"محدش سمع ليهم".. أسباب ترك المنتحرين رسائل قبل الرحيل

"محدش سمع ليهم".. أسباب ترك المنتحرين رسائل قبل الرحيل
حروف متلاصقة تصنع جملا بعضها مبهم وآخر مليء بالمشاعر الحزينة، توصلوا لكتابتها بأناملهم المراهقة، تخفي خلفها العديد من الصراعات النفسية التي خاضوها والآلام التي تعرضوا لها، إلى أن وصلوا لمحطتهم الأخيرة، بين الرحيل والانتحار.
انتحر طالب شنقًا داخل منزل أسرته في المعادي حزنًا على انفصال والديه، وبينت التحريات أن الطالب عمره 16 عاما، وعثر عليه والده جثة هامدة داخل غرفته، وأبلغ الشرطة بالواقعة، فانتقلت قوة أمنية وشاهدت الطالب جثة هامدة، وتم نقل الجثمان إلى مشرحة زينهم.
وأفادت تحريات المباحث، أن الطالب كان يعاني من حالة اكتئاب بسبب انفاصل والديه، وكان يجلس لساعات طويلة داخل غرفته، وأن حالته النفسية السيئة تسببت في إقدامه على التخلص من حياته منتحرًا داخل منزل والده في المعادي، وعثر بجانبه على رسالة كتبها في كشكول المدرسة: "حتوحشوني كلكم".
حماد: يعتقد الأهل أن غياب المسؤوليات الاجتماعية في هذه المرحلة تمنع الاكتئاب
الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، فسرت لجوء الأطفال والمراهقين إلى ترك رسالة تعبر عن مشاعرهم قبل الانتحار نتيجة عدم وعي بأن المراهق يكتئب، حيث يعتقد الأهل أن غياب المسؤوليات الاجتماعية في هذه المرحلة وتوفير سبل المعيشة الهادئة تمنع التعرض إلى الاكتئاب، إلا أن الاكتئاب له مسببات عدة، بحسب تعبيرها.
بات المراهق يعاني من أزمات ضخمة، و لخبطة هرمونات، وأثناء انشغال الأهل في مشاكلهم الشخصية لم ينتبهوا لمشاكل أبنائهم النفسية ويصبح انفصالهم القشة الأخيرة،وبحسب تصريحات حماد لـ"الوطن" إذا لم يحظ الأبناء بالرعاية النفسية المطلوبة يفقدون ثقتهم بأنفسهم ويفضلون عدم العتاب للوالدين ويفضلون العزلة والوحدة.
حماد: الرسائل التي يتركها المنتحرون سببها أن الأهل لم يسمعوا لأبنائهم
وعن سبب لجوء كثير من المنتحرين إلى ترك رسائل قبل انتحارهم، فسرته حماد بأن الرسالة نتيجة لضيق للمراهق أو المراهقة، وتعبير عن رغبتهم في تبرير قرار الابتعاد عنهم وشورهم بأنهم لايستحقون العيش معهم، وهذا أيضا به نوع من فقد الثقة بالذات والاكتئاب والانسحاب افضل من البقاء، بحسب وصفها.
وتابعت استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، الرسائل التي يتركها المنتحرون تكون بسبب أن الأهل لم يسمعوا لأبنائهم، وآخرون يتسم رد فعلهم بالحدة والسخرية أو الردود المؤلمة.
ودعت استشاري الطب النفسي الأباء إلى سماع الأبناء والشعور بهم والرد بعقلانية، لافتة إلى أن توفير حياة كريمة لا يمنع إصابتهم بالاكتئاب، "المساندة النفسية أهم من العطاء المادي"، بحسب تعبيرها.