للخلف در.. فرنسا تتراجع في قضية الرسوم المسيئة خوفا من مقاطعة منتجاتها

للخلف در.. فرنسا تتراجع في قضية الرسوم المسيئة خوفا من مقاطعة منتجاتها
تراجع ملحوظ في الموقف الفرنسي بعد واقعة الصور المسيئة للرسول، وتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مراسم تأبين المعلم المقتول، والتي قال فيها "لن نتخلى عن الرسومات والكاريكاتيرات، وإن تقهقر البعض"، ما أثار غضب الكثير من المسلمين في كافة انحاء العالم.
فعلى مدار 30 دقيقة الماضية ظهر التراجع الواضح في الموقف الفرنسي خلال الأزمة، حيث نشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأحد، تغريدة باللغة العربية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال فيها "لا شيء يجعلنا نتراجع، أبدًا.. نحترم كل أوجه الاختلاف بروح السلام، لا نقبل أبدا خطاب الحقد، وندافع عن النقاش العقلاني، سنقف دومًا إلى جانب كرامة الإنسان والقيم العالمية"، وذلك بالتزامن مع الأزمة التي أثيرت إثر نشر رسوم كاريكاتير للنبي محمد.
كان ذلك بعد تشديد ماكرون حملته على "الإسلام الراديكالي" حسبما وصف، وانحيازه لحق أستاذ التاريخ المقتول صامويل باتي على يد متطرف قطع رأسه، بعد استخدام رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في درس عن حرية التعبير، وقال ماكرون خلال مراسم تأبين أستاذ التاريخ "سنواصل أيها المعلم.. سندافع عن الحرية التي كنت تعلمها ببراعة وسنحمل راية العلمانية عاليًا"، وفقًا للترجمة التي نقلتها قناة "فرانس 24".
وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن "مسلمي فرنسا جزء من مجتمع وتاريخ جمهوريتنا"، وأن "مكافحة التطرف تجري بالتعاون مع مسلمي فرنسا"، مناشدة الدول الإسلامية التخلي عن مقاطعة المنتجات التي تتم صناعتها في فرنسا على خلفية التوتر الناجم عن قضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، وفقًا لما ذكرته قناة "العربية" في نبأ عاجل.
وتضمن البيان التي أصدرته الخارجية الفرنسية اليوم الأحد، أن الأيام الأخيرة شهدت دعوات في عدد من دول الشرق الأوسط لمقاطعة المنتجات الفرنسية، خاصة الغذائية، إضافة إلى دعوات التظاهر ضد فرنسا إثر نشر رسوم كاريكاتيرية عن النبي محمد، وفقًا لقناة "روسيا اليوم"، وترى الوزارة أن "هذه الدعوات للمقاطعة لا أساس لها ويجب وقفها فورا، مثل كل الهجمات التي تستهدف بلادنا والتي تدفع إليها الأقلية المتطرفة".
كانت واقعة المعلم المقتول علي يد متطرف شيشاني يبلغ من العمر 18 عامًا أثارت موجة غضب كبيرة في فرنسا، وأعادت إلى أذهانهم واقعة الهجوم على مقر مجلة شارلي إيبدو الساخرة منذ 5 سنوات، ما دفع أجهزة الدولة الفرنسية لشن حملة واسعة على من وصفتهم "بالمتطرفين المنتسبين للتيار الاسلامي"، حسبما أفادت "فرانس 24"، وتضمنت عشرات الأفراد المرتبطين بالتيار الإسلامي في البلاد، وذلك بعد اجتماع عقده مجلس الدفاع، الأحد الماضي.