أستاذ شريعة يوضح طريقة تكفير والدي رضيع طوخ عن ذنبهما بعد موته جوعا

أستاذ شريعة يوضح طريقة تكفير والدي رضيع طوخ عن ذنبهما بعد موته جوعا
حادثة صادمة شهدتها مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، في الأيام الماضية، بعدما قام والدا طفل رضيع يدعى "أنس"، بتركه بالمنزل وحيداً بدون طعام أو شراب، يصارع الجوع والعطش والوحدة فوق سريره حتى توفي بعد 9 أيام.
الواقعة أثارت تساؤلات لدى البعض، حول مدى إمكانية وجود طريقة لوالدي الطفل الرضيع للتكفير عن ذنبهما بإهمالهما الذي تسبب في قتل الطفل.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور عبدالله النجار، أستاذ بكلية الشريعة بجامعة الأزهر، خلال حديثه لـ"الوطن"، إن هذه الجريمة من أبشع الجرائم لانعدام الشفقة من قلوب مرتكبيها، مضيفًا: "الأمر يتوقف على نوع القتل، فإن كان عمدًا، وتلقيا عقوبة قانونية وصلت إلى حد إعدامهما، فلا كفارة لهما، لأنها جريمة مغلظة".
وبحسب "النجار": "إذا كان الحكم عليهما بالقتل الخطأ، وتعرضا لأي عقوبة غير إعدامهما، فكفارة ذنبهما مع العقوبة القانونية، إن يقوما بالتوبة ثم صيام شهرين متتابعين، مستدلا بقول الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)النساء/92.
وعن الدية المسلمة إلى أهله، رد "النجار"، قائلا: "الدية تعود إلى أولياء أمره وهما الأبوان، وبما أنهم هما المتهمان في قتله، فتصبح الدية هنا بدون فائدة، لذلك عليهما بصيام شهرين متتابعين".
واستطرد "النجار" حديثه: "في حالة عجز أحد الأبوين عن الصوم، فعليه بكفارة إطعام 60 مسكينًا".
تفاصيل الواقعة
وكان اللواء فخر العربي، مدير أمن القليوبية، قد تلقى إخطارا من العميد تامر موسى، مأمور مركز طوخ، بورود بلاغا من قرية "كفر الفقهاء" التابعة لمركز طوخ بالقليوبية"ع. ح" عامل باكتشافه وفاة نجله الطفل "أنس. ع. ع"، 4 شهور، داخل شقة سكنه، وعدم تواجد زوجته والدة الطفل "ا. ش. ع. ن"، 24 عاما، ربة منزل.
وأشار الأب، إلى وجود خلافات مستمرة مع زوجته وقيامه بالمبيت في محل عمله لعدة أيام متواصلة، على إثر تلك الخلافات، ولدى عودته لمسكنه اكتشف وفاة نجله واتهم الزوجة بالإهمال، وترك نجلهما دون رعاية، والتسبب في وفاته.
وانتقل العميد خالد المحمدي، رئيس مباحث المديرية، وبالفحص وإجراء التحريات وجمع المعلومات تبين عدم صحة ما جاء بأقوال المبلغ، وأنه بتاريخ 17 أكتوبر الجاري، حدث خلاف بينه وزوجته، خرجت على إثرها من المنزل، وبرفقتها ابنها الطفل الأكبر "مروان"، بحجة إحضار بعض المشتريات، وتوجهت إلى منزل أهليتها بذات الناحية دون علمه.