مروان محمد، إلا طفلا طبيعيا يعانى فقط من بعض التأخر فى المشى والكلام، إذ ترفض الأم أى محاولات لمعاملة طفلها الذى لم يتجاوز العامين، على أنه مريضا بمتلازمة داون، يستحق الشفقة أو العزل الاجتماعي، إذ ترجمت هذه الرؤية والتوجه عبر صنع حساب على موقع "إنستجرام"، لطفلها يقدم من خلاله إطلالات مختلفة، ليصبح أصغر عارض أزياء مصاب بمتلازمة دوان.
كروموسوم زيادة = حب زيادة
"أنا بسمي حالة مروان أنه عنده كروموسوم زيادة، جاء عن طريق حب بزيادة"، بهذه الكلمات وصفت إسراء محمود، 28 سنة، من محافظة الشرقية، حالة ابنها، التي أثارت صوره انتباه كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، لفرط جمالها وعذوبتها، والبراءة التى تبدو فى ملامح صغيرها.
وعن تحول ابنها إلى عارض أزياء، تقول: "الفكرة بدأت من فترة قليلة، لما كنت فى جروب وقالوا نزلى صور لابنك، وبدأت اخد صور لمراون، ولاقيته بيستجيب بسهولة، وبالعكس بيحب الموضوع وبيعمل حركات مضحكة، فقررت أن يكون له حساب على انستجرام كأصغر موديل مصاب بمتلازمة داون".
مش هخبي ابني بسبب متلازمة داون
تحكى "إسراء" بداية معرفتها بمرض ابنها، موضحة أنها جاءت عن طريق الصدفة: "اكتشفنا أنه عنده تأخر فى الكلام والمشى، فى البداية أنا جالى انهيار شوية، لكن بعد كده بدأت أفكر أن لازم أكون قوية، علشان ابنى يلاقى اللى يسنده فى مرضه".
تضيف: "وديته لمركز تنمية مهارات، وفعلا بدأ يستجيب الحمد لله، وهناك قالوا لى إن ابنى أحسن من غيره، لكن فضل عندى هاجس إن ده مش كفاية، وإن لازم الناس تعرف إن مريض داون لازم يتعامل زي غيره".
أنجبت إسراء، قبل مروان طفلان: 6 سنوات، و5 سنوات، بلا أى أمراض: "فيه ناس لما تشوف مروان يسألونى ده وراثة؟ ويكون الرد: لأ مفيش حد فى عيلتنا كده، وده يأكد أن المرض ممكن يجى لأى حد صدفة، وده خلانى أرفض أعزل ابنى اجتماعيا، أو أنى أخبيه عن الناس، أو أنى أكون خايفة أو مكسوفة من وجوده، بالعكس أنا دايما بأكد أنى فخورة بوجوده".
التوعية بأهمية الدمج المجتمعى
لا تكتفى "إسراء" بنشر صور "مروان" التى تلتقطها بنفسها فى المنزل، بل تعمل على وضع كتابات تؤكد أن مرضى "داون" لا يمكن أن يكونوا عائق فى حياة أسرهم: "شهر أكتوبر اللى فات، كان شهر التوعية بمتلازمة دوان، نزلت فيه صور كتير لمروان، وبانرات".
تابعت: "شرحت أهمية الدمج المجتمعى لمروان وأطفال زيه كتير، مش علشان مستقبل الأطفال أنه يكون أحسن، لكن كمان علشان أسرهم وعائلاتهم تقدر تعيش حياتها من غير خوف أو قلق، وكل اللى بتمناه أن مروان يكون موديل أعلانات أو ماركة تجارية علشان الفكرة تنتشر وتوصل لكل الناس".