طفرة في نشاط التمويل الاستهلاكي.. وقيادات القطاع: قادرون على منافسة منتجات "التجزئة" بالبنوك

كتب:  مصطفى محمود

طفرة في نشاط التمويل الاستهلاكي.. وقيادات القطاع: قادرون على منافسة منتجات "التجزئة" بالبنوك

طفرة في نشاط التمويل الاستهلاكي.. وقيادات القطاع: قادرون على منافسة منتجات "التجزئة" بالبنوك

مع زيادة ثقة المستهلكين فى شركات التمويل الاستهلاكى، التى لعبت دوراً بارزاً خلال الشهور الأخيرة -بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا- فى توفير التمويل اللازم للعملاء والحفاظ على السيولة التى يمتلكونها فى ظل تفشى الوباء عالمياً ومحلياً، توسعت هذه الشركات فى تقديم العديد من الخدمات، التى يأتى فى مقدمتها تقسيط المصاريف المدرسية والجامعية للطلاب، إلى جانب خدمات التقسيط على العديد من المنتجات، مثل الأجهزة المنزلية والأدوات والسلع الاستهلاكية. وشهدت الفترة الأخيرة إقبالاً من قبل شركات الاستثمارات المالية نحو تأسيس كيانات تابعة فى مجال التمويل الاستهلاكى، حيث أعلنت شركة برايم القابضة عن تأسيس شركة «برايم فينتك» للخدمات المالية غير المصرفية، كما أنهت شركة بلتون المالية القابضة إجراءات إطلاق ذراعها «بيل كاش» للتمويل الاستهلاكى، فضلاً عن الشركات العاملة بالفعل، التى تتوسع فى السوق المحلية، والتى يأتى فى مقدمتها «فاليو» و«أمان للتقسيط» و«سهولة للتقسيط» و«بريميوم كارد». وفى ظل تشابه المنتجات التى تقدمها كل من شركات التمويل الاستهلاكى وقطاعات التجزئة المصرفية بالبنوك، يبرز تساؤل حول شكل وطبيعة المنافسة التى يمكن أن تشكلها هذه الشركات بالنسبة للبنوك فيما يتعلق بتمويل الأفراد، خاصة بعد وضع الهيئة العامة للرقابة المالية الإطار القانونى وضوابط تنظيم عمل هذه الشركات. وفى هذا الصدد، قال بول أنطاكى، رئيس مجلس إدارة شركة بريميوم كارد، إن العلاقة بين البنوك وشركات التمويل الاستهلاكى أصبحت علاقة تنافسية، خاصة فى ظل إتاحة البنوك لخدمات تقسيط المنتجات من خلال البطاقات الائتمانية الخاصة بها، بالإضافة إلى توسع البنوك فى التعامل مع التجار، وهم الفئة التى ترتكز عليها أغلب معاملات شركات التمويل الاستهلاكى، على حد وصفه. ونوه «أنطاكى» بأن الميزة التى تقدمها بريميوم لعملائها تتمثل فى «الاستمرارية» فى التقسيط بدون فوائد لمدة 10 شهور، وليست لمدة معينة كباقى البطاقات البنكية، مشيراً إلى أن بعض عملاء الشركة غير متعاملين مع البنوك والبعض الآخر من المتعاملين مع القطاع المصرفى. وأوضح أن أبرز مزايا الشركة تتمثل فى تقديم الخدمة للعميل دون فوائد، حيث فضلت المستهلك على التاجر، حيث إن بريميوم تحصل على هامش الربح من التاجر المتعاقدة معه، لافتاً إلى أن شركة بريميوم عقدت مؤخراً شراكة مع كايرو فستيفال سيتى مول، لتقديم برنامج تقسيط للمتسوقين فى المول ليتمكنوا من الدفع بنظام التقسيط بدون فوائد.

وليد حسونة: التركيز على منتج واحد يحفز شركات التمويل الاستهلاكي على النمو بوتيرة أسرع من البنوك

من جانبه قال وليد حسونة، الرئيس التنفيذى لشركة المجموعة المالية فاينانس القابضة، التابعة للمجموعة المالية هيرميس، التى تضم تحت مظلتها شركة فاليو لخدمات البيع بالتقسيط، إن «فاليو» تركز بشكل كبير على التوسع بكافة خدماتها، خاصةً خدمات التعليم وتقسيط المصروفات الدراسية للعملاء، مشيراً إلى أن الشركة تقدم خدمات التقسيط لنحو 12 مدرسة فى جميع مراحل التعليم الأساسى وقبل الجامعى. وأشار إلى أن الشركة تسعى حالياً للتوسع فى تقديم خدماتها لمرحلة التعليم ما بعد الجامعى، على أن يتم تفعيل هذه المرحلة قبل نهاية العام الجارى، لافتاً إلى أن الشركة نفذت نحو 250 عملية تمويلية فى قطاع التعليم. وحول ضوابط الإقراض بالشركة، أوضح «حسونة» أن الشركة ملتزمة بتعليمات البنك المركزى المصرى فى الحد الأقصى لمنح التمويل، بألا يزيد القسط على 50% من الدخل الشهرى للعميل، وذلك لكى تتمكن الشركة من الحصول على تمويلات من البنوك. وفيما يخص طبيعة العلاقة بين البنوك وشركات التمويل الاستهلاكى، ذكر أن العلاقة تكاملية وليست تنافسية بشكل مباشر، موضحاً أن هذا المجال يحتاج لأعداد كبيرة جداً من الموظفين، إلى جانب استخدام تكنولوجيا معينة عالية التكلفة وذلك للتركيز على منتج واحد، فى حين أن البنوك تقدم مجموعة كبيرة من المنتجات على عكس شركات التمويل الاستهلاكى أو خدمات البيع بالتقسيط. وتابع: «كما أن الشركات المختصة تنمو بوتيرة سريعة نتيجة التركيز على منتج واحد، إلا أن البنوك ما زالت تستحوذ على نصيب الأسد من الحصة السوقية، خاصة أن اللاعبين فى هذا المجال من شركات التمويل الاستهلاكى ما زال عددهم محدوداً». ونوه بأن التكامل بين شركات التمويل الاستهلاكى والبنوك يبرز فى عمليات منح التمويل من قبل الأخيرة للشركات. واستطرد بأن أبرز المميزات التى تجعل العميل يتجه إلى «فاليو»، تتمثل فى امتلاك الشركة شبكة واسعة من التجار تصل إلى 840 تاجراً، يمتلكون أكثر من ٣٠٠٠ نقطة بيع وما يزيد على 120 منصة إلكترونية مثل سوق وغيرها، بالإضافة إلى سهولة وسرعة الحصول على التمويل، وتعدد طرق الدفع، إلى جانب طول مدة التمويل، التى تصل إلى نحو 60 شهراً. وفى السياق نفسه، قال حازم مدنى، العضو المنتدب لشركة سهولة للتمويل الاستهلاكى، إن العلاقة بين البنوك وشركات التمويل الاستهلاكى «ذات حدين»، حيث إنها تأخذ شكلاً تنافسياً أحياناً، وشكلاً تكاملياً أحياناً أخرى. وأوضح أن العلاقة التكاملية تبرز من خلال حصول الشركات على التسهيلات الائتمانية والقروض من البنوك بغرض إعادة إقراضها مرة أخرى، بينما يظهر الشكل التنافسى فى جذب فئات العملاء التى ترغب فى الحصول على التمويل، والتى تتنافس البنوك والشركات على جذبها. وأضاف «مدنى» أن هناك فروقاً جوهرية بين الشركات والبنوك، حيث تتمتع شركات التمويل الاستهلاكى بسرعة منح التمويل، مشيراً إلى أن شركة سهولة تمنح التمويل بعد عدة دقائق من الاستعلام عن العميل.


مواضيع متعلقة