أحمد كريمة: الصحابة لم يتعرضوا لدور عبادة غير المسلمين بالهدم
أحمد كريمة: الصحابة لم يتعرضوا لدور عبادة غير المسلمين بالهدم
علق الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على إشكالية بناء دور العبادة لغير المسلمين، قائلا إن هناك فرق ما بين الشريعة والفقه وما بين الإسلام والمسلمين وما بين الثوابت والمتغيرات، فالشريعة الإسلامية يعني بها النصوص المقدسة من آيات القران الكريم وما صح نسبته إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أحاديث نبوية.
وأضاف "كريمة"، خلال لقائه في برنامج "يتفكرون"، مع الدكتور خالد منتصر، على شاشة "الغد" الإخبارية، أن القرآن الكريم ذكر الله فيه أنواعا من معابد أهل الكتاب والمسلمين، من بينها الآية 40 من سورة الحج "ولولا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
وأشار أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إلى أن الأمام القرطبي وغيره، قالوا لولا أن الله سبحانه وتعالى جعل جهادًا مشروعا ضد غير المتدينين من الملاحدة، لتعرضوا لدور العبادة لأهل الكتاب بالإبادة، لكن الله سبحانه وتعالى جعل الجهاد المشروع من أجل أن تبقى هذه الدور.
وأوضح أن النبي عليه السلام في حديث له أخرجه الإمام الباجي في كتابه المنتهى، قال إن النبي قال "إنكم ستمرون على أقوام حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له"، كما أن هناك أيضا كلام نفيس للفقهاء في ذلك الأمر، سواء الفقه الحنفي أو الشافعي أو المالكيي أو الحنبلي، حيث قالوا إن الصحابة رضي الله عنهم، حينما فتحوا البلاد كالعراق والشام ومصر، وأيضا بلاد فارس، وجدوا معابد لغير المسلمين فلم يتعرضوا لها.
وأشار إلى أنه لم يثبت في التاريخ الصحيح أن السابقين الأولين من المسلمين، تعرضوا لدورعبادة، سواء كان معبدا لليهود أو كنيسة للمسيحيين، حتى حين وصلوا إلى الهند وجدوا دور عبادة للسيخ والهندوس ولم يثبت أنهم تعرضوا لهذه الدور بل أبقوها.
ونبه أن هذا هو التشريع الحقيقي أما أن تأتي تصرفات فردية من متطفلين على موائد العلوم الشرعية كالوهابية المتسلفة هذا لا يحسب على الإسلام لأنهم في الأصل خوارج.
