بريد الوطن.. غربة قلب بين مشاعر الآخرين

بريد الوطن.. غربة قلب بين مشاعر الآخرين
كم نحن غرباء فى هذا العالم اللعين! نخاف أن نبوح بآرائنا فتعانقنا سلاسل ملجمة بالرهبة بين أعناقنا لا نقوى على التخلص منها، نخاف أن نلقى بكلامنا جزافاً ولا نهتم لمشاعر الآخرين فنجرحهم بلا مقصد ونظل فى أرق مقلق، لأن فى جرحهم عذابنا. فمعنى أنك تُكابد آلام الحب دون جدوى منه ودون أمل وتريُّث ثم تنتظر اللاشىء فى النهاية فهذا هو العذاب بحق، هناك ضجيج ذكريات بات مؤنساً لطيفى أينما حلّ، هذه الظلمة فى أرواحى اسودت برحيلها حين احترقت فتيلة حبها فى داخلى. رَحلت وبقى منها تفاصيل صغيرة تقتحم وحدتى وقادرة على أن تُحدث لى اكتئاباً وانفصاماً لو لم يكن لدىَّ اليقين بأن هناك أموراً كانت فى طبقات حياتنا الأولى لكنها لم تعد لشىء ما، القلوب وحدها هى من تعرفه. فرغم جيوش الحزن المتسلطة على أرواحنا والتى حفرت خندقاً فى قلوبنا فإننا نصمد فيها بعد تصدع لأركان عتادنا وتمزق لحياة ترممت آلاف المرات من أجل بقائها على ميدان الواقع، نضمد الجراح ونصبر ونستقيم بعد طول جفاء من تذوق لنصرة قلوب عششها الخزن بخيوطه المتينة، والآن سألخص يوم رحيلها بأنه كان يوماً ذهبت فيه طيبات حياتى.
عبدالعليم منّا
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com