"4 بـ5 جنيه".. تحذير طبي من خطورة كمامات المترو: هل يعاد غسلها وبيعها؟

"4 بـ5 جنيه".. تحذير طبي من خطورة كمامات المترو: هل يعاد غسلها وبيعها؟
ما إن تطأ قدماك عربات مترو الأنفاق، وتستمع إلى نداءات الباعة الجائلين عن ما يعرضونه من منتجات مختلفة بينها "الكمامة الطبية"، أهم ما يبحث عنه المواطن حاليا، في ظل تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وتشديد الرقابة على ارتداءها داخل المترو، حيث لن يسمح بدخول أي راكب بدونها، ومن يخالف ذلك سوف يعرض نفسه للغرامة القانونية، حسبما تقول الرسالة الصوتية المسجلة داخل المحطات، إذ تقدر العقوبة بغرامة مالية قدرها 4 آلاف جنيه.
في المترو.. 4 كمامات بـ5 جنيهات
"4 كمامات بـ5 جنيه"، هكذا يروج البائعون لمنتجهم، الذي يتواجد داخل أكياس بلاستيكية بلا أي علامة تجارية، تشير إلى مصدرها أو تؤكد أنها مطابقة للمواصفات الطبية، بجانب ترويجهم لـ"ماسك الكمامة" بقيمة جنيها واحدا.
يعد المترو بالنسبة لـ"نورهان محمد"، خريجة كلية العلوم جامعة عين شمس، أسرع وسيلة للحاق بعملها، لكنها ترى تلك الكمامات التي تباع في محيط محطات المترو وداخل عرباته "غير آمنة"، كونها لا تعلم مصدرها، خاصة أنها تباع في الصيدليات الواحدة على الأقل بـ3 جنيهات، بحسب قولها لـ"الوطن"، مشيرة إلى أنه في المقابل يجد البعض ذلك السعر مناسبا للحصول على القناع يوميا، ويوفر لهم في الميزانية الخاصة.
خلال رحلات مختلفة، رصدت "الوطن" محاولات عدة للباعة الجائلين للإعلان عن منتجاتهم خفية من شرطة النقل والمواصلات، حتى لا يتعرضون للغرامة المالية، إذ يخفون بضاعتهم داخل حقائب، وعند توقف عربات المترو، يجلسون كأنهم ركاب فقط وليسوا باعة، حتى أنهم ينبهون بعضهم البعض أثناء تواجد حملات مكثفة.
سعر الكمامة التي يقدمها باعة المترو لا يبدو رخيصا بالنسبة لتجارب بعض الشباب، لكن ما يشغل بال بعض الركاب هو مصدرها في ظل الحديث المتزايد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن إمكانية إعادة تدويرها الكمامات بغسلها بعد جمعها من القمامة.
تحذير طبي من كمامات المترو
يقول الدكتور محمد عزالعرب، أستاذ الباطنة والكبد بالعهد القومي للكبد والأمراض المعدية والمستشار الطبي للمركز المصري الحق في الدواء، إن الكمامة تعد من بين المستلزمات الطبية التي لا يجب أن تكون بين أيدي الباعة الجائلين، فالحصول عليها بشكل آمن وقانوني من خلال الصيدليات وأماكن بيع المستلزمات الطبية.
ويضيف عز العرب لـ"الوطن"، أن الكمامة بأيدي الباعة الجائلين تعد خطرا كونها مجهولة المصدر، فضلا عن أهمية معرفة مكان تصنيعها ومدى مطابقتها للمواصفات، وإنتاجها داخل مصنع مسجل تحت إشراف الدولة، متابعا: "مينفعش تباع بالواحدة، بالإمكانية تصنيعها بأماكن تحت بير السلم مستخدمة مواد سيئة وغير مطابقة للمواصفات، وقد تكون حاملة ميكروبات وجراثيم".
ويؤكد المستشار الطبي للمركز المصري الحق في الدواء، أن الكمامة الطبية المطابقة للمواصفات مكونة من 3 طبقات وفلتر يحتوي على مادة "ميلت لون"، التي تستورد من الخارج.
المترو: حملات مكثفة ضد الباعة
علق أحمد عبد الهادي المتحدث الرسمي باسم مترو الأنفاق، على ظاهرة الباعة الجائلين، إذ قال لـ"الوطن"، إن هناك حملات أمنية مكثفة بصفة دائمة بجميع محطات المترو عبر الخطوط المختلفة، بالتعاون مع شرطة النقل والمواصلات، لضبط الباعة والمتسولين والقضاء على هذه الظاهرة، لافتا إلى أنهم يواجهون 100 جنيه غرامة، وتحرير محضر شرطة يتحول إلى النيابة.