"وادي اللقاحات": آمن وفعّال.. وننتظر موافقة "هيئة الدواء" لتصنيع 15 ألف عبوة

"وادي اللقاحات": آمن وفعّال.. وننتظر موافقة "هيئة الدواء" لتصنيع 15 ألف عبوة
لم يتبق أمامهم إلا تجربة واحدة لتحقيق الإنجاز، وتكتمل خطوات ومراحل تجهيز وتحضير أول لقاح عربى ضد «كورونا»، يقدمه علماء المركز القومى للبحوث التابع لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، والتى يجرى حالياً الانتهاء من جميع التجهيزات المتعلقة باستعدادات المصنع المخصص لتصنيع اللقاح، خلال الأسابيع القليلة المقبلة والتى ستبدأ بإنتاج 15 ألف عبوة من «الفاكسين» المصرى لبدء التجارب الإكلينيكية على المتبرعين.
خطوات متسارعة يخطوها الأساتذة والباحثون والفنيون بمصنع «وادى اللقاحات» الكائن بـ6 أكتوبر، للانتهاء من جميع الإجراءات المتعلقة ببدء التجارب الإكلينيكية على الحيوان للتأكد من بعض النتائج الخاصة باللقاح وإدراجها بالملف وتقديمها للجهات المختصة لبدء التجارب.
وقال الدكتور محمد محمود طه، الاستشارى العلمى بشركة وادى اللقاحات، وأحد الأستاذة المكلفين بمراجعة ملف اللقاح وتجهيزه لإعداده للجهات المختصة، أن للفاكسين عدداً من المواصفات لتداوله والتعامل به، تتمثل فى درجة الأمان، وقلة الأعراض الناتجه عنه، وسهولة تنقله واستخدامه، لافتاً إلى أن اللقاح سيتم أخذه على جرعتين كل 28 يوماً. وأوضح «طه» أن الفاكسين تكمن أهميته فى الحماية من الأعراض الخطيرة وتقليل فرص انتشار المرض والعدوى: «اللقاح سيسهم فى تقليل فرص سرعة انتشار المرض، وذلك لأن سرعة إفراز الفيروس فى جسم الإنسان تقل، وبالتالى يسبب عدوى لعدد أقل»، مضيفاً أن تصنيعه عامة يحتاج للعنصر البشرى الماهر والبحث المتميز والاستعدادات للتصنيع، مشيراً إلى أن تحضير اللقاح والتصنيع والتجارب التى ستتم على المصريين، ستكون أول مرة يتم عملها فى مصر، مضيفاً أن علماء المركز انتهوا من جميع الإجراءات المتعلقة بالتجارب والأبحاث المعملية للقاح. وأضاف أن هيئة الدواء المصرية أشارت إلى بعض الملاحظات لبدء التجارب الإكلينيكية للقاح المصرى لبدء التصنيع، والمتمثلة فى إجراء عدد من الاختبارات والتجارب التأكيدية، منها تأكيد خلو اللقاح من مرض السل، منوهاً بأنه ستجرى الاختبارات التأكيدية للقاح خلال أيام، مشيراً إلى أنه سيتم تطبيق نفس الإجراءات التى اتخذها المركز القومى فى التجارب على الحيوانات، ولكن بصورة متسارعة للتأكد من النتائج.
السعر سيكون أقل بكثير من المستورد.. والتجارب الإكلينيكية على المتبرعين خلال أسابيع
وتابع «طه» أن «سعر اللقاح المصرى سيكون أقل بكثير من المستورد، فضلاً عن أنه سيكون متوافراً للجميع، ويمكن نقله لأى مكان وتخزينه تحت أى درجة حرارة معينة»، منوهاً بأن اللقاح المصرى بعد التأكد من سلامته وقدرته المناعية يمكن استخدامه فى أى منطقة أو دولة بعد إجراء التجارب الإكلينيكية له على المواطنين، لافتاً إلى أن بدء التجارب الإكلينيكية للقاح المصرى سيكون خلال أسابيع، وذلك بعد الانتهاء من جميع التجارب التأكيدية، مضيفاً أن فاكسين فالى له خبرة كبيرة فى التعامل مع إنتاج اللقاحات عامة، مشيراً إلى أنه تم إنتاج لقاح إنفلونزا الطيور، وعدد من اللقاحات كلقاح الحمى «النسرية»، وهو الذى يصيب الحيوان ثم الإنسان، مضيفاً أن هيئة الدواء تؤدى دوراً عظيماً فى سرعة الإجراءات والتأكد من فاعلية اللقاح، مؤكداً أنها ترغب فى أن يكون الملف المتعلق باللقاح كاملاً دون أن يكون هناك أى علامات أو نواقص.
وقال الدكتور أحمد السنوسى، أستاذ علم الفيروسات بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة، إن «اللقاح المصرى covied vacc1، سيكون آمناً وذا فاعلية أكيدة على الفيروس، وذلك لأنه يعمل على تحفيز الجهاز المناعى لجسم الإنسان»، مؤكداً أن أى لقاح فى العالم لا يعطى مناعة أكثر من 4 شهور، موضحاً أنه سيتم التحصين كل موسم، مشيراً إلى أنه ما دام الوباء سارياً سيكون التحصين كل فترة، لافتاً إلى أن التعامل سيكون مثل طبيعة التعامل مع الإنفلونزا العادية، مشيراً إلى أن سلالة كورونا تتسم بهذه الخصائص.
وأضاف «السنوسى» أن هيئة الدواء المصرية تتابع لحظة بلحظة جميع متطلبات ملف اللقاح مع المصنع الذى سيقوم بالتصنيع، وذلك للتأكد من فاعلية اللقاح وإيجابيته: «إحنا بنجهز الملف ليقدم ككل للجهات المعتمدة العالمية والمحلية»، منوهاً بأن للقاح المصرى أعراضاً مثل باقى اللقاحات تتمثل فى السخونة، مشيراً إلى أن المادة المنشطة المستخدمة فى اللقاح مخففة ولا توجد لها تأثيرات ضارة، وعندما يتم حقنها فى 1000 شخص، فإن العدد المتوقع أن يكون هناك أثر لموقع الحقن يكمن فى 3 أو 5 أشخاص، وذلك نتيجة الحساسية المفرطة لديهم. وتابع أن «الفاكسين المصرى للقاح، يعتبر أول لقاح يتم تحضيره وإجراء التجارب الإكلينيكية على المتبرعين»، لافتاً إلى أنه بعد الانتهاء وأخذ الموافقة النهائية من قبل هيئة الدواء بشأن تجهيزات المصنع، سيتم تصنيع 15 ألف عبوة على 3 مجموعات كمرحلة أولى للتجارب الإكلينيكية على الحيوانات للتأكد من فاعليتها، ومن ثم بعد ذلك يتم اختيار «باتش واحد منها للتطبيق والتنفيذ على المتبرعين»، مضيفاً أن المصنع معد لتجهيز كميات كبيرة من اللقاح وطرحها فى حال الموافقة وثبوت نجاحه، مشيراً إلى المكان الذى يجرى تجهيزه لخطوط الإنتاج المتعلقة بالفاكسينات لاستيعاب كافة المعدات التى تؤهلها لتصنيع الملايين من عبوات اللقاح. وأضاف أستاذ علم الفيروسات أن «متطلبات الهيئة بشأن تلك التجهيزات ستمثل عبئاً على أصحاب مصنع وادى اللقاحات، وأنها ترغب فى الحصول على الجرعة التجريبية من المكان المراد به التصنيع، وذلك للتأكد من أمان اللقاح، والتأكد من اختباره، أبرزها خلو الفيروس من السل»، مؤكداً أن هناك فرقاً كبيراً بين الكفاءة والتجهيز وبين المركز القومى والمصنع المخصص للتصنيع، من حيث الكفاءة والخطوات للأمان والتعبئة والتغلف، مشيراً إلى أن منطقة المصنع المتعلقة بإنتاج اللقاح مقسمة لجزءين، الأول يتعلق بالخلايا والثانى يتعلق بالفيروس.