"منيرة" تستعيد الوعي من حادث مروع بعد 27 عاما.. "معجزة ربانية"

"منيرة" تستعيد الوعي من حادث مروع بعد 27 عاما.. "معجزة ربانية"
- العائدون من الغيبوبة
- الغيبوبة
- تشنجات
- فقدان الذاكرة
- الشلل الحركي
- الشلل النصفي
- العائدون من الغيبوبة
- الغيبوبة
- تشنجات
- فقدان الذاكرة
- الشلل الحركي
- الشلل النصفي
قبل 29 عاماً وتحديداً عام 1991، كانت الإماراتية «منيرة عبدالله» فى الطريق إلى مدرسة طفلها 6 أعوام، استقلت السيارة مع صغيرها وعمه، وفى منتصف الطريق وقع الحادث، إصابات طفيفة طالت الجميع، بينما دخلت منيرة فى غيبوبة أفاقت منها بعد 27 عاماً، وهى تردد اسم صغيرها الذى بات رجلاً فى الثلاثينات.
ظل الصغير «عمر» يدقق النظر لجسد والدته، لم يدرك ما أصابها، يحدثها دون إجابة وينقل لها إحساسه بالوجع دون أن تطيب آلامه، عاد لمنزله برفقة أسرته، بينما بقيت والدته فى الغيبوبة، بعدما أصيبت بنزيف داخلى وضمور فى المخ جراء حادث السيارة.
تم تشخيص حالة السيدة الثلاثينية وقتها، بـ«الغيبوبة الخضرية»، أى أن إيقاظها غير مرتبط بوقت، فربما تمكث لسنوات طويلة فى نوم عميق، هكذا أيقن الأطباء، مكتفين بالإشراف الطبى على حالتها، حتى لا تصاب بتدهور جديد: «مكانش فيه أمل أنها هتفوق تانى»، هكذا تحدث ابنها «عمر» عبر «واتس آب».
"عمر": "أمى نسيت مخارج الكلام ومواضعه.. لكنها فاكرة القرآن كويس جداً".. ومازالت مصابة بالشلل الحركى وبعض الأمراض المرتبطة بالوعى والنطق
دارت الحياة من وراء «منيرة» فصغيرها تولت جدته مسئولية تربيته، وكان يسمح له بزيارتها برفقة إخوته أسبوعياً، ومرت السنوات وبلغ «عمر» أشده، وما اعتقده الأطباء نفاه الابن البار، الذى صار يرافق والدته يحكى لها تطورات الحياة، وما جناه من نجاح لم يذق حلاوته دون وجودها، طيلة فترة دراسته، مضيفاً: «كنت بحس أنها شايفانى وحاسة بزعلى حتى لو ما حكتش».
وفى عام 2004 اتبع «عمر» نصيحة والده حيث اتخذ من غرفة والدته مسكناً له، نقل حياته إليها يراقب أحوالها بنفسه، مترصداً لأى حركة طارئة على جسدها، يراها الشاب العشرينى، أملاً فى إنعاش حياتها مرة أخرى، لكن الأطباء لم يروها سوى إشارات ضعيفة دون تقدم ملحوظ، إلا أن «عمر» قال: «عمرى ما فقدت الأمل إنها هتقوم تانى».
مرت السنوات ولم يمنع بقاء «منيرة» فى الغيبوبة نمو جسدها الطبيعى، لكن عدم الحركة أصابها بضمور فى الجسم وتشوه فى تقويم الأيدى والأرجل، وتدهورت الحالة الجسدية للسيدة، التى أصبحت فى الخمسينات من عمرها، يقابلها الأطباء بالعلاج الطبيعى، ويبقى ابنها «عمر» متمسكاً بإيمانه الثابث بالمعجزات الربانية، وتابع: «كانوا شايفين أنها حالة نادرة.. استحالة تفوق تانى».
وفى ليلة تزامنت مع العشر الأواخر من شهر رمضان، علا صوت «عمر» بالبكاء والتوسل لله، وقتها حاول مقاومة النوم، ليبقى مراقباً لوالدته، بعد إصابتها بنوبة صرع مفاجئة، استشعر منها الخوف على حياتها، لكنه لم يدرك أنها بداية المعجزة، إذ استيقظ «عمر» على صوت متحشرج ينادى اسمه، فى البداية ظن أنه قادم من الخارج، صار يبحث عنه، لكن المفاجأة، أن مصدره كان والدته التى فتحت عينيها وظلت تردد اسمه: «المعجزة اتحققت».
فرحة غامرة شعر بها «عمر» حين استمع لوالدته تردد اسمه بعد 27 عاماً من الحرمان، وصفها بالمعجزة الربانية تجسدت مع والدته، الحالة النادرة التى حيرت الأطباء لأن: «محدش توقع إنها هتقوم تانى»، لكنها استيقظت ووجدت نفسها فى حياة مختلفة عما عاشته من قبل، لم تشعر بالغرابة تجاهها، وبحسب الابن، أن الحديث المتواصل معها طيلة الغيبوبة كانت تشعر به دون القدرة على التعبير: «لما فاقت قالت لنا إنها كانت بتسمعنا وتحس بينا لكنها مش قادرة تتكلم».
الصوت المتحشرج للأم الخمسينية بات أكثر وضوحاً عقب مرور أسبوعين على المعجزة، التى تجلت آياتها مرة ثانية، فرغم عدم قدرة «منيرة» على الحديث بشكل صحيح، لكنها لم تنس حفظها للقرآن الكريم والأحاديث النبوية، وعن هذا الوضع قال «عمر»: «أمى نسيت مخارج الكلام ومواضعه.. لكنها فاكرة القرآن الكريم كويس جداً».
إفاقة «منيرة» تمت فى منتصف عام 2018، تبعتها رحلة طويلة من التأهيل، فهى ما زالت مصابة بالشلل الحركى، لم تقو سوى على حركات بسيطة، كما أنها مصابة ببعض الأمراض الأخرى المرتبطة بدرجات الوعى والنطق، وما زالت فى المستشفى، تستقبل زيارات أسرتها بشكل متواصل للحديث معها دائماً عما يدور حولها، ومساعدتها فى تحسن درجات النطق لديها، واختتم «عمر»: «رحلتنا معها طويلة.. وضعها بيتحسن وبنحمد ربنا كل يوم على معجزته معها».