3 ملفات.. السر في تأييد إسرائيل لـ"فيل ترامب" والقلق من "حمار بايدن"

3 ملفات.. السر في تأييد إسرائيل لـ"فيل ترامب" والقلق من "حمار بايدن"
- الانتخابات الأمريكية
- إسرائيل والانتخابات الأمريكية
- دونالد ترامب
- جو بايدن
- الفيل والحمار
- الانتخابات الأمريكية
- إسرائيل والانتخابات الأمريكية
- دونالد ترامب
- جو بايدن
- الفيل والحمار
منذ إنشاء الكيان الإسرائيلي "إسرائيل" في مايو عام 1948، وهي تعتمد اعتمادا كليا على الإدارة الأمريكية، ولم تبخل إدارة البيت الأبيض في تقديم الدعم لإسرائيل طوال العقود الماضية، حتى مع تعاقب الرؤساء الأمريكيين، واختلاف انتماءاتهم للحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، الديموقراطي والجمهوري، إلا أن المشهد في انتخابات 2020 في أمريكا مختلف، حيث يتمنى الشعب الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فوز المرشح الجمهوري (ورمزه الحزبي الفيل) دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، بينما تقلق إسرائيل من فوز المرشح الديموقراطي (ورمزه الانتخابي الحمار) جو بايدن.
وانحياز إسرائيل لفكر الإدارة "الجمهورية"، في انتخابات 2020، وقلقها من الإدارة "الديموقراطية"، له 3 ملفات مصيرية بالنسبة لإسرائيل، اتسمت فيها سياسة ترامب الجمهوري بالحسم لصالح تل أبيب خلال رئاسته للولايات المتحد الحالية، والرعونة من قبل باراك أوباما الديموقراطي خلل رئاسته لأمريكا من 2008 إلى 2016، والملفات الثلاثة هي: الخطر الإيراني على إسرائيل، واتفاقات السلام (التطبيع) مع الدول العربية والإسلامية، ومستقبل المستوطنات في القضية الفلسطينية.
إسرائيل تؤيد ترامب وتقلق من بايدن
أعرب نحو ثلثي الإسرائيليين الذين شاركوا في استطلاع للرأي حول الانتخابات الأمريكية الوشيكة، أجراه موقع "آي 24" الإسرائيلي، عن أملهم في أن يفوز في الانتخابات الأمريكية الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب، لعلاقته القريبة جدا من إسرائيل، ويرى نصف الإسرائيليين أنه في حال فاز الديموقراطي جو بايدن في الانتخابات فإن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ستتضرر.
وجاءت نتيجة الاستطلاع، الذي أجراه الموقع الإسرائيلي، عند سؤال أي مرشح للرئاسة الأمريكية تعتقد أنه سيكون أفضل لإسرائيل؟ فقال نحو ثلثي المشاركين وتحديدا 63.3% بأنهم يرون دونالد ترامب هو الأفضل، بينما قال 18.8% منهم بأن الأفضل هو جو بايدن. وقال 10.4% إنه لا يرى أي فرق بينهم وأن كلاهما جيد لإسرائيل، فيما أجاب 4.4% بأنهم لا يعرفون الإجابة، ويرى 3.1% أن لا أحد منهما جيد لإسرائيل.
وأما عن السؤال القائل: يعتبر رئيس الوزراء نتنياهو مقربًا بشكل خاص من الرئيس ترامب. إذا تم انتخاب جو بايدن رئيسًا، هل تعتقد أن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة سوف تتضرر؟ فقد أجاب 50.9% بنعم بينما قال 43.5% بكلا وقال 5.6% لا أعرف، بحسب الاستطلاع الذي شارك فيه شريحة واسعة من المجتمع الإسرائيلي بكل أطيافه.
وبالرغم من تعهد المرشح الرئاسي الديموقراطي جو بايدن بإنه إذا فاز فى انتخابات الرئاسة الأمريكية فإنه يضمن أمن إسرائيل والحفاظ على قدرتها للدفاع عن نفسها، إلا أن هناك مخاوف في الأوساط الإسرائيلية من فوزه في الانتخابات، وما سيسببه من تقليل فرص ضم المستوطنات في الضفة الغربية، واعتبرت "هيئة البث الإسرائيلية" أن قلق قادة المستوطنات أمر طبيعي، خاصة وأن مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن أكد أكثر من مرة أنه ينبغي على إسرائيل التوقف عن بناء المستوطنات والحديث عن الضم والسماح بحل الدولتين.
التخوف الإسرائيلي من التوسع الإيراني
يعد التخوف الإسرائيلي من التوسع الإيراني في المنطقة وسعيها لامتلاك سلاح نووي، أبرز ما يشغل المواطن الإسرائيلي ورئيس الوزراء نتنياهو، وهنا يتجلى بوضوح حسم الجمهوريين ورعونة الديموقراطيين، بالنسبة لسياسات إسرائيل، فخلال رئاسة ترامب الحالية، تخلي الرئيس الجمهوري عن الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي وقعة الرئيس السابق الديموقراطي باراك أوباما، وكان الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي أبرز وعود ترامب في الانتخابات الأمريكية 2016.
ورغم أن موقف إيران الرسمي يعتقد بأنه لا فرق في موقف الحزبين الأمريكيين (الجمهور والديموقراطي) تجاه طهران، إلا أن الخبراء الإيرانيين يأملون بأن يشق انتصار بايدن الطريق إلى استئناف الاتفاق النووي ورفع العقوبات الاقتصادية التي فرضت في عهد ترامب، بحسب وكالات الأنباء الإيرانية.
الانتخابات الأمريكية وملف التطبيع العربي-الإسرائيلي
قبل أقل من شهرين من الانتخابات الأمريكية، تسارعت اتفاقيات العلاقات بين دول عربية وإسرائيل (التطبيع)، وبدأت بالإمارات، ثم البحرين، وأخيرا السودان، وكلها برعاية أمريكية ويعلن عنها الرئيس الجمهوري ترامب، ويصرح بعدها أن هناك دولاً أخرى ستنضم إلى قطار التطبيع قريباً.
ويرى محللون مطلعون على الشأن الأمريكي والعربي، مع اقتراب الانتخابات الأمريكية التي سيتحدد معها اسم ساكن البيت الأبيض، أن نتائج تلك الانتخابات قد تسهم إما في تسارع وتيرة العمل في ملف تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية إذا انتخب ترامب مجدداً، أو تهدئة تلك الوتيرة المتسارعة بل وربما تجميد الملف بأكلمه إذا انتخب جو بايدن، بحسب شبكة "دويتش فيلا" الألمانية.
ويعتقد المحللون أنه في حال فوز بايدن بالرئاسة الأمريكية فلن يحوز ملف اتفاقات السلام بين إسرائيل والدول العربية على جانب كبير من الاهتمام، خاصة مع غياب أشخاص من نوعية جاريد كوشنر صهر ترامب ومستشاره، الذي يتحرك في الأمر من منطلق عقائدي (مسيحي إنجيلي) بصورة أكبر مما تحركه المصالح السياسية للولايات المتحدة، ويرجع بعض المحللين السبب في ذلك إلى أن جو بايدن نفسه شخص كاثوليكي وأن الدائرة المحيطة به لايوجد بها الكثيرون من المسيحيين الإنجيليين كالدائرة الحالية المحيطة بترامب، كما أن بايدن نفسه أظهر غير ذات مرة أن هذا الملف ليس على قائمة أولوياته. ويرى الدكتور ادموند راتكه خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة "كونراد أديناور" في برلين أن هذا الأمر صحيح إلى حد بعيد، ما قد يؤثر بالفعل مستقبلاً على حجم الإنجاز في ملف التطبيع العربي الإسرائيلي، بحسب "دويتش فيلا".
مصير المستوطنات والقضية الفلسطينية مع الساكن الجديدي للبيت الأبيض
وصل الدعم الأمريكي لإسرائيل إلى ذروته في ظل إدارة ترامب الحالية، وفي عهد الرئيس الجمهوري الحالي قدمت الإدارة الأمريكية كل سبل الدعم فترامب نفذ ما خشي منه رؤساء أمريكا السابقين، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، كما طرح "خطة السلام" التي تصب في مصلحة إسرائيل ودعم نتنياهو في سياسته التوسعية في الاستيطان وبناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
ومع اقتراب تحديد هوية الساكن الجديد في البيت الأبيض وفرض سيلسة حزبه، بدأ قادة المستوطنين في إسرائيل حملة ضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لضم مستوطنات في الضفة الغربية، تخوفا من خسارة ترامب الانتخابات المقرر انطلاقها غدًا، وفوز جو بايدن الديموقراطي، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان 11"، إن المستوطنين متشائمون من إمكانية فوز ترامب، ويعتقد قادتهم أن "نافذة الفرص" أمامهم تضيق مع الوقت، وأن على نتنياهو تمرير قانون لشرعنة ضم جزء من المستوطنات حتى 21 يناير المقبل، وهو يوم تنصيب الرئيس الجديد في الولايات المتحدة، أي أنه في حالة فوز بايدن فقبل أن يتولى الرئاسة رسميا.
وسبق للمرشح الديمقراطي جو بايدن أن قال إن على إسرائيل "وقف البناء في المستوطنات، ووقف الحديث عن الضم، والسماح بحل الدولتين. نتنياهو ومواطنو إسرائيل يعرفون ما هو موقفي. أوضحت أنني، كرئيس، سأعارض الضم. سأعيد المساعدات للفلسطينيين، وفقا للقانون الأمريكي، وسأفتح من جديد قنصلية شرقي القدس".
وتابع بايدن أن "موقف نتنياهو بخصوص الضم خاطئ، وبرأيي هو يخضع لليمين المتطرف بغية الاستمرار في الحكم. لكنني أعتقد، في المقابل، أن القيادة الفلسطينية لم تستغل الفرصة التي منحت لها".
رئاسة أمريكا بين "الفيل الجمهوري" و"الحمار الديمقراطي"
بدأت قصة الحمار مع الديمقراطيين في أمريكا سنة 1828 حينما اختار المرشح الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة آنذاك أندرو جاكسون شعار "لنترك الشعب يحكم" في خطوة أثارت سخرية الحزب الجمهوري الذي وصف هذا الشعار بأنه شعار رخيص، فما كان من جاكسون إلا أن اختار حمارا رمادي اللون جميل المظهر وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية للدعاية لبرنامجه الانتخابي "الشعبوي" ضد منافسه الذي كان يظهر على أنه "نخبوي" وليس قريبا من هموم الناس، وتحول الحمار إلى رمز سياسي للحزب الديمقراطي بشكل واسع النطاق سنة 1870، عندما اختار رسام الكاريكاتير توماس ناست حمار أسود اللون "عنيد" كرمز للحزب الديمقراطي، ومنذ ذلك الحين أصبح الديمقراطيون يفخرون بحمارهم، بحسب موقع إذاعة "مونت كارلو" الدولية.
أما الفيل الجمهوري الضخم ظهر كشعار للحزب الجمهوري الأمريكي للمرة الأولى في دعاية سياسية مساندة لأبراهام لينكلن خلال الانتخابات الرئاسية عام 1860، وتحول الفيل أيضا إلى شعار سياسي للجمهوريين عام 1870 عندما عبر نفس الرسام عن تذمره مما وصفه بخروج الحزب الجمهوري عن قيمه الليبرالية واختصر الحزب في رسم كاريكاتوري لفيل ضخم مذعور يحطم كل ما تطؤه قدماه، وكتب على جسمه عبارة "الصوت الجمهوري". وعلى غرار الحمار الديموقراطي يحظى الفيل الجمهوري باهتمام إعلامي بالغ في كل مناسبة سياسية في الولايات المتحدة وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية، بحسب "مونت كارلو".