أحد أفضل أطباء العالم في الكلى: لم أتقاضَ جنيها من مريض ولم أفتح عيادة

أحد أفضل أطباء العالم في الكلى: لم أتقاضَ جنيها من مريض ولم أفتح عيادة
- جامعة المنصورة
- جائزة النيل
- جامعة ستانفورد الأمريكية
- الكلى
- الدكتور أحمد عبدالرحمن شقير
- جامعة المنصورة
- جائزة النيل
- جامعة ستانفورد الأمريكية
- الكلى
- الدكتور أحمد عبدالرحمن شقير
أكد الدكتور أحمد عبدالرحمن شقير، أستاذ الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة، أنه لم يتقاضَ جنيهاً واحداً من مريض طوال سنوات عمله، ولم يفتح عيادة خاصة، وأنه حصل على جميع جوائز الدولة ما عدا «جائزة النيل»، وقال «شقير»، الذى يعتبر من أفضل 500 طبيب على مستوى العالم، إن اسمه وردَ، مؤخراً، ضمن قائمة تضم أفضل علماء العالم أعدها أساتذة من جامعة ستانفورد الأمريكية، وأضاف فى حواره مع «الوطن» أن الكتابة العلمية «صنعة» تحتاج إلى التفرغ.
أجريت 291 بحثاً أبرزها "جينوم السرطان".. وأشعر بنشوة عندما أضع نقطة فى بحر العلم وتُنشر أبحاثى فى دوريات عالمية
ما تأثير تفرغك للأبحاث؟ وما الذى ساعدك على ذلك؟
- عندما تخرجت فى كلية الطب بجامعة المنصورة، كنت الأول على دُفعتى، فعملت كنائب فى مركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة، المشهور بمركز الدكتور غنيم، وحصلت على 3 دكتوراه من جامعات «المنصورة وهولندا والاتحاد الأوروبى» قبل أن أكون أستاذاً فى الطب، ووصل عدد أبحاثى إلى 291 بحثاً منشورة كلها فى دوريات بحثية عالمية. أما ما ساعدنى على ذلك فأنا عشت وسط محيط ساعدنى على البحث، بداية من والدى الذى وفر لى شقة أسكن بها، وزوجة تحملت غيابى كثيراً عن البيت، ولم تشغلنى أبداً بهموم البيت ومشكلاته، وكان لى 3 أبناء «توفِّى الولد وبقيت الابنتان»، وما ساعدنى على التميز هو التفرغ، وكان قدوتى الدكتور محمد غنيم، الذى أرسى قاعدة أن تشتغل بالطب من خلال مؤسسة طبية ولا يوجد لى عمل خاص، فلو كان لى عيادة طبية كانت ستقتطع جزءاً من وقتى، ولو عملت عمليات جراحية تقتطع جزءاً آخر «مفيش تركيز»، ولا يوجد طبيب غير متفرغ يصل إلى العالمية، يمكن أن يتميز، لكنه أبداً لن يصل إلى العالمية، لأن «صاحب بالين كداب» فالولاء يكون للعيادة، وهذا عامل مهم.
د. أحمد شقير: أبحث حالياً فى أصل العلم وأسباب حدوث السرطان.. وأحلم بالقضاء على المرض اللعين حتى يتعافى منه الناس
وماذا عن أبحاثك الحالية التى تُجريها داخل مركز الكلى والمسالك؟
- حولت العيادة الخارجية القديمة بالمركز، بعد بناء مبنى آخر فى شارع جيهان، إلى «مركز الجينوم وأبحاث السرطان»، بعد أن حصلت على تمويل ومِنَح من جهات عديدة بلغت نحو 20 مليون جنيه من صندوق العلوم والتكنولوجيا، وغيره، وأنشأت المركز على أعلى مستوى، ويعتبر مفخرة لمركز الكلى، ومستمر فى البحوث طالما لسَّه عندى صحة شغال، وأبحث حالياً فى أصل العلم، وأصل المرض ودائرته، وكيف نقطع هذه الدائرة بدواء معين، ومن هنا يأتى مستوى الأبحاث الفترة القادمة، والله ينعم بالعلم على البنى آدم لكن عليه أن يسعى، والأبحاث الإكلينيكية سهلة، لكن أن تبحث فى أصل المرض فهذا هو الجديد.
وماذا تقصد بأصل العلم؟
- توجد أبحاث إكلينيكية خاصة بالجراحة والإشعاع والأدوية، وهذه أبحاث عادية يمكن لأى باحث أن يقوم بها، أما أنا فأبحث حالياً فى سبب حدوث السرطان، وأدخل فى أصل العلم بالقضاء على السرطان ووقاية الناس منه، وكذلك أبحث فى الفشل الكلوى والكبدى وتأثير التلوث عليهما، ولدينا أجهزة لعمل أبحاث معمقة فى أصول العلم، ولدينا 50 بحثاً منذ إنشاء المركز، وإشراف على 55 رسالة و20 مشروعاً بحثياً ممولاً، وطلاب من جميع الكليات والجنسيات، ودائماً نعمل مثل خلية نحل داخل المركز، ومجموعة من الباحثات المتطوعات، والمكان كله متطوعون من باحثى الماجستير والدكتوراه.
جدران مكتبك تحمل العديد من الشهادات والجوائز، حدِّثنا عن جوائزك.
- حصلت على كل جوائز الدولة، وتقدمت هذا العام لجائزة النيل، ولو حصلت عليها يبقى «مفيش جايزة فى مصر لم أحصل عليها»، إضافة إلى جوائز دولية أخرى كثيرة، ومنها جائزة من منظمة الأمم الأفريقية وسلَّمها لى رئيس فرنسا الأسبق نيكولا ساركوزى بحضور رؤساء الدول الأفريقية.
وماذا عن القائمة التى حملت اسمك ضمن أفضل علماء العالم؟
- العلماء بالملايين فى جميع التخصصات، وفى جامعة ستانفورد كبرى الجامعات الأمريكية عملوا دراسة وأخذوا 2% من العلماء طلعوا 160 ألفاً، وطلع نصيب جامعة المنصورة 15 عالماً، وأنا منهم، وهذا تقييم دولى لا يوجد به أى تحيز أو مجاملة، والتقييم عمل انقلاب فى العالم كله، وهو كرم من عند ربنا أن يعطى لنا دفعة أن نُكمل، كما أننى من أفضل 500 طبيب فى تخصصى على مستوى العالم، وهو من أكبر التخصصات وبه أكثر من 60 ألف باحث.
لكن مسألة التفرغ فى الطب لم تنَل حظها الكافى؟
- لأن مرتب عضو هيئة التدريس لا يكفيه، وتجربة الدكتور محمد غنيم فى التفرغ تنقصها الاستمرارية مفيش حد كمل فى التفرغ للنهاية إلا قلائل، نظراً للظروف المادية.
كان لك دور بارز عندما توليت مسئولية المركز، حدِّثنى عنه.
- كنت أحضر إلى المركز يومياً من الساعة الثامنة والربع صباحاً حتى الرابعة، وفى فترة إدارتى للمركز كان عملى يستمر حتى الساعة 10 مساءً، واستطعت التغلب على جزء كبير من قائمة الانتظار، وشغلت العمليات بضعف الطاقة، والعيادة الخارجية كانت تبدأ من 7 الصبح حتى يحضر كبار الأطباء الساعة 9، وكنا نعمل عيادات مسائية تمتد للساعة 10 مساء، وكنا كـ«خلية نحل»، وهذا انعكس على القضاء على الانتظار، وتعليم صغار الأطباء، وحصل انتعاش اقتصادى للأطباء فى هذه الفترة، فزادت المرتبات حتى وصلت إلى 200%.
عيادة طبية
طول حياتى ما أخدت جنيه من مريض، كفاية المرض عليه، وربنا يقدرنى على هذا طوال حياتى، ولا بد من تشجيع المتفرغين، وأن يحصل المتفرغ على مقابل مادى يجعله يستمر فى التفرغ، وخلال عام 2020 نشرت 20 مقالة دولية، وأنا أستمتع بأن يتتلمذ على يدى عدد كبير من الباحثين، ولى مدرسة فى النشر الدولى، و«حريف كتابة» وهى «صنعة»، والكتابة زى الجراحة إذا لم تشتغل بإيدك مش هتعرف تشتغل، وهى سكة طويلة تحتاج إلى صبر ومثابرة.