صلاح فضل بعد توليه رئاسة مجمع اللغة العربية: هدفنا إنهاء القطيعة مع المجتمع (حوار)

كتب: إلهام زيدان

صلاح فضل بعد توليه رئاسة مجمع اللغة العربية: هدفنا إنهاء القطيعة مع المجتمع (حوار)

صلاح فضل بعد توليه رئاسة مجمع اللغة العربية: هدفنا إنهاء القطيعة مع المجتمع (حوار)

تولى الدكتور صلاح فضل أستاذ النقد بجامعة عين شمس، رئاسة مجمع اللغة العربية، مؤكدا أنه من أعرق المؤسسات العلمية فى مصر، كاشفًا عن كواليس اختياره للمهمة من قبل وزير التعليم العالي والبحث العلمي.

وأوضح الدكتور صلاح فضل لـ"الوطن" مظاهر تردي عمل المؤسسة مؤخرًا، مفصحًا عن خطته في الفترة المقبلة، وآليات العمل لذلك، وفلسفة العمل التى يسعى إلى ترسيخها فى المؤسسة العريقة، لإنهاء القطيعة بين المجمع والمجتمع، وإلى نص الحوار:

- في البداية حدثنا عن كواليس تكليفك برئاسة المجمع؟

الرئيس السابق استنفد مدته، وعندما أجرى الانتخاب لم يكن قانونيًا، وكان لابد من تدخل الدولة لتصحيح الوضع من خلال تكليفى من قبل الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي برئاسة المجمع.

نحتاج إلى جهد كبير للنهوض

- وكيف ترى أوضاع المجمع مؤخرًا؟

المجمع أعرق مؤسسة علمية في مصر، وقام بدور بدور جوهري في صيانة اللغة العربية، وكان يرأسه لطفى السيد ومن أعضائه توفيق الحكيم، وعباس العقاد وكبار الشخصيات، ولذلك فقد آن الآوان له أن يسترد هيبته وكفاءته، وقدرته على خدمة المجتمع والحياة العلمية والثقافية، وهو في حاجة إلى تطوير وإصلاح جذرى، لأنه بعدما كان يرأسه الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، انتهى به الحال إلى أن يرأسه واحدا من خطباء رابعة، ولذلك نحتاج إلى جهد كبير للنهوض به مرة ثانية.

- هناك عزلة المجمع عن المجتمع.. فما رأيك؟

هذه كانت مشكلة ناتجة عن تولي شيخ من الشيوخ لأموره كاد يحوله إلى مؤسسة دينية، بالإضافة إلى فترة حكم مرسي التي أصابت رسالة المجمع في مقتل.

اللغة العربية بحاجة إلى دعم كبير وتطوير حقيقي سواء في مناهج التعليم أو في وسائل الإعلام أو مختلف أوجه الحياة المعاصرة وكذلك تشجيع الإبداع والتطور الرقمي، لكى ترقي اللغة العربية إلى مستوى العصر وتسد الحاجات الثقافية والمعرفية التى تفرضها هذه التحولات.

أتمنى إحداث طفرة في رسالة المجمع، وإنهاء هذه القطيعة بين المجمع والمجتمع، وذلك من ضمن المسؤوليات الخطيرة الواجب القيام بها، عبر وسائل كثيرة، من خلال إعادة هيكلة المجمع، وإعادة قنوات تواصله مع المجتمع، وعدم اقتصاره على مجموعة محدودة منعزلة عن الحياة، وهذه هي الرسالة الأساسية للمجمع، وبدأنا العمل من اليوم الأول.

- ما المشروعات التى تفكر بها؟

لي قرابة 20 سنة عضو فى المجمع وقدمت مشروعات إصلاحية كثيرة، وآن الآوان أن يتم وضعها موضع التنفيذ، وفي مقدمتها تعديل قانون المجمع الذي لا يجعله بؤرة معزولة وإنما يتيح له الفرصة للتواصل الحقيقى مع بقية مؤسسات الدولة العلمية والثقافية، وهناك العديد من المشروعات فى ذهني، وفى الدرجة الأولى إحياء وظيفته الأساسية في الحفاظ على اللغة العربية والهوية، وكذلك استقباله لكبار الشخصيات المؤثرة فى الحياة المصرية، وتطوير هيكلي للمجمع، ومضاعفة نشاطه لكي يشعر به المجتمع، ويكون له تأثير فى الحياة الفكرة والثقافية كما كان له فى مراحله المزدهرة السابقة.

سيكون هناك استقبال لأعضاء جدد من كبار الشخصيات المصرية

- هل تعني إعادة الهيكلة الاستغناء عن بعض الأعضاء؟

لا.. فأعضاء المجمع دائمين، لكن سيتم استقبال أعضاء جدد من الشخصيات الكبرى التى تعزز الطابع المدني للمجمع، وهذا الأمر سيكون موضع دراسة وتأنِ، لأنه لابد من وقفات إصلاحية تحدث طفرة فى أعمال المؤسسات.

- وماذا عن المناهج الدراسية؟

المجمع أعد قانونًا لحماية اللغة العربية وتنشيطها، ولابد لهذا القانون أن تعاد صياغته، ويتم إقراره لأنه يتضمن الآليات التى تسمح بذلك بطريقة منهجية منظمة.

- كيف سيكون التعاون مع وزارة الثقافة؟

أنا الشخص الوحيد فى المجمع الذي أحظى بعضوية المجلس الأعلى للثقافة وعضو بالمجمع في وقت واحد، وكنت أحاول دائما القيام بالربط الضروري بين المجمع والوزارة، وكان من الصعب في الفترة السابقة القيام بذلك، لكنه الآن أصبح من السهل هذه الرسالة.

- كيف يمكن العمل على هذه الأفكار في ظل تفشي كورونا؟

لدينا لجان علمية في المجمع، قرابة 30 لجنة، تقوم بعملها عن طريق تطبيقات الـ "زووم"، وتمارس إنتاجها دون توقف، والاجتماعات العامة تحدث مرة كل أسبوع، مع أخذ الاحتياطات الاحترازية خاصة أن أغلب أعضاء المجتمع كبار السن، ولابد من الاحتياط معهم بشكل مضاعف.


مواضيع متعلقة