رئيس الشارقة للكتاب: زوار معرض الكتاب أمانة نحافظ عليها ومصر حضن العرب

رئيس الشارقة للكتاب: زوار معرض الكتاب أمانة نحافظ عليها ومصر حضن العرب
قال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، والمشرف على معرض الشارقة للكتاب، إن الإعداد للمعرض هذا العام استغرق الكثير من الوقت ما بين اجتماعات كثيرة ومناقشات وعصف ذهني، حيث تم وضع ثلاث سيناريوهات أخذ فيها كل الاعتبارات إذا ما أغلقت الحدود وتوقف الطيران، إلى أبعد الأمور وخطط العودة والسيطرة.
وأكد "العامري"، في حواره لـ "الوطن"، أن المشاركة المصرية هذا العام هي الأكبر بـ 202 جناح، قائلا "ربنا لايحرمنا من مصر، مصر الكتابة والإبداع المصري مهم جدا وجزء لايتجزأ من صناعة النشر العربي، ووجود الكتاب والمؤلف المصري في معرض الكتاب له أهمية قصوى، في إثراء المشهد الثقافي الفكري".
نص الحوار:
وسط ظرف استثنائي بسبب فيروس كورونا انطلق معرض الشارقة الدولي للكتاب لماذا كان الإصرار هذا العام على إقامة المعرض؟
اليوم معرض الشارقة للكتاب هو طوق النجاة لصناعة النشر في العالم العربي ولولا هذا المعرض لتأثرت صناعة النشر تأثرا كبيرا، لأننا لا نعلم متى ستقام معارض الكتاب الأخرى كلهم مترددون وفي حيرة من أمرهم. وكان توجيه سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات بعقد معرض الشارقة الدولي للكتاب على أرض الواقع منذ عيد الفطر الماضي، ونظرته كان بعيدة. فاليوم يعقد معرض الشارقة الدولي للكتاب باعتباره أول معرض دولي تجاري على مستوى العالم وقد ساعدتنا الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا والتي انتهجتها دولة الإمارات وهو ما جعل هناك ثقة لدى المشاركين بداية من الطيران والمطار والانفتاح على دول العالم، تلك الإجراءات ساعدت على اتخاذ قرارنا بعقد المعرض وإقامته في موعده.
في المقابل.. ألم يتخوف المشاركون من دول أخرى من المشاركة في المعرض؟
بالعكس هناك حالة من البهجة، فعلى سبيل المثال لدينا 202 ناشرا مصريا كثير منهم يقول إنه باع بشكل جيد، وقالوا يكفي أن المعرض أعطانا الأمل في هذا النفق المظلم، وعقد المعرض بالشارقة سيعطى المعارض الأخرى المتخوفة من هذه الخطوة القوة الدافعة للإقدام على عقد معارضها بالوطن العربي. فالناشرون يؤكدون أنهم لا يملكون في الوطن العربي شركات لتوزيع الكتاب، فالمعارض هي السبيل الوحيد لتسويق كتبهم، فاليوم نحن كسرنا حاجز الشك في إمكانية إقامة معرض للكتاب وفتحنا باب الأمل والتفاؤل ونحن لا نتحدى المرض بتلك الخطوة، ولا أحد يملك تحدي المرض ولكن نتحدى الظروف المعوقة التي لا تجعل الإنسان أحيانا قادرا أن يرى التفاؤل. والحمد لله رأينا الإيجابية في الإقبال على المعرض.
بالطبع شكلت كورونا ضغطا مضاعفا عليكم قبيل إقامة المعرض كم استغرقت مدة التحضير للمعرض؟
قمنا بإجراءات احترازية تضمن سلامة الزوار والناشرين في نفس الوقت، نحن نحافظ عليهم لأنهم أمانة، لدينا زوار خرجوا من بيوتهم ابتغاء القراءة والثقافة ليخرجوا محملين بالكتب، وزائرنا لا يتسكع أو يزور بلا هدف ولكن يزور المعرض لاقتناء ما يبغي من كتب ويغادر، وهو ما قلل من الازدحام، وفي نفس الوقت أرقام الزيارة مبشرة، وبخلاف الإجراءات الاحترازية المشددة الشيء الوحيد الذي تغير بشكل كلي كان إقامة ندوات وفعاليات المعرض افتراضيا، وبالرغم من أن الكتاب والمحاضرين كانوا على أتم الاستعداد للمشاركة والحضور ولكن رأينا أن تواجدهم سيزيد عدد الزوار الراغبين في حضور الندوات والجلسات، وهو ما يزيد من التزاحم، فمثلا يحضر ندوات أحمد مراد من 500 الى 800 شخص في القاعة وفي هذه الأيام أصبحت صور الازدحام شيئا سلبيا على غير العادة في السنوات السابقة كنا نفتخر بالزحام والإقبال، وكلما تخطينا مليون زائر كان ذلك إنجازا يحسب لنا. هذا العام المليون زائر في وقت واحد خبر يحسب علينا، فأنا مسئول على سلامة الزوار، وهي ليست فهلوة وشطارة فالأرقام الكبيرة من الزوار لا تضرني فقط ولكن تضر مجتمع كامل.
كونكم أول معرض للكتاب يعقد على أرض الواقع فقد وضعتم "كتالوج" إقامة المعارض في زمن كورونا وستسير عليه المعارض الأخرى، كم استغرق ذلك من وقت؟
استغرقنا الكثير من الوقت ما بين اجتماعات كثيرة ومناقشات وعصف ذهني ووضعنا ثلاث سيناريوهات اخذنا فيها كل الاعتبارات إذا ما أغلقت الحدود وتوقف الطيران، إلى أبعد الأمور وخطط العودة والسيطرة، قمنا بعمل لجنة طوارئ خاصة بنا ووضعنا مقترحات لرفعها للجنة الطوارئ العليا والتي رأت أننا مميزون ومنظمون ووضعنا كل الاعتبارات قبل بدء المعرض.
هدفنا ليس هدف تجميع ناس، نحن نريد أن يكون هناك تباعدا اجتماعيا، فاستخدمنا وسخرنا الواقع الافتراضي لإيصال هذه المحاضرة، ولم نشعر أى فرد بأنه ليس معرضا عاديا للكتاب، ولكنها ظروف استثنائية فرضت نفسها علينا وعلى الجميع، أنا لست بمعزل عن العالم، المصيبة الكبرى أن يقول كله تمام، وهو غير صحيح، وهنا المصيبة، نحن اليوم مسئولون، ولا يجب على المسئول أن يقوم بإجراء الفاعلية أيا كانت النتيجة ويحشد لها ويضر أرواحا هو مسئول عنها ولكن عليه أن يقوم بما يحفظ سلامة الجميع، وسلامة المجتمع أهم.
حدث تاريخي هام شهده المعرض هذا العام بإطلاق المعجم التاريخي.. ما أهمية هذا الحدث؟
لأكثر من مائة عام لم يتم إدخال أو مراجعة أي جديد على المعاجم القديمة حتى جاء سمو الشيخ القاسمي ووحد المجامع، وبدأ هذا المشروع الضخم وهو أول معجم يرجع للعصر الجاهلي وقبل العصر الجاهلي، يرجع لأصل اللغة، حيث يرجع الكلمات لأصولها باللغات السامية والنبطية، وأصل الكلمة اللغات السامية الخمس، فهذا المعجم تاريخي يأتي بالكلمة من أصولها، ليس من قرن أو 3 قرون، يتعدى هذا الزمان، إلى آلاف السنوات، لكي يعطى اللغة العربية حقها، والكلمة العربية أصلها، ولكل كلمة يعود ليرى من أين ومتى جاءت، مجهود ضخم رصد حرفين فقط في 8 مجلدات وباقي 26 حرفا.
حدثنا عن المشاركين في وضع هذا المعجم؟
300 باحث من كل الوطن العربي شاركوا في وضع هذا المعجم، وذلك دليل على نجاح مشروع الشارقة الثقافي، من السودان ومصر، من كل مكان في العالم والمغرب العربي، لهم بصمة في المعجم مميزة، ومجمع اللغة العربية في الشارقة يخدم الأهداف التى حددها صاحب السمو، ويخدم اللغة العربية ونشرها ونشر الثقافة العربية في العالم من خلال تجويد اللغة العربية.
المشاركة المصرية هذا العام هي الأكبر فكيف أثرت المعرض هذا العام؟
ربنا لايحرمنا من مصر، مصر الكتابة، والإبداع المصري مهم جدا، وجزء لايتجزأ من صناعة النشر العربي، ووجود الكتاب والمؤلف المصري في معرض الكتاب له أهمية قصوى، في إثراء المشهد الثقافي الفكري، في الإمارات وعلى مستوى العالم، مصر لها بصمات مهمة، أصل الثقافة والحضارة الفرعونية، المشاركة المصرية الأكبر هذا العام، 2020 دار نشر مصرية.
شهد المعرض هذا العام العديد من اللقاءات التي جمعتكم بسفراء أجانب ماذا تم خلالها؟
زار المعرض مجموعة كبيرة من السفراء مثل السويد وكندا وفرنسا، وتم توقيع بروتوكولات تعاون ثقافي مع هذه الدول، فالشارقة تلعب دورا محوريا وهي بوابة التقاء الثقافات، الشارقة اليوم مصدرة للثقافة العربية للعالم، والبوابة التي تخرج منها الثقافة العربية لمختلف دول العالم، مما يؤكد أهمية المعرض في إرساء الثقافة والفكر.