حريق "لوهافر" يعيد إلى الأذهان حادث مرفأ بيروت

حريق "لوهافر" يعيد إلى الأذهان حادث مرفأ بيروت
اندلع حريق هائل اليوم في مستودعات شركة ليبتون داخل ميناء لو هافر شمال فرنسا، وأكدت شرطة أحد أكبر الموانئ الفرنسية في تغريدة نشرتها على حسابها الرسمي في "تويتر" أنها تعمل على إخلاء المنازل المحيطة بموقع الحادث، مشيرة إلى انتشار الدخان على نطاق واسع.
وذكرت السلطات المحلية أن 70 من عناصر الإطفاء و25 سيارة ونحو 20 شرطيا يشاركون في إخماد النيران، فيما أكد تلفزيون “بي إف إم” أن عمليات الإجلاء طالت نحو 300 شخص. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الحريق اندلع داخل مستودع سابق لشركة "ليبتون" للشاي. وتداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي لقطات تؤكد صعود أعمدة من الدخان المكثف فوق المبنى.
وشبه بعض المراقبين الحريق بما حدث في مرفأ بيروت في أغسطس الماضي، حيث لا يزال الغموض يلف الانفجار الذي وقع وتسبب بتغيير أجزاء واسعة من معالم المدينة، وبعد مرور أشهر على وقوعه، لا تزال أسئلة كثيرة لا تزال تطرح ولا إجابات واضحة لها، كما أن السلطات اللبنانية لم تكشف حتى الآن عن نتائج تحقيقاتها رغم أنها وعدت المواطنين بالكشف سريعا عما حدث. لكن رغم ذلك، ظهرت تباعا تفاصيل متعلقة بالأسباب التي أدت لهذه الكارثة.
وأودى الانفجار الضخم في بيروت بحياة 190 شخصاً على الأقل وأصاب الآلاف بجروح وحوّل العاصمة إلى "مدينة منكوبة"، لم يكشف بعد بشكل نهائي ومفصّل سبب انفجار كمية كبيرة من نيترات الأمونيوم مخزنة في أحد مستودعات المرفأ، ففي الرابع من أغسطس، وقع انفجار أول في مرفأ بيروت بعد نشوب حريق في أحد عنابره، تلاه انفجار هائل ألحق دماراً كبيرا بالمرفأ وبالأحياء القريبة منه.
وبحسب علماء الزلازل، يوازي ضغط الانفجار ما يعادل زلزالاً بقوة 3.3 درجات على مقياس ريختر، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت كرة نارية كبيرة جداً تصاعدت في السماء فوق المرفأ، ثم سحابة من الدخان على شكل فطر ضخم، تلاها عصف قوي مع صوت انفجار عَبَر المدينة بأكملها. وأحدث الانفجار وفق خبراء فرنسيين حفرة بعمق 43 متراً.
وأسفر الانفجار عن مقتل 190 شخصاً، بينهم أجانب منهم عدد كبير من السوريين الفارين من بلادهم بسبب النزاع، وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، بينهم ألف طفل، وفق الأمم المتحدة. ولا يزال سبعة أشخاص في عداد المفقودين.
وتسبّب الانفجار بتشريد نحو 300 ألف شخص بعدما باتت منازلهم غير قابلة للسكن. كما تسبّب بخسائر اقتصادية تتراوح بين 6,7 و8,1 مليارات دولار، وفق تقديرات البنك الدولي، بينما يحتاج لبنان بشكل عاجل إلى ما بين 605 و760 مليون دولار للنهوض مجدداً. ومنذ الانفجار، انهالت على بيروت المساعدات الإنسانية. وزار البلاد العديد من المسؤولين الأجانب أبرزهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي زار بيروت مرتين.
وبعد ساعات على وقوع الانفجار، أعلن رئيس الحكومة آنذاك حسان دياب أن الانفجار نتج عن 2750 طناً من مادة نيترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ ست سنوات في مستودع "خطير".