طاقم تمريض مؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان".. جنود إنقاذ المشردين المجهولين

طاقم تمريض مؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان".. جنود إنقاذ المشردين المجهولين
دورهم غير ظاهر للعامة، لكن لا يخفى على أحد، أنهم أحد أهم الركائز التي تعتمد عليهم المؤسسات الطبية بشكل عام، ومؤسسة معانا لإنقاذ إنسان بشكل خاص.
فريق التمريض، هو المجموعة التي يقع على عاتقها استقبال المشردين، وعمل قياس للعمليات الحيوية داخل الجسم، إلى جانب العمل على دمج الحالات اجتماعيا مع ذويهم.
محمود جمال، أحد هؤلاء، من مدينة دسوق بمحافظة كفرالشيخ، منذ عامين يعمل في مجال التمريض، بعد أن حصل على شهادة التمريض من أحد الأكاديميات الخاصة، وكتب له العمل داخل المؤسسة، حيث وجد نفسه وسط هؤلاء القائمين علي فعل الخير: "اتعرفنا على الناس هنا، وبنساعدهم في عمل الخير، بعيدا عن المقابل المادي، اللي مش حاطه في بالي من الأساس".
لا يقتصر دور "محمود" ورفاقه، على استقبال الحالات، لكن ربما يذهب البعض منهم مع فريق الإنقاذ لجلب المشردين: "بنجيب حالات من الشارع، بنعمل لها نضافه شخصية، بعد كده قياس العمليات الحيوية، ولو المكان مفهوش إمكانيات، بيطلع حد مننا مع الحالة للمستشفى، ده غير إننا بنحاول نساعد الحالات على الاندماج مع زمايلهم هنا في الدار، ونرجع لهم ثقتهم في الناس من تاني، لأن معظمهم بيكون اتذي جامد من الناس طول فترة وجوده في الشارع، فبيكون خايف من أي حد، وعلشان كده بنحاول ندمجه مع الناس".
علي الرغم من أن" محمود"، يظل بعيدا عن أهله وذويه لعدة أشهر إلا أنه يعتبر أنه يعمل بمهنة مقدسة: "بنزل البلد بالتبادل مع زمايلي هنا، ونفسي مصر تكون خالية من التشرد، والناس كلها ترجع لأهلها، ومعنديش مشكله في الشغل طالما بعمل خير، والناس كلهم غلابه وحنا هنا أهلهم".
"عابدين" يتمنى اختفاء المشردين من الشوارع
ويقول محمد عابدين، من محافظة الشرقية، أنه يعمل منذ عام في المؤسسة، وأنه لا يشعر بالغربة نظرا لحسن المعاملة التي يلقاها داخل الدار: "بنستقبل الحالات بالكير، وده بيشمل النضافة بشكل عام، وقص الشعر الأول، وبقيس السكر، علشان نظبط مواعيد الدواء والسعرات الحرارية في الأكل ونوعية الاكل المناسبة للحالة".
يستقبل فريق التمريض بالمؤسسة الحالات بالعزل 15 يوما نظرا لتفشي فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد قياس العمليات الحيوية: "أصعب الحالات هي اللي بتكون عاجزه خالص بدون حركة، ودول بنشتغل عليهم في تيم، يعني بنكون أكتر من اتنين مع الحالة، وفيه ناس بتكون مهيبره، ودي بيكون لها معاملة من نوع خاص، علشان نتلاشي الدخول في صراع معاهم".
اليوم داخل الدار يقسم لعدة مراحل
يتم تقسيم اليوم في الدار إلي عدة مراحل تبدأ الاولي منها مع دقات الثامنة صباحا، بالنظافة الشخصية ثم بعد ذلك قياس العمليات الحيوية، تليها الإفطار، ثم الجلوس بالجنينة الملحقة بالدار، حتي الخامسة مساءا ومعها يبدأ إدخال الحالات إلي أماكن المبيت:"الناس كلها بدأت تتعود علي المواعيد، وبتمني يكون فيه خطط مستقبلية لمكافحة التشرد، وتوفير حياة كريمة للكل ومنشفش حد تاني نايم علي الرصيف".