فريد وسلوى.. جمعهما الحب والكفاح ولم يفرقهما كورونا

كتب: سمر عبد الرحمن

فريد وسلوى.. جمعهما الحب والكفاح ولم يفرقهما كورونا

فريد وسلوى.. جمعهما الحب والكفاح ولم يفرقهما كورونا

جمعتهما الحياة والعمل، كانا رفيقين في الحياة كزوجين مكافحين، وزميلين في العمل، كل منهما مسؤل عن مدرسة، عاشا في هدوء ورحلا في هدوء، جمعهما الكفاح والمرض والموت، حتى إنهما لم يستسلما حتى عقب إصابتهما بفيروس كورونا، وأبى كل منهما أن يفارق الآخر، فتوفيا في نفس المستشفى والغرفة تفصلهما دقائق، ليتركا حالة كبيرة من الحزن لدى كل المتعاملين معهما، فالابتسامة كانت لا تفارق وجهيهما، وأن عمل الخير ظل ملازماً لهما.

فريد إبراهيم، مدير مدرسة المرابعين للتعليم الأساسي، وزوجته سلوى كمال، وكيل مدرسة القنطرة الابتدائية، زوجان هادئا الطباع، يحبهما كل من يعرفهما، ظلا يتمتعان بحب واحترام أهالي عزبة الخضيري التابعة للوحدة المحلية بالمرابعين التابعة لمركز كفر الشيخ، وكل التلاميذ وحتى الأهل والأصدقاء، ليفاجأ أهالي القرية بفاجعة إصابتهما بفيروس كورونا المستجد، حتى نُقلا إلى أحد المستشفيات الخاصة وسرعان ما تطورت حالتهما المرضية وتوفيا داخل المستشفى وفي غرفة واحدة، ليتركا حزناً كبيراً في كل الأوساط التعليمية والاجتماعية، لتتحول صفحات وسائل التواصل الاجتماعي لدفتر عزاء مفتوح لهما.

فريد إبراهيم

"كان خدوماً وقوراً، راعياً للتلاميذ ويعتبرهم جميعاً أولاده، يتعامل بحب وابتسامة، لا تفارق وجهه، يجوب المدرسة فصلاً فصلاً طوال اليوم الدراسي، ليطمئن على الأطفال والتلاميذ، وكان يحرص على رفع الوعي لديهم، خاصة عقب انتشار فيروس كورونا، فكانت آخر كلماته أن ‏ارتداء الكمامة أمر مرهق ومتعب تنفسيًا ونفسيًا، كان الله في عون الأطباء وكل شخص مضطر لارتدائها لساعات طويلة"، بهذه العبارات الحزينة، وصفه صديقه محمد المصري، مؤكداً أن مدير المدرسة كان شخصاً إنساناً لا يختلف عليه شخصان.

يقول سليم سالم، أحد أقارب الزوج المتوفى، إنهم علموا منذ أيام قليلة بإصابته وزوجته بفيروس كورونا، وجرى نقلهما إلى مستشفى خاص، إلا أن حالتهما تدهورت سريعاً، وفق ما قاله «أحمد» نجل الراحلين، ليصابوا بفاجعة موتهما متأثرين بالفيروس: "ماكناش مصدقين، كنت كل ما أزور المدرسة أقابل صاحب الابتسامة، كانت همومي بتزول مجرد رؤيته، كان إنسان بمعنى الكلمة، مفيش منه اتنين، ومانعرفش اتصاب إزاي، دا ولاده هيموتوا وراهم".

 

سلوى كمال

"كانت تتمتع بابتسامة وتتعامل برقي مع كل من يعرفها، لا تكل ولا تمل من العلم، حيث إنها حصلت مؤخراً على دورات تدريبية متخصصة للتعامل بنظام التعليم عن بعد، واجتازت الدورة المخصصة من وزارة التربية والتعليم بنجاح، ونقلت خبراتها وما تعلمته لزملائها على الرغم من أنها وكيلة مدرسة"، بهذه الكلمات عبرت سناء مرزوق، مدرسة، عن حزنها لوفاة صديقتها سلوى كمال إبراهيم سليم، مدير مدرسة القنطرة الابتدائية، والتي توفيت بعد وفاة زوجها بنحو ساعة متأثرَين بفيروس كورونا.

وقالت "سناء": "ماشوفتش في أمانة وحنية أبلة سلوى، ماكانتش بتحسسنا إنها مديرة مدرسة، كانت بتمسك الطباشير وتشتغل وهي كانت مدرسة إنجليزي، واترقت لحد ما بقت وكيلة مدرسة، خدومة وعطوفة عمرها ما تأخرت عن حد، وفرحت لما ابنها أحمد نجح في الثانوية والتحق بكلية الهندسة وهو في الفرقة الثانية".

وأضافت سناء أن سلوى أصيبت أولاً بالفيروس من إحدى المعلمات بالمدرسة، وفوجئنا بتغيبها وعلمنا أنها نقلت العدوى لزوجها فريد، وجرى حجزهما معاً وماتا سوياً بفيروس كورونا.

وخيم الحزن على أهالي القرية، الذين نصبوا سرادقات العزاء حزناً على الزوجين، اللذين كانا يتسمان بالحب والكرم والود، بين الأهالي، كما خيّم الحزن على قطاع التعليم والتلاميذ.

وكان مدير المدرسة وزوجته، قد وصلا لقسم العناية المركزة، بأحد المستشفيات الخاصة بمدينة كفر الشيخ، متأثرين بإصابتهما بفيروس كورونا ومصابين بأعراضه الشديدة من ضيق في التنفس وارتفاع في درجة الحرارة ونهجان وسعال شديد، قبل يومين، إلا أن حالتهما ساءت بشدة ليموت الزوج، وتلحقه زوجته بعده بأقل من ساعة، ليخيم الحزن على أهالي قرية المرابعين، ويتم دفنهما وسط إجراءات احترازية ووقائية.


مواضيع متعلقة