وزير الإنتاج الحربي: نسعى للوصول بالصناعة المصرية إلى العالمية

وزير الإنتاج الحربي: نسعى للوصول بالصناعة المصرية إلى العالمية
ألقى اللواء محمد أحمد مرسي، وزير الإنتاج الحربي، اليوم الثلاثاء، كلمة خلال احتفال الوزارة بعيدها الـ66، في ذكرى إنتاج أول طلقة مصرية.
وقال اللواء مرسي، إنّ مصر على مدار التاريخ عُرفت بأنها بلد الحضارة، وتميزت لمن يقرأ التاريخ بأنّ لديها مقوماتٍ تاريخية وحضارية وصناعية تُغلفُها إِنسانيتُنا الفريدة من نوعها، وعلى مدار تاريخ مصر توجد لمحاتٌ صناعيةٌ مهمة فشعار الإنتاج الحربي هو العجلةُ الحربية، وهي مصرية التصميم والصنع منذ آلاف السنين وهي التي استخدمت لتوحيد قطري مِصر.
وتابع: لقد كان لـ"الإنتاج الحربي" الذي نحتفلُ اليوم بعيده الـ 66 ذكرى مهمة في تاريخ مِصر، إذ بدأ في 23 أكتوبر 1954 ليلبي احتياجات القوات المسلحة ويعمل في صناعة معدات عسكرية قوية، وكأنّ التاريخ وقبل 19 عاما حيث انتصارات أكتوبر يُشير إلينا بأنّ هذا الشهر شهر أكتوبر يحمل انتصارا للكرامة المصرية.
وأضاف أنّه على مدار تاريخ "الإنتاج الحربي" فقد عَملَ أيضا على مساندة الاقتصاد المصري عبر منظومة متكاملة صناعية وبحثية وتدريبية، لإنتاج منتجات مدنية تخدم المواطن المصري، ودعوني أوضح هنا أنّ استغلال فائض الطاقات الإنتاجية لا يقلل من مَهمَةْ الإنتاج الحربي الرئيسية بل على العكس يدعَمُها حيث يُزِيِدْ من مهارة العامل ويحافظ على كفاءة المعدة.
واستكمل أنّه في ضوءِ مسيرةِ عطاء لكيانٍ مهم وهو كيان الإنتاج الحربي، وفارسٌ نبيل، أطلقنا اليوم لمحة تكريم لروحه الطاهرة روح الفريق/ محمد سعيد العصار، وهي اللمحة التي ستمتد وتتواصل لتكريم قيادات الإنتاج الحربي السابقين، ونؤكد على وجودِها وأستمراِرها على مدار الاحتفالات المقبلة، وهنا نؤكد على معانٍ هامة نريد غرسها داخل قلاع الإنتاج الحربي، ألا وهي "الوفاء - التواصل والانتماء".
واستطرد: كما نستهدف تعزيز التواصل بين القيادات سواء ما بين القادة والعمال والمهندسين أو بين العمال والمهندسين وبعضهم البعض، فنحن جهةُ صناعية ونعي جيداً قيمةَ الترس الواحد مهما صغر لباقي التروس داخل المُعدة، وجميعنا نُكمل بعضُنا البعض لدفع عجلةَ الإنتاج والنهوض بمصرنا الغالية، وفي هذا العام نكرم عدد أكبر من الشباب والعمال تحت سن الأربعين، لأننا نؤمن بدور الشباب كما نؤمن أيضا بالخبرة المتأصلة لدى عمالنا فوق سن الأربعين.
وقال إنّ تكريمات اليوم هي نتاجٌ لما بذلتموه من مجهودات خلال العام الماضي، وتحفيز لجميع العاملين بوزارة الإنتاج الحربي وشركاتِها ووحداتِها لتقديم المزيد وتحقيق أفضل أداء وتشجيعكم على الابتكار والإبداع بما يعود بالتقدم والازدهار ويحقق تنميةً مستدامة لوطننا الغالي مِصر.
وأكد أنّه "بمجهوداتكم وتوجيهات القيادات بالإنتاج الحربى ظهر هذا جليا في إيرادات النشاط، ففي عام 2019/2020 بلغ إجمالي إيرادات النشاط (15.5) مليار جنيه، بينما بلغ في عام 2018/2019 (13.2) مليار جنيه بمعدل نمو 17%، وهو ما يعكس تقدما في هذا الشأن".
وتابع أنّه بالنسبة لإنجازات الوزارة في المجال العسكري، وهو دورها الرئيسي والمتمثل في تدبير احتياجات القوات المسلحة وكذا مطالب إدارات وهيئات وزارة الداخلية من أسلحة وذخائر ومعدات فخلال العام الماضي وفي إطار تحول الدولة المصرية إلى المجتمع الرقمي، سعت وزارة الإنتاج الحربي من خلال رئاسة لجنة تنمية الصناعات الرقمية وعضوية تحالف التحول الرقمي، إلى تطبيق منظومة الكود الموحد بالتعاون مع هيئة تسليح القوات المسلحة، وتطبيق مفاهيم الثورة الصناعية الرابعة على خط إنتاج بشركة أبوزعبل للصناعات المتخصصة (مصنع 300 الحربي).
وزاد: خلال هذا العام وتحديداً في يوم الاثنين الموافق 17/2/2020 تشرّف "الإنتاج الحربي" بقيام الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بافتتاح شركة أبو زعبل للصناعات المتخصصة لإنتاج ذخائر الأسلحة الصغيرة والمتوسطة والقذائف، كما افتتح سيادته في ذات اليوم عبر الفيديو كونفرانس عَدد آخر من المشروعات الجديدة للإنتاج الحربي بـ3 مصانع أخرى.
وفيما يتعلق بإنجازات الوزارة في المجال المدني، أوضح اللواء مرسي، أنّ الوزارة ساهمت في تنفيذ العديد من المشروعات القومية بالدولة بالتعاون مع الوزارات والهيئات والمحافظات، منها على سبيل المثال لا الحصر التعاون مع وزارة الثقافة في مجال إنشاء المسارح المتنقلة، وافتتاح مصنع للنجيل الصناعي وبمشاركة وزارة الشباب والرياضة بمواصفات عالمية معتمدة ومطابقة لمواصفات "الفيفا".
وأوضح أنّه جرى البدءْ في إنشاء مصنع للمصاعد الكهربائية، كما شاركت الوزارة في وضع استراتيجية توطين صناعة المركبات الكهربائية في مصر وتحويل المركبات للعمل بالوقود المزدوج أو الغاز الطبيعي، وتوقيع اتفاقية لإنشاء مصنع لإنتاج إطارات المركبات المختلفة بالتعاون مع وزارة قطاع الأعمال والهيئة العربية للتصنيع.
وأضاف: جرى تكليفي من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعدد من التوجيهات بعد حلفي اليمين الدستورية من أجل استكمال مسيرة العمل بوزارة الإنتاج الحربي، وتركزت هذه التوجيهات حول ضرورة السير وفقاً للمخططات الموضوعة للوزارة والعمل على تطويرها بصفة مستمرة وعلى التكامل مع جميع الجهات التصنيعية بالدولة من وزارة التجارة والصناعة ووزارة قطاع الأعمال وما تمتلكه من شركاتٍ والهيئة العربية للتصنيع واتحاد الصناعات، إضافة لمختلف شركات القطاع الخاص والشركات الأجنبية من أجل دعم وتعميق التصنيع المحلى للمنتجات العسكرية والمدنية ونقل وتوطين التكنولوجيا في هذه المجالات، لذا فهنالك تنسيقٍ وتكامل واجتماعاتٌ دورية مشتركة لتنظيم هذا التعاون بما يحقق المصلحة العامة والاستغلال الأمثل للموارد والإمكانيات المحلية على وجه يتفق مع سياسة الدولة لتعميق التصنيع المحلى وتلبية مطالب خطط التنمية الشاملة للدولة.
وأكد: ستستمر وزارة الإنتاج الحربي خلال الفترة المقبلة في تنفيذ دورها الرئيسي، كما ستستمر في تنفيذ رؤيتها لاستغلال فائض الطاقات الإنتاجية المتوفرة لتلبية متطلبات السوق المصري والمساهمة في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى بالدولة، وجار استكمال تنفيذ (192) مشروعا قوميا وتنموي لصالح وزارات ومحافظات وهيئات الدولة المختلفة بقيمة (25) مليار جنيه في مجالات (الكهرباء والطاقة، تنقية ومعالجة المياه، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الإنشاءات والمرافق والطرق، النقل والموصلات، التنمية المحلية، الموارد المائية والري، الزراعة وإستصلاح الأراضي، السياحة والآثار).
وتابع: تمثل هذه المشروعات إضافة صناعية جديدة في مصر بما يخدم المواطنين ويعود بالنفع على الاقتصاد المصري، وجار العمل على تأسيس عدد من الشركات الصناعية الجديدة تعمل في مجال: إنتاج خلايا ألواح الطاقة الشمسية بدءً من الكوارتز المصري إنتاج إطارات السيارات، إنتاج الأتوبيسات الكهربائية، إنتاج أسطوانات الغاز الطبيعي، وإنتاج محطات تنقية المياه بتكنولوجيا ZLD.
وأوضح أنّه جار العمل على إنشاء عدد من خطوط الإنتاج الجديدة لإنتاج بعض المعدات الهندسية مثل اللودر والهراس والكلارك، وإنتاج الجرارات ، ومعدات الميكنة الزراعية، إضافة لإنتاج فلاتر محطات توليد الكهرباء.
ولفت إلى أنّ وزارة الإنتاج الحربي تُعد الركيزة الأولى للتصنيع العسكري وأحد أهم الأذرع الصناعية للدولة، وهو الدور الذي لن يكتمل إلا بجهد وسواعد أبناء الإنتاج الحربي المخلصين لدفع عجلة الإنتاج والتنمية، لذا فخلال المرحلة المقبلة سيتم المرور على جميع الشركات والوحدات لعقد لقاءات مع رؤساء مجالس إدارات الشركات والقيادات والمهندسين والعمال بكل شركة، للاستماع لمقترحاتهم لتطوير العملية الإنتاجية وحل المشكلات الفنية والإدارية.
وقال إنّه سيكون هناك المزيد من الاهتمام بتمكين الشباب وتأهيلهم للقيادة، وتصعيد الكوادر المتميزة لشغل المناصب القيادية وعقد الدورات التدريبية لهم، لنقل الخبرات للعاملين وبناء جيل جديد من المهندسين المتخصصين في برمجة ماكينات التحكم الرقمي، بما يحقق التميز المؤسسي ويصب في صالح العاملين بالإنتاج الحربي.
وزاد: سنحرص دائما وأبدا على تطوير منظومة العمل لدينا بشكل دائم، والاستعانة بخبرات الشركات العالمية المختلفة واضعين نَصبٌ أعيُنِنا هدفٌ نسعى للوصول إليه، وهو دفع الصناعة المصرية والوصول بها إلى العالمية لتحقيق نهضة صناعية وتَنمية مستدامة للدولة، ولدينا ُطُموحٌ مشروع أن يكون القادم أفضل، وأن نظل نعمل جاهدين بلا توقف أمام أي معوقاتٍ قد تُعرقِل عجلة الإنتاج واثقينُ في أنفُسنِا وفى توفيقِ اللِه لنا لخدمة وطنِنا الغالي مصر.
وأضاف أنّه نظرا لارتفاع قيمة المستلزمات الطبية والأدوية المنصرفة للمرضى ومرضى حديثي الولادة المبتسرين، ولتخفيف الأعباء المالية ورفع الروح المعنوية لدى العاملين لبذل المزيد من الجهَد، فقد قررنا الآتي:
أولا: الموافقة على رفع الحد الأقصى لعلاج العاملين بالإنتاج الحربي بلائحة العلاج التكميلي من 25 ألف جنيه ليكون 30 ألف جنيه. ورفع الحد الأقصى لعمليات القلب والقسطرة من 40 ألف جنيه إلى 50 ألف جنيه.
ثانيا: الموافقة على رفع الحد الأقصى لعلاج مرضى حديثي الولادة (المبتسرين) بلائحة العلاج التكميلي من 25 ألف جنيه ليكون 40 ألف جنيه.
ثالثا: المشاركة في مبادرة رئيس الجمهورية بالكشف عن الأمراض المزمنة والكشف المبكر على أورام الثدي للعاملات بالوزارة، إذ جرى النشر على شركات الإنتاج الحربي بإجراء فحوصات شاملة لصحة المرأة، تشمل أشعة ماموجرام - موجات صوتية على الثديين وعمل تحاليل (صورة دم كاملة، وظائف كبد، وظائف كلى، سكر بالدم، كوليسترول)، للعاملات المشتركات وغير المشتركات بالعلاج التكميلي بأسعار رمزية.
وأتمّ: في نهاية كلمتي أود أن أشكركم جميعا رجالا ونساءً لمساهمتكم وعملكِم الجاد للوصول إلى ما حققناه اليوم من إنجاز، وأقول لكل من ساهَم في تحقَيق هذَا الإنجاز إنّ هذا النجاح هو بداية الطريق وليس نهايته، وكلي أمل في قيام الجميع بالسعي للحفاظ على هذا النجاح وبذل المزيد من الجَهد والعرق للاستمرار في النهوض بصناعاتنا العسكرية والمدنية وتحقيق أهدافنا في خدمة المجتمع. داعيا المولى عز وجل أن يحمي بلادنا، ويسدد على طريق الحق خُطاَنا.