تقمصت دور شخصية كرتونية.. اختفاء طفلة بعد ترك منزلها: "الأرض بلعتها"

كتب: محمد عبدالعزيز

تقمصت دور شخصية كرتونية.. اختفاء طفلة بعد ترك منزلها: "الأرض بلعتها"

تقمصت دور شخصية كرتونية.. اختفاء طفلة بعد ترك منزلها: "الأرض بلعتها"

دقت ساعات الصباح الأولى، استيقظت من نومها بعد ليلة مرهقة، تابعت فيها مسلسل كرتون يحكي قصة طفلة تائهة في الشوارع وتعاني من مرض نفسي، نامت وفي خيالها تقمص شخصية بطلة المسلسل، تنتظر فقط الاستيقاظ لتنفيذ خطتها.

خرجت ولم تعد

في الثامنة صباح أمس، خرجت تقى علي، طفلة تبلغ من العمر 11 عاما، تقطن في شارع المنشية بفيصل بالجيزة، من البيت في خفية بعيدا عن أعين الأسرة التي تملكها الخوف، فصغيرتهم لا تعرف عن الدنيا شيئا، ولم تبتعد يوما بمفردها عن بيتها لمسافة كيلو واحد.

بصوت مثقل بالحزن، يحكي علي محمد، والدها: "بنتي أول مرة تخرج من البيت، حتى مدرستها جنب البيت، متعرفش حاجة، هي بتحب المسلسلات والأفلام الأنمي، ففي قصة قرأتها إن طفلة تايهة في الشوارع ونفسيتها تعبانة، فاتقصمت القصة، هي مش رايحة مكان معين، وأكيد متقصدش تسيبنا وتمشي".

قصة خيالية ربما تكون سر اختفاء تقى

محاولة تقمص شخصية بطلة في قصة مسلسل كرتون تتابعه، هو دافع "تقى" للاختفاء، بحسب "والدها"، الذي تأكد من فرضيته، بعدما حكى له أحد الأشخاص، أنه شاهد طفلته الصغيرة، تتجول في الشوارع، ولا تعرف شيئا عن هويتها، ولا حتى اسمها.

يقول الأب: "لما فرغنا الكاميرات لقيناها قاعدة مع بياعة مناديل، روحنا للبياعة سألناها قالت لنا إن الطفلة جات قعدت معايا شوية، وسألتها إنتي مين ومامتك وباباكي فين، قالت لي معرفش، والناس اللي في الشوارع سألوها برضوا، قالت مش فاكرة، الكلام ده بعد ما خرجت من البيت بخمس دقائق بس، بعد مسافة 100 متر بس من البيت".

حاول "علي" البحث عن طفلته الصغيرة في الشوارع والأماكن التي كانت دائمة السؤال عليها، ثم حرر محضرًا في قسم الهرم: "أول حاجة علمناه أننا حاولنا ندور بنفسنا في الأماكن اللي كانت بتسأل عليها، كانت بتسأل مامتها من كام يوم إزاي تركب مواصلات لشبرا الخيمة، هي ما بتخرجش لوحدها ومتعرفش أي حاجة، دورنا في الأماكن دي وملقينهاش".

الأسرة في حالة انهيار.. أين الطفلة؟

حالة من الانهيار تعيشها أسرة "تقى" بعد اختفائها، لم تذق عيني والدها ووالدتها النوم، تفكير في طفلتهما، أين هي؟ وما الذي دفعها للعيش في عالم خيالي بعيدا عن أسرتها؟ لا إجابات، ولا طريق للطفلة: "إيه ممكن يخليها تعمل كده، هي متقمصة شخصية وبتحاول تقلدها، بس إحنا مش بعاد عنها، إحنا قريبين منها جدا وجنبها وبنعمل لها كل اللي نفسها فيه، ليه تعيش في عالم خيالي".. لا زال والدها يبحث هنا وهناك، ليعثر على خيط، يصل من خلاله لابنته.


مواضيع متعلقة