يضم 5200 قطعة أثرية.. متحف شرم الشيخ يستعد لاستقبال الزوار

04:43 م | الثلاثاء 27 أكتوبر 2020

كالعروس التي تتجمل تستعد مدينة السلام بشرم الشيخ، لافتتاح "متحف شرم الشيخ"، والذي تبلغ مساحته 192 ألف متر مربع، حيث تتميز المدينة بالرونق الخاطف واستمرارها في جذب السائحين من كافة أنحاء العالم.

يعد المشروع بمثابة نقلة حضارية في تاريخ جنوب سيناء، خاصة أن المحافظة تحوي كنوزا أثرية شاهدة على حضارات مصر القديمة.

ومن جانبه قال اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، أن متحف شرم الشيخ الدولي يعد إضافة جديدة لمدينة شرم الشيخ، وهو أحد المشروعات القومية التي يسعي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لافتتاحها، موضحًا أن المتحف منتج سياحي جديد تحتاجه المدينة.

وأضاف أنه تفقد المشروع عدة مرات برفقة الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار لمتابعة وضع اللمسات النهائية لافتتاح المشروع، موضحًا أن المتحف يضم 6 قاعات ولاند سكيب ومناطق خدمات عبارة عن بازارات ومطاعم ومناطق ترفيهية وقاعات سينما، لافتا إلى أن المتحف مقام علي مساحة 38 فدانًا، تم البناء على 14% من مساحته والباقي مساحات خضراء وأماكن لانتظار السيارات وساحات عرض مفتوحة.

في السياق ذاته، قال الدكتور محمود مبروك مستشار الوزير لسيناريو العرض المتحفي إن المتحف يضم مسرحًا وسينما و7 قاعات عرض وقاعة مؤتمرات تسع لـ 1000 فرد، بالإضافة للمكتبات للأطفال والكبار واستراحات، مضيفًا أنه من المقرر أن يلقى المتحف الضوء على المدينة السيناوية وإبراز دورها من الناحية الأثرية والتاريخية حيث سيعرض 7000 قطعة أثرية تبدأ من العصر الفرعوني وحتى العصر الحديث، إضافة إلى أن المتحف يوفر حوالي ألف فرصة عمل لأبناء سيناء من أثريين ومرممين وإداريين وعاملين بالبازارات والكافيتريات.

وتفقد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، متحف آثار شرم الشيخ مطلع الأسبوع الجاري، للوقوف على آخر أعمال سيناريو العرض المتحفي واللمسات النهائية للمشروع تمهيدًا لافتتاحه.

وتضمنت الجولة تفقد قاعات العرض المتحفي والمدخل الخاص بها، ومنطقة العرض الخارجية، ومنطقة النافورة، ومنطقة البازارات.

وتقرر فتح المتحف طوال أيام الأسبوع لفترتين إحداهما صباحية (من الساعة 10 صباحًا حتى الساعة 1 مساء) والأخرى مسائية (من الساعة 5 مساء وحتى 11 مساء)، في إطار سياسة الوزارة لدمج السياحة الشاطئية بالسياحة الثقافية حيث ستقدم هذه المواعيد فرصة للسائحين للتمتع بشواطئ المدينة الخلابة وممارسة الرياضات المائية الممتعة صباحاً، وزيارة المتحف ليلاً للتعرف على الحضارة المصرية القديمة.

جدير بالذكر أن مساحة متحف آثار شرم الشيخ تبلغ 192000 متر مربع، وقد بدأت أعمال المشروع عام 2003 وتوقفت عام 2011 وتم استئناف الأعمال به مرة أخرى في عام 2018، حيث بلغت تكلفة المشروع 812 مليون جنيه.

من المقرر أن يعرض المتحف بشكل استثنائي 10 قطع أثرية من كنوز الملك توت عنخ آمون قبل عرضها بالمتحف المصري الكبير، ما يعد بمثابة عنصر جذب أمام زوار المدينة لمشاهدة جزء من كنوز الملك الشاب لأول مرة.

ومن أهم القطع الأثرية بالمتحف قطعة نادرة من الموزاييك من الإسكندرية ترجع إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وتمثال للإله "ايروس" وهو يصطاد الغزلان والتي تعرض بمدخل المتحف، وتمثال آخر نادر للإله "بس" من الطين غير مكتمل الحرق، وسوف يتم وضعه في قاعة "الانسان والحياة البرية“، هذا بالإضافة إلى القطع التي تم اكتشافها حديثاً ببعض المواقع الأثرية لعرضها لأول مرة بما يعمل على إثراء منظومة العرض المتحفي بالمتحف.

أبرز المعلومات عن متحف شرم الشيخ

متحف شرم الشيخ يضم ست قاعات للعرض ومبنى إداريًّا، وكافيتريا، ومبنى للمطاعم والكافيتريات (Food Court)، ومبنى للبازارات، ومتاجر الحرف الأثرية، ومسرحًا مكشوفًا، ومبنى استراحة للموظفين والأمن الداخلي.

أهم القطع التي يضمها العرض المتحفي بقاعة الحضارات، هى التابوت الداخلي والخارجي لإيست إم "إيست إم خب" زوجة بانجم الثاني وكاهنة المعبودة إيزيس و المعبودين مين وحورس بأخميم، من عصر الأسرة 21، والتي عثر عليها في خبيئة الدير البحري.

يضم المتحف صناديق الأواني الكانوبية وبردية إيست إم خب، ومجموعة من أواني الطور وأدوات التجميل، ورأس الملكة حتشبسوت التي عثر عليها في المعبد الجنائزي لحتشبسوت عام 1926، بالدير البحري ومجموعة تماثيل التناجرا لسيدات بملابس وطرز مختلفة، ومجموعة من التراث السيناوي.

تعبر القاعة الكبرى بالمتحف عن الإنسان والحياة البرية في مصر القديمة، واهتمامات المصري القديم بالعلم والرياضة والصناعات والحرف التي تميز بها ووجوده في أسرته وحياته العائلية، وعلاقته بالبيئة المحيطة به وكيف كان محبًّا للحيوانات لدرجة التقديس.

يتم عرض مجموعة الحيوانات المحنطة من ناتج حفائر البو باسطين بسقارة، مثل القطط والجعارين، وأيضًا البابون والتمساح والصقر في الشكل الحيواني والجسد الإنساني.

إسلام نبيل مدير مكتب تنشيط السياحة بجنوب سيناء قال إن المتحف نقله حضارية في شرم الشيخ وأحد عوامل الجذب للسياح من كل العالم، متوقعًا أن ترتفع نسبة الاشغالات السياحية عقب افتتاحه، مضيفًا أن السياحة التاريخية لها زائرون من كل منطقة خاصة أن تاريخ مصر الحضاري هو بمثابة تاريخ للعالم أجمع، مؤكدا على أن تعدد القطع الأثرية الأصلية الموجودة بالمتحف جرى اختيارها بعناية شديدة، لأنها تمثل كل العصور التاريخية التي مرت على البشر.