أستاذ قلب: السكتات الدماغية مسؤولة عن 6.4% من الوفيات في مصر

كتب: أحمد حامد دياب

أستاذ قلب: السكتات الدماغية مسؤولة عن 6.4% من الوفيات في مصر

أستاذ قلب: السكتات الدماغية مسؤولة عن 6.4% من الوفيات في مصر

حذر الدكتور مجدي عبدالحميد، أستاذ أمراض القلب بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للقلب والأوعية الدموية، من السكتات الدماغية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للسكتة الدماغية.

وقال "عبدالحميد"، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، إن السكتات الدماغية مسؤولة عن 6.4% من أعداد الوفيات في مصر، لافتًا أنها تؤثر بشكل كبير على المصابين بها في الدول النامية.

وأشار أن السكتة الإقفارية تعتبر واحدةً من أكثر أنواع السكتات شيوعاً، وتُمثل حوالي 87% من إجمالي الإصابات، ويُصاب الفرد بهذا النوع من السكتات الدماغية عند انسداد واحد من الأوعية الدموية الرئيسية الغنية بالأوكسجين والتي تنقل الدم إلى الدماغ.

وأوضح "عبدالحميد"، أن هذا الانسداد قد يُعزى إلى جلطة دموية أو تراكم الرواسب من الشحوم والكوليسترول، ويُطلق على هذا التراكم اسم "اللويحة"، وترتبط السكتات الدماغية عادة مع التقدم في السن، وتتضاعف احتمالات الإصابة بها عن كُل عقد بعد سن الـ 55.

وأكد أنه جرى تسجيل ارتباط مباشر بين جنس الشخص وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية في سياق العمر أيضاً، إذ تتساوى نسبة خطر إصابة النساء بالسكتات الدماغية أو تفوق نسبة الرجال في الأعمار الأصغر، بينما يتغير الحال مع التقدم في العمر، وتزداد المخاطر النسبية للإصابة بالسكتات الدماغية قليلاً عند الرجال.

ويعكس ارتفاع نسبة الإصابة بالسكتات الدماغية لدى النساء الصغيرات في السن مخاطر مرتبطة بالحمل وغيرها من العوامل الهرمونية المتعلقة باستخدام حبوب منع الحمل، مشيرا أنّ الدراسات تُشير إلى أنّ معدلات الإصابة بالسكتات الدماغية أعلى لدى السيدات من تلك المسجلة لدى الرجال، وقد يُعزى ذلك إلى طول أعمار النساء بالمقارنة مع الرجال.

وتشمل أكثر عوامل الخطر شيوعاً لدى الجنسين ارتفاع ضغط الدم (فوق 140/90) والتدخين وارتفاع الكوليسترول وسوء النظام الغذائي وقلة النشاط البدني، وهي أيضاً العوامل التي يمكن السيطرة عليها من خلال تغييرات في نمط الحياة.

وتعد السكتات الدماغية من الحوادث الصحية السلبية التي تترك آثاراً كبيرة على الحياة، إلى جانب مخاطر الوفاة المرافقة لها، مشيرا أن احتمالات التعافي قائمة في حالة الإصابة بها، وتعتمد بشكل أساسي على حجم السكتة الدماغية وموقعها.

وقد تقتصر تداعيات السكتة الدماغية الصغيرة على مصاعب مثل إصابة الذراع أو الساق بحالة وهن، إلا أن آثارها قد تصل إلى الشلل وفقدان القدرة على الكلام أو حتى الوفاة.

وتشكل الوقاية إحدى العوامل الرئيسية للحد من مخاطر الإصابة بالسكتة الإقفارية في المنهجية المتكاملة لإدارة الصحة القلبية.

ويُمكن تحقيق ذلك من خلال اعتماد نمط حياة صحي والإقلاع عن التدخين وزيادة النشاط البدني وانتقاء الخيارات الغذائية الصحية، التي تتضمن تناول الكميات الموصى بها من الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة، إلى جانب اعتماد الأطعمة التي تتسم بقلة معدلات الدهون المشبعة والمتحولة والكوليسترول والصوديوم والسكريات المضافة.

وقد تتطلب بعض الحالات استعمال الأدوية أيضاً إلى جانب اتباع نمط الحياة الصحي، ومن المحتمل أن يصف الأطباء بعض مضادات التخثر، مثل الأدوية التي تحتوي علي حمض أسيتيل الساليسيليك، المكون الفعّال لتلك العقاقير، بقدرته على منع تكون الجلطات الدموية، الأمر الذي يحد من مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية.

كما يُمكن استخدامه كتدبير وقائي ثانوي لدى الأفراد الأكثر عرضةً للخطر، ممن أصيبوا سابقاً بسكتة قلبية أو دماغية، تجنباً لظهور أي أحداث ومضاعفات أخرى. ويجب عدم استخدام تلك الأدوية دون توصية من الطبيب المختص. ويتوجب على المجتمع اعتماد الوقاية كاستراتيجية أساسية لمواجهة مخاطر السكتات الدماغية، وهو ما يتطلب بدوره تعزيز الوعي لدى الأفراد وتسهيل إمكانية الوصول إلى العلاج اللازم. ويُوصى الأشخاص بزيارة الأطباء لإجراء الفحوصات بشكل دوري، لكي يتسنى لهم الاتفاق سويةً على الخيارات العلاجية المتاحة والملائمة لحالاتهم بأسرع وقت ممكن.   


مواضيع متعلقة