"هيثم" بعد شهرين من التشنجات فقد الحركة فصار بطلا رياضيا

"هيثم" بعد شهرين من التشنجات فقد الحركة فصار بطلا رياضيا
- العائدون من الغيبوبة
- الغيبوبة
- تشنجات
- فقدان الذاكرة
- الشلل الحركي
- الشلل النصفي
- العائدون من الغيبوبة
- الغيبوبة
- تشنجات
- فقدان الذاكرة
- الشلل الحركي
- الشلل النصفي
حياة عادية لم يطمح خلالها "هيثم عادل" سوى بعمل مستقر ومنزل للزوجية، وفي يوم وليلة تبدلت أموره رأسًا على عقب حين تعرض لإصابة خطيرة أدخلته غيبوبة قرابة شهرين، استيقظ منها فاقد القدرة على الحركة، لتكن الإعاقة نقطة تحول حياته إذ أصبح البطل الرياضي في الترايثلون، رياضة السباق الثلاثي من سباحة وركوب الدراجات والانتهاء بالجري.
قبل 8 أعوام، اتجه "هيثم" للعمل برفقة شقيقه في مجال الألوميتال، بجانب دراسته حياة بسيطة رسمها لنفسه، لكن الإصابة التي تعرض لها حين سقط على ظهره، أصابته بالتهاب شديد في النخاع الشوكي.
استقر جسد "هيثم" بأحد المستشفيات، لمتابعة حالته الخطرة، وقتها كان يشعر بقدميه، لكنها اللحظات الأخيرة قبل أن يفقد الوعي بما يدور حوله من أحاديث أطباء اختلفت حول حالته، وهمهمات أسرته بالدعاء.
مشهد أخير مازال يتذكره "هيثم"، حين تحدث مع الممرضة ببعض كلمات غير المفهومة، وبعدها انقطع العشريني عن الواقع: "الممرضة كانت آخر حاجة فاكرها.. وبعدها انفصلت عن الوعي نهائيا"، بحسب حديثه عبر الهاتف.
قرابة الشهرين، عاش "هيثم" في غيبوبة، لم يعط جسده سوى إشارات بسيطة بين الحين والآخر، اختلفت درجتها ما بين التحديق بأعينه أو أصابته بالتشنجات: "ساعتها في دكاترة قالوا لأهلي دا بيموت خلاص".
تزايدت مؤشرات الوعي لدى "هيثم"، أفاق من الغيبوبة، فاقدا الشعور بقدميه، كأنه مكتوف الحركة: "وقتها كنت حاسس بشلل تمام في جسمي.. رقبتي بس اللي بتتحرك معرفش أنا وصلت للي أنا فيه إزاي كأني مربوط على السرير".
بطل "الترايثلون": أصبت بالاكتئاب عقب الحادث
عالم غريب أشبه بالكابوس المزعج، تمنى "هيثم" الإفاقة أو البقاء في نومه العميق، إذ فقد القدرة على الحركة وبات عليه استخدام الكرسي المتحرك، أمرا لم يكن في حسبان الشاب العشريني: "الوضع بالنسبة لي كأني مت وصحيت".الاكتئاب، كان مصير "هيثم" المحترم، بعدما أصيب بالشلل النصفي، انعزل في مسكنه، بمنطقة المطرية، رافضا مقابلة أصدقائه ومعارفه، أوقف دراسته، وسد آذنيه عن نصائح أسرته، فذهابه للمستشفى لعمل جلسات العلاج الطبيعي كانت مشواره الوحيد.
عام ونصف على هذا الحال، كان مصير "هيثم": "كنت إنسان ميت"، بحسب وصفه، لكن الاكتئاب لم يستمر أكثر من ذلك، بعدما شعر الشاب العشريني بزيادة خسارته: "كنت حاسس إني بدمر نفسي"، صب تركيزه على العلاج الطبيعي الذي حمل نتائجه المبشرة من قدرته على الحركة، لكن إحدى التمارين الخاصة بالسباحة كانت نقطة التحول.
تضمنت رحلة العلاج الطبيعي للشاب العشريني، السباحة، بمساعدة المختصين، اتجه بعد ذلك للتفكير في رياضة ربما لظروف إعاقته هي الأصعب، لكنه طلب وقتها من الطبيب المختص مساعدته ومنح الحرية لجسده: "حبيت أجرب وقولت للدكتور يساعدني ويفك جسمي من الرباط ويعوم معايا واحدة واحدة".
أحب "هيثم" السباحة، منحته الحياة من جديد تعلق بها، كأنها طوق النجاة للخروج من عزلته، أكستبه الثقة بالنفس: "محدش بقى يتحكم في حركتي"، حفظ نصائح المدربين فأتقنها، وجاءت فرصته حين سمح له الالتحاق ببطولات الجمهورية.
حصد "هيثم" بطولات في السباحة، تحدى الكرسي المتحرك ووضع لنفسه هدفا جديدا، إذ أراد الالتحاق برياضة الجري بالكراسي المتحركة، رياضة الترايثلون: "بقيت أحس إني بعمل حاجات الناس السليمة مش بتعملها".
تبدلت حياة الشاب العشريني، فمن الشخص العاجز للبطل الرياضي، صاحب الروح الإيجابية التي يبثها لمتابعيه عبر صفحته على "فيس بوك"، ليكسب صداقات جديدة.
حياة "هيثم" مازالت مليئة بالطموحات، فهو صاحب إحدى الكافيهات التي افتتحها قريبا، كما أنه بطل فيلم قصير راويا من خلاله تجربته : "بقيت مؤمن أكتر أن ربنا مبيعملش حاجة وحشة.. بسبب الإصابة الناس بقت تتكلم عني.. بقيت إيجابي أكتر ومبسوط بنفسي".