اشتغل في المعمار والبوفيهات.. "أحمد" 7 صنايع لتوفير مصاريف الهندسة

اشتغل في المعمار والبوفيهات.. "أحمد" 7 صنايع لتوفير مصاريف الهندسة
عمره الصغير وملامحه التي لا تزال تحمل من أثار الطفولة شيئًا، بعيدة كل البعد عن المهن التي امتهنها منذ أن كسر حاجز العشر سنوات، لم يجد حرجًا في العمل بمهنة المعمار، رغم صعوبتها، ولم يرفض عرضًا جاء إليه، دون سعي منه، من أحد أهالي قريته للعمل في بوفيه أحد سراداقات العزاء أو أحد شوادر الأفراح الشعبية، يقدم مشروبات للحضور باختلاف طبيعة المناسبة، تتأقلم يداه على طبيعة كل مهنة حتى مهنة الخياطة كان له نصيب منها.
"والدي فلاح وموظف بسيط مش بحب أطلب منه حاجة وبصرف على نفسي"، بتلك العبارة بدأ "أحمد علي" في سرد رحلته لـ"الوطن"، مع المهن الصعبة من أجل حلم الالتحاق بكلية الهندسة، "ما الضير في أن يتعلق بقشة العشم والمحاولة"، هكذا ناجى "أحمد" ابن مركز صان الحجر بالشرقية، نفسه ذات يوم، فاتجه إلى العمل منذ أن تجاوز العشر سنوات.
عمل في مهنة المعمار لكسب مال ينفق منه على دراسته
اصفرت يداه من أثار الرمال والأسمنت بعد أن انخرط في العمل بمهنة المعمار، المحارة التي تصيب جسده بحساسية، احترفها رغم صغر سنه، بلاطات السيراميك بشتى أنواعها يبدع في تركيبها متجاورة خلال عمله كـ"مبلط" فترة من الزمن، "مبقعدش في البيت خالص غير لو كنت عيان"، حتى رغم إصابته بالغضروف في ظهره لم يستسلم لتعبه من أجل كسب المال وإكمال تعليمه.
دبلوم الثانوية الصناعية كان الخيار الوحيد أمام المراهق الشرقاوي صاحب الـ17 عاما، لعدم قدرته على تحمل نفقات الثانوية العامة، نظرات الناس من حوله لم يعير لهم بالًا، نظم ساعات يومه بين دراسته وبين العمل في مهن مختلفة، وقع اختياره على قسم تشغيل المعادن كخطوة في سلم طويل عليه صعوده كاملا للوصول إلى مرمى حلم الالتحاق بكلية الهندسة، بعد إجراء شهادة معادلة.
يتنقل بين العزاءات والأفراح والمناسبات للعمل في البوفيه
بين شوادر العزاءات والأفراح الشعبية في نطاق محافظته، يتنقل الإبن الأوسط لوالديه للعمل في تقديم المشروبات والأطعمة في "البوفيه"، يقطع مسافات طويلة أحيانا تصل إلى نحو 10 كيلو متر لمكان المناسبة،"لو حد طلب بوفيه في عزا أو فرح أو أي مناسبة بروح عشان أكسب فلوس الشغل مش عيب" ، بحسب تعبيره.
أمام ماكينة الخياطة، كثيرا ما جلس المراهق يخيط ملابس بأشكال شتى، وظيفة أخرى امتهنها لكسب المال، تبدو أقل صعوبة عن المعمار إلا أنها كلفته كثيرا من وقته وجهده،"جالي الغضروف وأنا في السن ده بس لازم أشتغل عشان مصاريف دراستي" ولا يزال حلم الالتحاق بكلية الهندسة متشبثا برأسه لايمل من السعي إليه، بحسب وصفه.