جيهان العسال: لا يوجد دليل يثبت تحور كورونا عالميا حتى الآن (حوار)

كتب: مريم الخطري

جيهان العسال: لا يوجد دليل يثبت تحور كورونا عالميا حتى الآن (حوار)

جيهان العسال: لا يوجد دليل يثبت تحور كورونا عالميا حتى الآن (حوار)

قالت الدكتورة جيهان العسال، نائب رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بـوزارة الصحة والسكان، إن فيروس كورونا استطاع تغيير المنظومة الصحية على مستوى دول العالم، مؤكدة أن مصر لم تدخل الموجة الثانية لكورونا حتى الآن.

وأوضحت العسال، في حوار مع "الوطن"، أنه لا صحة بأن الفيروس ينتشر في درجات الحرارة المنخفضة فقط، مشيرة إلى أن هناك زيادة متوقعة في أعداد المصابين بفيروس كورونا خلال الفترة المقبلة، والبروتوكول العلاجي الجديد يتناسب مع الموجة الثانية ومزود بأدوية لمتلازمة ما بعد كورونا، كاشفة عن متابعة الدولة لملف اللقاحات عن كثب، وإلى تفاصيل الحوار.

** بداية، بعد مرور نحو عام على جائحة كورونا، كيف ترين هذا الوباء وخصائصه؟

- جائحة كورونا، غيرت منظومة الصحة على مستوى دول العالم، لأن الفيروس غامض وسريع الانتشار واستطاع أن يصيب أكثر من 60 مليون حالة حول العالم، وقد اكتشف في السعودية للمرة الأولى، وأعراضه تتشابه كثيرا مع أعراض الإنفلونزا الموسمية، وما زال البحث جاري على توفير لقاح فعال له، وجميع الشركات العالمية الكبرى تسعي إلى إنتاج لقاح للفيروس للتقليل من مخاطر انتشاره، ولكن حتى الآن معظم اللقاحات التي تم توافرها ما زالت قيد التجارب السريرية.

الفيروس لم يتحور 

** وهل تغيرت طبيعة الفيروس أو حدث تحور جيني له؟

- لا يوجد أي دليل علمي حتى الآن يثبت تحور الفيروس حول العالم، سواء للقوة أو الضعف، وهو ما نصت عليه منظمة الصحة العالمية، ولا يوجد دليل على أن الفيروس في طريقه للضعف أو التحور ليكون أقل حدة كما تداول البعض في الفترة الأخيرة، والفيروس في البداية كان يهاجم الجهاز التنفسي فقط، وكانت الأعراض المعروفة ارتفاع درجة الحرارة وضيق التنفس والحمى والسعال وفقدان حاستي الشم والتذوق، ولكن مؤخرا تم ملاحظة أن الفيروس يهاجم الجهاز الهضمي أيضا وكذلك العصبي أو بمعني أدق الفيروس أصبح يهاجم الجسم كله.

تغير فصول السنة

** وماذا عن انتشار الفيروس في الشتاء أكثر من الصيف، لاسيما مع ملاحظة ارتفاع أعداد المصابين؟

- منذ تفشي جائحة كورونا، خرجت بعض الآراء التي تشير إلى أن الفيروس يزيد مع انخفاض درجات الحرارة، ولكن مع زيادة حدة الفيروس في البرازيل والمناطق الحارة، أكدت منظمة الصحة العالمية عدم تأثر الفيروس بدرجات الحرارة في انتقال العدوى، حيث لم يثبت حتى الآن أن تغير الفصول له علاقة بقوة الفيروس، ولكن هو مثل باقي الأمراض التنفسية ينتشر في الشتاء بنسبة معينة.

** وكيف ترى فصل الشتاء، وهل هناك تخوفات من تكرار سيناريو الغلق في يوليو الماضي؟

- هناك تخوفات بالفعل من الزيادة خاصة في فصل الشتاء، وقرار الغلق ليس اختصاصنا، ولكن الإجراءات الاحترازية ما زالت هي الحل الأمثل، وكما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فإن السلاح الفعال للوقاية من الفيروس هو وعي المواطنين، والفترة الأخيرة لاحظت اللجنة العلمية استهتارا من قبل المواطنين في عدم ارتداء الكمامات أو الالتزام بشكل عام بالإجراءات الاحترازية، وبشكل عام فيروس كورونا "مكمل معانا شوية والتعايش ليس معناه التهاون".

مصر لم تدخل الموجة الثانية حتى الآن 

** هل دخلت مصر الموجة الثانية للفيروس خاصة بعد زيادة الأعداد؟

- مصر لم تدخل الموجة الثانية لفيروس كورونا حتى الآن، ونحن حتى الآن في الموجة الأولى، وما يحدث هو زيادة عدد الحالات فقط، وهي زيادة توقعتها اللجنة خاصة مع دخول فصل الشتاء، وانتشار الأمراض التنفسية بشكل عام في فصل الشتاء، الذي يصاحبه غلق المواطنين الشبابيك والرغبة في التدفئة.

** تم الإعلان عن بروتوكول استباقي استعدادا للموجة الثانية.. ما الاختلاف بينه وبين البروتوكول السابق؟

- البروتوكول الأخير سيتم الإعلان عنه بالتفاصيل الكاملة الأسبوع المقبل، وهو مختلف بالفعل ليتناسب مع طبيعة فصل الشتاء، إذ تمت إضافة مضادات الفيروسات وعقار الريمدسفير ومتلازمة ما بعد فيروس كورونا، وغيرها من الأدوية، وكافة أدوية الفيروس متوفرة بكافة مستشفيات العزل، ولا داعي للقلق فالبروتوكول الجديد يعمل على تقسيم المرضى من ناحية ظهور الأعراض، إذ يستخدم الأدوية التنفسية في أول 12 يوما من ظهور أعراض الفيروس، وبعد اليوم الثاني عشر يبدأ رد فعل الجسم لهذه الأدوية، وهذه الفترة يحتاج المريض إلى أدوية خاصة برفع المناعة.

** ولكن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن عقار الريمدسفير لم يأتِ بنتيجة جيدة أو بمعني آخر غير فعال؟

- لحسم هذا الموضوع، فعقار الريمدسفير أتى بنتائج جيدة، ويخفف من حدة الفيروس ويقلل من نسبة تواجد المصاب بالمستشفيات، فضلا عن أن استخدامه مبكرا قبل دخول الفيروس إلى الخلايا الرئوية يعطي نتائج جيدة للغاية، حيث أنه يقلل من تكاثر الفيروس، وعقار الريمدسفير مثل الهيدروكسي في بعض الدول لم يأتِ بنتائج، ولكن لدينا نتائج جيدة له مع المرضى.

** وماذا عن متلازمة ما بعد فيروس كورونا؟

- تم وضعها في الحسبان، وتم وضع أدوية خاصة بها في البروتكول العلاجي، ومتلازمة ما بعد كورونا تتمثل في الأرق وضيق التنفس لبعض الحالات، وهي أعراض تستمر لبضع أسابيع أو أشهر، ومع الالتزام بالأدوية تختفي "بإذن الله".

** بعد مرور ما يقرب من عام، هل زيادة الإصابات تسبب قلقا؟

- ليس هناك قلق كبير، لأن الأطقم الطبية أصبح لديها خبرة في التعامل بتروي وحكمة شديدة، ولكن القلق على المواطنين، الذين عليهم ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، من ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي وعدم المصافحة والتقبيل والأحضان والتهوية ثم التهوية، خاصة مع دخول فصل الشتاء، وعدم غلق الشبابيك قدر الإمكان، وعدم التواجد في المناطق المزدحمة والمناسبات والتقليل منها بقدر الإمكان.

نتابع اللقاحات المعلن عنها

** وما موقف مصر من للقاحات المعلن عنها؟

- الدولة تتابع عن كثب كافة التطورات والمستجدات بشأن اللقاحات العالمية وتنتظر نتيجة التجارب السريرية، وتم التعاقد مع هيئة (الكوفاكس) ومنظمة الصحة العالمية لتوفير عددٍ كافٍ من لقاحات فيروس كورونا المستجد فور ثبوت فعاليتها، بالإضافة إلي التعاون بين مصرو دول العالم في مجال توفير اللقاحات فور ثبوت فعاليتها، والمشاركة في إجراء الأبحاث الإكلينيكية مع بعض الشركات تمهيدًا للتصنيع، وهناك تجربة تمت المشاركة فيها وهي اللقاح الصيني، وتم الاشتراك بعدد من المتطوعين تحت شعار "من أجل الإنسانية".

** وكيف ترين تعامل الدولة مع ملف كورونا بصفة عامة؟

- مصر من أوائل الدول التي تعاملت مع الفيروس باحترافية من خلال الطب الوقائي، بداية من التنبيه بالجائحة، حيث كانت مصر في مقدمة دول العالم التي حذرت وفرضت إجراءات احترازية للحد من الفيروس، فضلا عن تجهيز المستشفيات وتطوير البنية التحتية والحملات التوعوية للمواطنين، كما وضعت الدولة المواطن في المقام الأول ولم تنظر إلى أي خسائر اقتصادية، وجميع الجهات عملت بتوازٍ مع بعضها البعض واستطعنا أن نسيطر على المرض، نعم لم ننتصر عليه ولكن سيطرنا عليه، واستطعنا وضع خططا وقائية عملت على التقليل من انتشار العدوى.


مواضيع متعلقة