"محمد" ضد الكسر.. طفل يجسد الطبيعة بلوحات "رسمها بعين واحدة"

كتب: سمر صالح

"محمد" ضد الكسر.. طفل يجسد الطبيعة بلوحات "رسمها بعين واحدة"

"محمد" ضد الكسر.. طفل يجسد الطبيعة بلوحات "رسمها بعين واحدة"

ملامحه تدل على صموده وإرادته، يبدو سعيدًا مليئا بالطاقة رغم ما مر به من صعاب منذ نعومة أظافره، فلم يستسلم للعيب الخلقي الذي ولد به في عدسات عينيه وحرمانه من الرؤية بالعين اليمنى، وطوع حبه للرسم في إبداع لوحات فنية تجذب الناظرين إليها من الوهلة الأولى، معتمدا على عين واحدة فقط لرؤية الأشياء من حوله، بها يبدع في اختيار الألوان وبها يتأمل الطبيعة ليحاكيها بفرشاته حتى بات رساما ماهرًا تشير إليه أصابع زملائه بالمدرسة إعجابا بموهبته.

محمد أصيب بضمور في العين اليمنى ويعتمد على عينه اليسرى فقط في الإبصار

بعدسات صناعية زرعها له الأطباء في عينيه قبل أن يخطو خطواته الأولى في الدنيا، تمكن الطفل "محمد محمود" من الرؤية بها جيدا، ولكن كباقي الأطفال في مثل عمره لم يستطع أحد منعه عن اللعب والانطلاق غير منصاعًا لتحذيرات والديه بالهدوء حتى شاء القدر أن يصطدم أثناء اللعب في عينه اليمنى فانكسرت العدسة داخلها نتج عنها ضمور تام أفقده قدرته على الرؤية بها.

"ركب عين صناعية منظر جمالي فقط"، وبحسب رواية والدته شيماء، لـ"الوطن"، باتت عينه اليسرى هي النور الوحيد الذي يهتدي به إلى طريقه وتقبلت الأسرة الأمر الجديد بصدر رحب.

ضمور العين اليمنى، كان نقطة القوة التي انطلق منها الصغير صاحب السبع سنوات ركضا في فضاء موهبته، باتت إصابته درجة السلم التي انتقل منها إلى مكان أعلى، اهتمت والدته بتنمية موهبته في الرسم، كباقي إخوته، بتدريبات خاصة يكملها معلم المدرسة، خط بأنامله ملامح رسمات تحاكي مناظر الطبيعة منذ أن كان في الرابعة من عمره، " بيحب يقلد أشكال مرسومة في مقاطع فيديو من موقع يوتيوب وبيطور مهاراته بنفسه".

بدأت موهبته في الرسم في عمر الرابعة ويحلم بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة

في المدرسة جذب الصغير أنظار معلميه لموهبته في الرسم ومن هنا اتخذت الأم الثلاثينية مهمة تطوير مهاراته على عاتقها، "بقيت اهتم بكورسات الرسم واتابع مستواه مع المدرس".

لم ينقطع محمد ابن محافظة الغربية عن تدريبات الرسم الخاصة به حتى خلال فترة الحظر وتوقف الدراسة الأشهر الماضية بسبب أزمة فيروس كورونا، حرصت الأم على دفع طفلها للأمام، أحضرت معلمه الخاص في المنزل يؤهله لحلم الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، التي باتت هدفا يسعى نحوه منذ الصغر، بحسب رواية والدته.

أحلامه كبيرة لا تتناسب مع سنه الصغير يطمح بأن يحلق في السماء على متن طائرة تحمله إلى إيطاليا بلد الفن لعرض لوحاته الفنية هناك يوما ما، "نفسي أبقى رسام مشهور وليا معارض فنية"، يقول الصغير صاحب الإرادة القوية لـ"الوطن"، معبرا عن حبه للرسم الذي يشحن منه طاقته مستكملا خطواته في طريق طويل غير مكترثا لما أصابه، "مفيش حاجة هاتوقفني".


مواضيع متعلقة