رئيس مجمع اللغة العربية: مناهج اللغة يجب أن يكتبها المثقفون وليس موظفي التعليم

كتب: إلهام زيدان وكريم رومانى

رئيس مجمع اللغة العربية: مناهج اللغة يجب أن يكتبها المثقفون وليس موظفي التعليم

رئيس مجمع اللغة العربية: مناهج اللغة يجب أن يكتبها المثقفون وليس موظفي التعليم

قال الدكتور حسن الشافعى، رئيس مجمع اللغة العربية، إن مأزق اللغة العربية فى الوقت الراهن يعود إلى عدة أسباب، يأتى على رأسها طرق تدريس اللغة فى المدارس، وانتقد «الشافعى» جمود مناهج «العربية» فى المدارس، ما تسبب فى نفور الطلاب من تعلمها، لافتاً إلى أنها قضية مجتمع.

وطالب «الشافعى» وزارة التربية والتعليم بالاهتمام بتعديل المناهج، والاستعانة بالمثقفين وبأعضاء المجمع فى وضع المناهج لطلاب المدارس، لافتاً إلى أن المدارس فقدت دورها المنوطة بها ما نتج عنه التحاق طلاب بالجامعات «ميعرفوش يكتبوا اسمهم صح».

بم تبرر تراجع الاهتمام باللغة العربية؟

- اللغة العربية هى إحدى القوى الثقافية الناعمة فى الوطن العربى، ولها أهمية خاصة فى القاهرة، عاصمة الثقافة العربية، وهناك فرق بين اللغة ذاتها والموقف اللغوى، فالموقف اللغوى والحالة اللغوية العربية فى مصر تعانى من مشكلات كثيرة، أما اللغة نفسها فهى شىء آخر ازدادت مرونته وقدرته، وجماله بفضل الصحافة العربية والإذاعة المصرية كإحدى أهم الجهات المنوطة بالحفاظ على اللغة، لكونها ما زالت حتى الآن تنطق العربية نطقاً سليماً، إذاً المحتوى الأدبى ليس فى حالة تراجع.

وما مظاهر تراجع اللغة الآن؟

- ضعف العربية على ألسنة الجيل الجديد، وضعف المدرسة، خاصة الطفل، والتلوث اللغوى، لذلك ندعو إلى أن القانون الجديد يعيد احترام اللغة العربية ويجعل الصحف والبيانات ولوحات الإعلان تعود إلى اللغة العربية، ويكون هناك اتفاق على تعليم الأجنبية للطفل بعد الابتدائية وليس قبلها، كما طالبنا بترجمة الكتب العلمية فى مختلف التخصصات المكتوبة باللغات الأجنبية حتى يتسنى للجميع الاستفادة منها، كما أن اللغة العربية على ألسنة الجيل الجديد بها تراجع كبير، ففى الغالب الطفل الخليجى تعلمه المربيات الأجنبيات من تايلندا وشرق آسيا، وفى مصر تعلمه أم لا تعرف العربية بل تعرف العامية.

عدم وجود مدرسين مخلصين فى عملهم سبب تردى المستوى اللغوى لدى الطلاب

ومن المسئول عن ذلك؟

- المدرسة توقفت عن أداء رسالتها المعهودة، فوزير التعليم يحاول أن ينشئ نظاماً جديداً يعيد الأطفال للمدرسة إلا أنه لا يوجد من يلبى الرسالة، عكس ما كان فى الماضى، وأرى أن سبب ذلك هو عدم وجود مدرسين مخلصين فى عملهم، يجذبون الأطفال، وكانت النتيجة انتشار الدروس الخصوصية، ولو جمعنا المبالغ التى تُنفق على هذه الدروس وطوعناها فى خدمة المدرسة لتغيرت مصر كثيراً، فلا مقارنة بين الجيل الماضى الذى كان يجد فى الأسرة شيئاً من التوجيه، ومن المدرسة الإعداد والتكوين، وبين الشباب المعاصر، فاللوم على الذين لم يحسنوا تربيتهم وتعليمهم.

لماذا لم يكن لدى الأطفال قبول لمناهج اللغة فى المدارس؟

- «نشاركهم الشكوى من المناهج».. وأنشأنا لجنة منذ 8 سنوات، وهى «لجنة اللغة العربية فى التعليم»، تتولى دراسة المناهج وتطويرها، وطلبنا من وزارة التربية والتعليم المنهج الجديد الذى أعدوه لتطوير التعليم لنشارك بالرأى كمؤسسة مصرية بحثية لديها خبرة وضبطية لغوية، إلا أنه لم يأت إلينا صورة من المناهج التعليمية ولا أدرى لماذا.

هل المجمع يمتلك صلاحيات وضع مناهج المدارس؟

- المجمع لا يملى على الوزارة ما تفعله.. والأمر ليس بالتدخل بل النصيحة والمشاركة والتعاون، كما أن المجمع ليس ممثلاً فى لجان التطوير لديهم، ونحن على استعداد للمشاركة فى تطوير المناهج وبناء مناهج جديدة.

د. حسن الشافعى: كتب المدارس تسرف فى قواعد النحو والصرف دون تبسيط

ما أبرز عيوب كتب الوزارة برأيك؟

- كتب الوزارة تسرف فى قواعد النحو والصرف والبلاغة دون تبسيط، ولا تأتى صريحة لأن مؤلفيها مدرسون أو موظفون، لذلك أعددنا ملامح كتب تشرح قواعد النحو والصرف والبلاغة من النماذج الأدبية المحببة للشاعرين أحمد شوقى وحافظ إبراهيم: «مش زى الكتب اللى كتبها وكيل وزارة»، وفى الماضى كان يؤلف الكتب كبار الأدباء، أمثال على الجارم، الذى أعد كتاب «النحو الواضح والبلاغة الواضحة»، من يعد الكتب الدراسية يجب أن يكون مثقفاً، ومؤلفاً، ليحبب الطلاب فى اللغة العربية، وعلى الأقل يكون أعضاء المجمع شركاء فى اختيار المناهج.

هل سبق للمجمع أن شارك فى تحديد مناهج بعينها؟

- بالفعل شارك أعضاء من المجمع لكن ليس بحكم عضويتهم، بل كمستشارين للغة العربية، إلا أن الأمر لم يستمر طويلاً، فبدأت ترقية الموظفين، إلى أن انتهت مهمة أعضاء المجمع فى الوزارة.

لماذا لا يشعر المواطن بجهود المجمع؟

- لأن المجمع فى وقت من الأوقات كان يعكف على واجبه ولا يعنى بالإعلام، أما الوقت الحالى فقد نظمنا الكثير من الدورات التدريبية، بجانب الملتقى الثقافى الشهرى للمجمع وندعو فيه الشباب والمثقفين وأعضاء من البرلمان.


مواضيع متعلقة